حظر «أنصار الدولة».. ذراع «داعش» المسلحة في إندونيسيا

حظرت محكمة في العاصمة الإندونيسية «جاكرتا»
اليوم 31 يوليو الجاري، جماعة «أنصار الدولة»، التي تعد أكبر جماعة مرتبطة بتنظيم
«داعش» في البلاد؛ وجاء الحظر ردًا قضائيًّا على الجماعة وممارستها العديد من العمليات
الإرهابية ولانتمائها لـ «داعش»، فالجماعة الإرهابية تجمع عددًا كبيرًا من المتعاطفين
مع «داعش»، كما أنها مدرجة في قوائم الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية،
ولدى الجماعة آلاف الأتباع في إندونيسيا، ما يشكل خطرًا علي أمن واستقرار الدولة، لذا
فإن إصدار هذا الحكم سيمكن الشرطة من القبض على المتعاطفين مع هذه الجماعة الإرهابية.

ويأتي هذا الحكم بعد أن طالبت حكومة إندونيسيا
يوم 25 يوليو الجاري بحظر الجماعة المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي على أمل
تقييد مصادر تمويلها والدعم المقدم لها، وطالب المدعي العام «هيري جيرمان» المحكمة
بإعلان «أنصار الدولة» «جماعة غير شرعية»، ما يسهِل اتخاذ إجراء قوي من قبل
الشرطة ضد عناصرها، حيث إن هذا الحكم يمكن قوات الأمن في إندونيسيا من مصادرة الأموال
والممتلكات الخاصة بالجماعة وإلقاء القبض على عناصرها، ما يؤثر بالتأكيد علي وجود
تنظيم «داعش» في إندونيسيا وبالتالي تقليل الهجمات الإرهابية للتنظيم.
ويعني هذا أن السلطات الأندونيسية تعمل بشكل متواصل على القضاء علي الأذرع الإرهابية بداخل العمق الإندونيسي، ففي 22 يونيو الماضي، أصدرت محكمة إندونيسية حكمًا بالإعدام على زعيم الجماعة المحظورة «أمان عبدالرحمن»، لتدبيره من محبسه سلسلة اعتداءات نفذها متشددون، كما ربطت السلطات بين الجماعة وهجمات وقعت في أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة بما في ذلك تفجيرات انتحارية في مدينة سورابايا في مايو/ أيار أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلًا.
الولاء لـ «داعش»
وبالنظر إلي تاريخ الجماعة الإرهابية،
نجد أن «أنصار الدولة» عبارة عن تنظيم يضم عددًا من الجماعات تشكل عام 2015 عن طريق
تحالف عدة جماعات منشقة، فبحسب وزارة الخارجية الأمريكية؛ تتألف الجماعة من نحو 24
مجموعة متطرفة بايعت زعيم تنظيم «داعش» «أبو بكر البغدادي»، وزعيمها هو «أمان عبدالرحمن»
المحكوم عليه بالإعدام حاليًا، على خلفية تفجيرات تامرين في قلب الحي التجاري وسط جاكرتا،
واعتاد «عبدالرحمن» أن ينشر أفكاره المتشددة التي تبرر العنف في اعتبار الآخرين من
الكفار من خلال الخطب والمحاضرات، وكان «عبدالرحمن» على اتصال بمجموعة متنامية يبلغ
عدد أفرادها نحو 200 من الأتباع يستخدمون أشخاصًا وهواتف محمولة من أجل التواصل معه
وهو في السجن، وبالرغم من وجوده في السجن عام 2013، إلا أنه تمكن من إعلان ولائه لتنظيم
داعش عام 2014، عبر الإنترنت.
وفي يناير 2017، أدرجت الولايات المتحدة
هذه الجماعة على لائحة الإرهاب بتهمة تنفيذ اعتداءات انتحارية وهجمات مسلحة في 14 يناير
2016 في جاكرتا أودت بحياة أربعة مدنيين وأربعة مهاجمين، كما أن اسم «أنصار الدولة»
يرتبط بسلسلة من الهجمات الأخرى في إندونيسيا، بينها هجوم على كنيسة في نوفمبر
2016 أدى إلى مقتل طفل في جزيرة بورنيو، إضافة إلى مخطط لتنفيذ تفجير انتحاري قرب العاصمة
في فترة أعياد الميلاد تمكنت السلطات من إحباطه.

فكر «الجماعة الإسلامية»
تجمع «الجماعة الإسلامية» في إندونيسيا وجماعة «أنصار الدولة» الكثير من الأفكار والقناعات، لكنهما يختلفان حول طبيعة الأهداف التي يجب أن يهاجموها؛ ففي حين ترى «الجماعة الإسلامية» أنها يجب أن تحصر هجماتها ضد غير المسلمين والمسؤولين الأجانب، لأن الاعتداء على المسلمين لا يجوز شرعًا، يرى «أنصار الدولة» أن المسؤولين الحكوميين أهداف مشروعة، خاصة رجال الشرطة.
للمزيد: الجماعة الإسلامية في إندونيسيا وعقود الإرهاب المتوارث

نشر الفكر
الداعشي في إندونيسيا
تعمل الميليشيات الداعشية على التوغل في
دول القارة الآسيوية، وهذا المرة من خلال إندونيسيا، حيث إن صحيفة «ديلي ميل» البريطانية،
أشارت في وقت سابق إلي أن ميليشيات «داعش» في الشام والعراق؛ قامت بتوزيع مجلة تحمل
اسم «المستقبل» داخل عدة تجمعات في إندونيسيا، موضحة أن «داعش» توزع المجلة
برفقة مجموعة من الكتيبات تحت شعار «الدولة الإسلامية السرية، وتم توزيع الطبعة
الثالثة للمجلة عام 2014، باللغة الملاوية، وكان غلاف المجلة يحمل صورة رجل يحمل علمًا أسود ، ومكتوب عليه (محمد رسول الله).
هذا بالإضافة إلي أن هذه المجلة يتم توزيعها على هؤلاء الذين يودون معرفة الكثير عن تنظيم داعش في الشام والعراق، في محاولة لكشف حقائق الشائعات حول المجموعة وقائدها أبو بكر البغدادي، وهذا يعني أن الجماعات الإرهابية في إندونيسيا تلعب على وتر العاطفة والشعارات وتستغل ذلك في تجييش وتحريض الشباب.
للمزيد: جماعات سفك الدماء في إندونيسيا.. فكر متأصل لـ«القاعدة» و«داعش»
أسباب
التوجه الداعشي إلي جاكرتا
يرجع توجه تنظيم «داعش» الإرهابي إلي إندونيسيا وإعلانها عاصمة لخلافته المزعومة والتي دعا إليها في أواخر عام 2015 تحت مسمى «الخلافة البعيدة»، إلي عدة أسباب؛ منها أن إندونيسيا من كبرى الدول الإسلامية من حيث السكان، كما أن بهذه الدولة إرثًا جهاديًّا للجماعات الإسلامية التي لها تاريخ سياسي، بالإضافة إلي موقعها الجغرافي الذي يضم عددًا من الدول الأخرى التي يسعى التنظيم إلى التمدد فيها؛ ومنها الفلبين وماليزيا وأستراليا، وهو ما يجعل التقارب بينها وبين عناصر الجماعات الإسلامية في إندونيسيا كبيرًا جدًا.