خالد زرقاني.. «بابا نويل» الإرهاب في بلجيكا
لحية كثيفة، ورأس تمكّن منه الفكر الإرهابي، وانطلق لينقله إلى الشباب من خلال دعوات للتجنيد، حتى أن أمهات بعض المتهمين في قضايا إرهابية – تلقوا تدريبات على يديه – وصفنه بالـ«شيطان»، إنه الإرهابي خالد زرقاني، الذي وصفته الصحف الغربية أيضًا بأنه «بابا نويل الإرهاب».
ففي 2014، كان «زرقاني» يقف خلف القضبان في بلجيكا، بعدما تم القبض عليه،
بينما يطالب المدعي العام في محكمة الاستئناف في بروكسل بمعاقبته بالسجن 15 عامًا لتجنيده
الشباب للقتال إلى جانب منظمات متطرفة في سوريا، واعتبره «أكبر مجند للمرشحين للجهاد
في تاريخ بلاده»، لتنتهي المحكمة إلى سجنه 12 عامًا.
وأصبح «زرقاني»، (مغربي الأصل ومقيم في بلجيكا)، الذي ولد عام 1974 في
زيناتا المغربية، أيقونة الإرهاب في بلجيكا، بل ومحرضًا على القتال، وصاحب خلية متطرفة
تحمل اسمه.
وقال مدعي محكمة الاستئناف في بروكسل، برنار ميشال: إن «زرقاني هو أكبر مجند للمرشحين للجهاد في تاريخ بلجيكا، وكان له أيضًا دور مهم في المستوى الدولي في المساعدة اللوجستية المقدمة للمرشحين لما يطلق عليه (الجهاد)، وظهر بوضوح من خلال رسالة هاتفية قصيرة أن له صلات مباشرة بأعضاء في تنظيم داعش».
وأضاف ميشال: «لقد كان ناشطا في مستوى التجنيد والمساعدة اللوجستية والمالية، وحتى وهو في السجن حض العديد من السجناء على الانخراط في الجهاد خصوصًا من خلال التكبير حين يمر بالأروقة القريبة من الزنازين».
فيما وصفه قضاة بلجيكا عند الحكم عليه بأنه «النموذج الأصلي لمرشدٍ ينشر أفكارًا متطرفة بين الشباب الساذجين والمتلقين للتحريض».
وتابع المدعي الفيدرالي البلجيكي ميشال: «لقد قضى زرقاني على جيل كامل من الشباب، ولا سيما في حي مولينبيك».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، في تقرير نشرته في أبريل 2016، عن زرقاني،
بعنوان A Brussels Mentor Who
Taught ‘Gangster Islam’ to the Young and Angry » معلم بروكسل الذي
قام بتعليم عصابات الإسلام»: إن الزرقاني قدّم بسخاء المال والمشورة للمسلمين الشباب
المتلهفين للقتال في سوريا والصومال، أو أولئك المتعطشين لإثارة الفوضى في أوروبا.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنه «عندما استولت الشرطة البلجيكية على جهاز زرقاني في عام 2014، عثرت على مجموعة من الأدب المتطرف، وكتابين عنوانهما (الطرق الثماني والثلاثون للمشاركة في الجهاد) و(ستة عشر غرضًا لا يمكن الاستغناء عنها قبل الذهاب إلى سوريا )».
وذكرت «فرانس 24»، في تقرير بعنوان «الواعظ الجهادي في بروكسل الذي شوه جيلًا» Khalid Zerkani، Brussels’ jihadist preacher who -perverted a generation- نشر في مارس 2016: أن «زرقاني كان يدير شبكة من المجرمين الصغار ويستخدم العائدات لإرسال الجهاديين إلى سوريا، كما وصفته بأنه (داعية راديكالي) بسريته، بما في ذلك استخدام الكلام المشفر لتجنب الكشف، ونفوره العنيف عن كل الأشياء، والتي يطلق عليها (الكافر) ».
وكان ممثلو الادعاء البلجيكيون قد بدأوا التحقيق في «شبكة زرقاني»، وتمت
مراقبة أعضائه، ولكن سمح لهم بالتحرك بحرية خلال العامين التاليين، إلى أن قامت الشرطة
البلجيكية بعدة عمليات تقريبًا، في بداية عام 2014.
ويقول تقرير «فرانس 24»، إنه في غضون ذلك تمكّن العديد من أعضاء الشبكة
من التحرك إلى الخلف وإلى الأمام بين بلجيكا وسوريا، حيث انضموا إلى الجماعات الجهادية
مثل «داعش»، وعندما افتتحت محاكمتهم في بروكسيل، في ربيع عام 2015، كان 13 فقط من المتهمين
الـ 32 حاضرين، بما في ذلك «زرقاني»، وكان من المفترض أن يكون الباقون الـ 19 في سوريا
أو ماتوا هناك.
ويقدر المسؤولون البلجيكيون أن نحو 500 شخص قد غادروا البلاد إلى العراق
وسوريا، وهو أعلى رقم للفرد في كل أوروبا، وفقا للتقرير.
« بابا نويل الجهاد في بلجيكا» كانت هذه الجملة عنوان تقرير نشرته صحيفة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، في 2016، وقالت فيه: «إن زرقاني يستهدف المعرضين للتطرف، حيث يعرضهم لتفسير (عنيف) لمعاني الإسلام، وغالبًا ما يكون لدى هؤلاء المجندين خلفيات جنائية وخبرة في خرق القانون تثبت فائدتها في تمويل الهجمات وتنفيذها».
وتعتمد «العصابة» من المجندين على جرائم صغيرة مثل السرقة للمساعدة في
تمويل الجماعة المتطرفة، التي وفرت الأموال للمجندين الذين أرادوا القتال في سوريا.
ونقلت«بيزنس إنسايدر»، عن صحيفة «واشنطن بوست»، أن هؤلاء المجندين الإرهابيين
الشبان «سلالة جديدة من الجهاديين» تشوش على الخط الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف،
وأن مجندي خلية زرقاني يسرقون السياح وآخرين، لتمويل المجموعة.
وكان ممن أرسلهم «زرقاني» للقتال مع التنظيمات الإرهابية «عبدالحميد أباعود»
المشتبه به في هجمات 13 نوفمبر في باريس، و«نجم لاشراوي» أحد المفجرين الانتحاريين
الذين ضربوا مطار بروكسل، و«رضا كريكيت» الذي اعتقلته الشرطة الفرنسية وأُدين غيابيًا
من قبل السلطات البلجيكية لدوره في ما يسمى «شبكة زرقاني» - التي قامت بتجنيد الشباب
المسلم ودفعتهم إلى شن الجهاد في سوريا.





