يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الهتيمي» لـ«المرجع»: إيران تستخدم الحوثيين للضغط على أمريكا

الإثنين 04/يونيو/2018 - 07:33 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
على وقع الهزائم المدوية التي مُنيت بها قوات المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران، يُحاول زعماء التمرد اللجوء إلى المفاوضات لإنقاذ وضعهم الميداني المتدهور، بعد سنوات من تعثر الحل السلمي.

وقد التقى المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، أمس الأحد، هشام شرف، وزير الخارجية في حكومة المتمردين الحوثيين، غير المعترف بها دوليًّا، وبحسب وكالة سبأ للأنباء، الخاضعة للحوثي، فقد أفاد شرف خلال اللقاء، أن «الحل السياسي السلمي، هو خيار الشعب نحو السلام المستدام»، بينما قال جريفيث، إنه يعتزم طرح إطار العمل لاستئناف المفاوضات، أمام مجلس الأمن الدولي، في النصف الأول من يونيو الحالي.

ولا يُعرف حتى الآن أي تفاصيل رسمية حول بنود خارطة السلام المزمع طرحها أمام مجلس الأمن، لكن وزير الخارجية اليمني الجديد، جمال اليماني، كشف في تصريحات صحفية، الأسبوع الماضي، أن الحوثيين أبلغوا المبعوث الأممي استعدادهم لتنفيذ القرار الدولي 2216، والذي يلزمهم بالكف عن اللجوء للعنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها في وقت سابق، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والكف عن أعمال تُعتبر من الصلاحيات الحصرية للحكومة اليمنية الشرعية، والامتناع عن أي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، بما في ذلك الاستيلاء على صواريخ «أرض-أرض» ومخازن أسلحة تقع في مناطق محاذية للحدود أو داخل أراضي دولة مجاورة.

ورغم دعم نظام الملالي المستمر للحوثيين فإن مساعد وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، قال: إن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن ملف أزمة اليمن، كما كان «وقف أعمال زعزعة الاستقرار في اليمن» هو أحد المطالب الاثني عشر التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي لعدم فرض عقوبات على طهران «لم يسبق لها مثيل» على حدِّ تعبيره، وهو ما قد يفسر تراجع الدعم الإيراني لميليشيات المتمردين.

اسوأ مرحلة للحوثيين 
من ناحيته، أكد الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن إيران باتت تُدرك الآن أن ثمة تطورات كبيرة حدثت فيما يخص الملف اليمني، وأن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية نجحت بالفعل في تحقيق إنجازات كبيرة خلال الأيام الماضية، ربما تفوق في مجموعها كل ما حققه التحالف طيلة أكثر من ثلاث سنوات، حيث بداية عاصفة الحزم في العام 2015، ومن ثم فإن الحوثيين بالفعل يمرون ومنذ انقلابهم على الشرعية اليمنية بأسوأ مرحلة على المستوى العسكري، الأمر الذي يعني ضرورة أن تُغير كل من إيران والميليشيات الحوثية طريقة تعاطيها مع الأزمة اليمنية، وهو ما يرجح أن تدفع إيران هذه الميليشيات للقبول بالدخول في لعبة التفاوض السياسي والعودة إلى مائدة الحوار التي كانت قد فشلت مرارًا في التوصل إلى صيغة تجمع بين الفرقاء في اليمن. 

وأضاف الهتيمي في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أنه لا يمكن أن نفصل بين التطورات العسكرية على أرض الواقع في اليمن والتطورات فيما يخص ملف الاتفاق النووي الإيراني، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الاتفاق، وما تبعه من دخول الإيرانيين في مفاوضات مع بعض الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، والتي كما تناولت كيفية بقاء الاستمرار في الاتفاق تبحث بالتوازي ملف الأزمة اليمنية، وهي المباحثات التي على ما يبدو -ووفق ما صرح به الأوروبيون بل والإيرانيون أنفسهم- أن المسؤولين الإيرانيين قد أبدوا استعدادهم للعمل على وقف إطلاق النار لمساعدة الأبرياء المتضررين، واستخدام النفوذ الإيراني في تقريب وجهات النظر، وعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح أن من يُرِدْ قراءة وتحليل المشهد اليمني يجب أن يضع الحوثيين في الاعتبار، وألا يرى فيما لحق بهم من هزائم خلال الفترة الماضية مؤشرًا على انتهائهم، إذ إن ذلك يتعارض مع الطبيعة الجغرافية والسياسية، فضلًا عن القبلية في اليمن.

على كل ما سبق -والكلام مازال على لسان «الهتيمي»- تسعى إيران لتحقيق أي مكسب سياسي في اليمن، بواسطة الحوثيين، ويأتي تخفيف حدة الضغوط الأمريكية والأوروبية على إيران كواحد من أبرز تلك المكاسب التي تستهدفها إيران في اليمن. 
"