تداعيات الدعم الأوروبي لإيكواس وباريس على أزمة النيجر

في تطور جديد في أزمة انقلاب النيجر، أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، أن الاتحاد يرفض قطعًا إعلان المجلس العسكري في النيجر عن فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أنه يؤيد موقف مجموعة "إيكواس" من الأزمة، ويدعم موفقها الرافض للفترة الانتقالية المعلنة في النيجر.
وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل في 22 أغسطس الماضي، قال ستانو: "نواصل دعم جميع مبادرات مجموعة إيكواس، وقد أبلغنا أنها رفضت الفترة الانتقالية المعلنة في النيجر مدة 3 أعوام وإجراء انتخابات بعدها، ونحن في الأمم المتحدة ندعم جميع جهود المجموعة بما في ذلك الوساطة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر".
وكانت مجموعة "إيكواس"، قد أعلنت رفضها القاطع لإعلان المجلس العسكري في النيجر عن فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، ما يشير إلى تعقد جهود إنهاء الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.
واستمرار لموقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة في النيجر، أظهر الاتحاد دعمه للسفير الفرنسي في النيجر، بعدما أعلن المجلس العسكري طرده من البلاد، وأمهله 48 ساعة لمغادرة البلاد، وقالت المتحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي إن قرار الانقلابيين في النيجر طرد سفير فرنسا "استفزاز لن يساهم في بلوغ حل دبلوماسي للأزمة".
درع عسكري
ويأتي موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة في النيجر في الوقت الذي تلوح فيه دول إفريقية بعمل "درع عسكري" لمواجهة أي هجوم غربي على النيجر، وعلى رأس تلك الدول مالي وبوركينا فاسو، وذلك بالتزامن مع تظاهرات داخلية مستمرة رافضة للتدخل العسكري في النيجر، ودعوات من جانب المجلس العسكري للقوات المسلحة للاستعداد والتأهب الدائم لمواجهة أي غزو في ظل تزايد التهديدات.
دلالات الموقف الأوروبي
يفسر الكاتب والباحث الاكاديمي النيجيري، سفيان محمد، في تصريحات خاصة لـ"المرجع" دلالات موقف الاتحاد الأوروبي وأسبابه وتداعياته على الأزمة في النيجر، مشيرًا إلى أن أسباب موقف الاتحاد تعود إلى عقلية الدول الغربية في دعم النظام الديمقراطي المزعوم في دول العالم؛ حيث كانت بين الاتحاد والدول الإفريقية معاهدات واتفاقيات، وليس هناك ما يبتر تلك العلاقات بين الطرفين غير الانقلاب على الأنظمة الديمقراطية، فلو دعمت سياسيات الغرب الانقلاب في النيجر فكأنهم كذّبوا وفندوا أنفسهم وما يدعون.
وأوضح الباحث النيجيري أن الصورة المعتدلة في سياسيات الغرب هو دعم البلاد التي اختار شعوبها رؤساءهم عن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق القوة، وهذا لا يمنع وجود أجندات مستورة تخدم الطرف الغربي في علاقاتها بالدول الأخرى، وعن مصالح دول الاتحاد الأوربي مع الأنظمة التي تتعرض لانقلابات.
واختتم الباحث النيجيري تصريحاته بالقول، إن الدول الغربية لو أيدت الانقلابات وتعكير العمل السياسي في المنطقة حتى مع الدول والحكام المناهضين لهم سيكون ذلك بابًا مفتوحًا لتعطيل العمل السياسي في العالم، وسيكون قولهم مخالفًا لما عرف عنهم من دعم الدول التي تحترم حرية الشعب في اختيار من يمثلهم في حكوماتهم.
وفيما يتعلق بتأثير موقف دعم الاتحاد الأوروبي لموقف إيكواس ومدى قدرته على حسم الأزمة، يقول الباحث النيجيري سفيان محمد: إن تحديد ذلك مرهون بظروف الحرب حال اندلاعها، لكنه سيقوي موقف الإيكواس، ويساعد في إقرار هذا الموقف حتى في الأمم المتحدة.