يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad
يان هامل
يان هامل

في خصوصيات أسامة بن لادن!

السبت 07/يوليو/2018 - 01:11 م
طباعة
كان أبوحفص الموريتاني الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، ولجأ إلى إيران بدلًا من باكستان في عام 2001 بعد التدخل الأمريكي، ومنذ عام 2012 وهو يعيش في هدوء تام في حي راقٍ في العاصمة الموريتانية «نواكشوط»، وفي هذا الهدوء قصَّ ما جاء في كتاب: «التاريخ السري للجهاد.. من القاعدة إلى الدولة الإسلامية»(*1).


في خصوصيات أسامة
هذه هي المرة الأولى التي يقص فيها بدقة أحد كبار أعضاء هذه المنظمة الإرهابية قصة وجوده إلى جانب زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن؛ حيث كان صديقًا ومفتيًا له على وجه الخصوص؛ لأن مؤسس «القاعدة» لم يكن لديه الإلمام الوفير بالعلوم الإسلامية، كما كان يعاني رفاقه من «نقص حقيقي في المهارات والعلوم الدينية المختلفة».

ومن ناحية أخرى، تدرب «محفوظ ولد الوالد»، المولود في جنوب موريتانيا عام 1967، في المعهد السعودي للدراسات الإسلامية في نواكشوط، وهذه المدرسة، كانت تعتبر «منصة انطلاق للجهاد الدولي»؛ لأنها كانت قبلة للطلاب من جميع أنحاء غرب أفريقيا والمغرب العربي، وكان من ضمنهم «أبوبكر شيكاو» زعيم جماعة «بوكوحرام»، وتم إغلاق أبواب المعهد في عام 2001.

وبعد أن أصبح ضليعًا في علم تفسير القرآن الكريم، سافر الشاب الموريتاني إلى أفغانستان في عام 1991، ولكنه لم يلتقِ بأسامة بن لادن، إلا في العام التالي في السودان.

«بن لادن» يقرر كل شيء
كان الملياردير السعودي يعيش بشكل متواضع، على الرغم من الثروة الهائلة التي تركها له والده، قبل وفاته بوقت قصير؛ وذلك لتمويل الجهاد بشكل حصري، وكان يعيش بلا مشروبات غازية، ودون ثلاجة أو مروحة، كما لم يكن لدى أبنائه لعب أطفال، ولم يكن يسمح لبناته أن يذهبن إلى المدرسة.

كان «بن لادن» لا يقبل الهدايا أبدًا، ولا يأكل إلا الطعام الذي أعدته زوجاته، وكان يقرر كل شيء بمفرده، ويقول محفوظ ولد الوالد، المسمى بـ«أبي حفص الموريتاني»: إن «أسامة بن لادن هو الذي اختار بنفسه السعوديين الذين ألقوا بطائراتهم على أبراج التجارة العالمية في 11 سبتمبر 2001».

ووفقًا لما قاله زعيم تنظيم القاعدة، فإنهم لا يمكنهم خيانته؛ لأنهم من موطنه نفسه، وكانت هذه الهجمات في الحقيقة سبب الانفصال بين الموريتاني والسعودي؛ لأن الأول كان ضد قتل الأبرياء.

في خصوصيات أسامة
ويؤكد «الأمين ولد سالم»، الصحفي الموريتاني، مؤلف الكتاب، في مقابلة مع جريدة «لو بوينت»، أن أبا حفص أدان المجزرتين اللتين تم ارتكابهما في مسرح «باتاكلان» (Bataclan) وفي سوبر ماركت «هايبر كاشير» (Hyper Cacher)، للأسباب نفسها؛ ولكي يتمكن من كتابة هذه القصة المشوقة، تم إجراء مقابلة طويلة مع الرجل الثالث في تنظيم القاعدة السابق في فيلته، الواقعة في حي راقٍ في نواكشوط.

إقامة طويلة في إيران
إن «أبوحفص الموريتاني» لم ينكر أيديولوجية القاعدة، وكان يؤيد تدمير تماثيل بوذا في «باميان» في أفغانستان، ولايزال يرفض إدانة مقتل صحفيين في جريدة «شارلي إيبدو»، بتهمة ازدراء النبي (صلى الله عليه وسلم).

ففي هذا الكتاب، سنتذكر على وجه الخصوص الإقامة الطويلة للموريتاني في إيران، في عام 2001، حيث لم يهرب إلى باكستان، ولكنه توجه إلى الشيعة الذين لم يعرف عنهم قط أنهم يقدرون هؤلاء الإرهابيين السنيين.

إلا أنه ليس الوحيد الذي اختار اللجوء لدى الملالي، فهناك «أم حمزة»، زوجة بن لادن الثالثة، وابنه حمزة الذين اختاروا إيران، مثلهم مثل أبناء زوجته الأولى: «سعد، وعثمان، وفاطمة، وبكر، وإيمان».

وفي بعض الأحيان كانوا يتمتعون بالحرية في تحركاتهم، ولكن تم فرض نوع من الحظر عليهم من مغادرة إيران، أما في أوقات أخرى، تجد عشيرة «بن لادن» نفسها تحت الإقامة الجبرية، ما هي إذن الاستراتيجية التي تتبعها طهران؟ هل هم ورقة مساومة في المفاوضات النووية الإيرانية القاسية مع الأمريكيين والأوروبيين أم ماذا؟

هذا، ولم يتمكن الرجل الذي كان يحتل سابقًا المرتبة الثالثة في تنظيم القاعدة من العودة إلى موريتانيا، إلا في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، يبدو كأنه يتحرك في حرية، لكنه لا يستطيع مغادرة البلاد، وقبل لقاء أبي حفص، عرض الصحفي «الأمين ولد سالم» عليه أن يتقابل معه في السنغال أو المغرب، ولكن دون جدوى.

السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل تعاون صديق أسامة بن لادن السابق مع النظام الموريتاني؟ من الواضح أن الجواب ليس بين ضفتي الكتاب، ولكن يمكننا التفكير فيه بشكل منطقي.

المراجع:
(1) الأمين ولد سالم، «التاريخ السري للجهاد.. من القاعدة إلى الدولة الإسلامية»، فلاماريون.
"