يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

دلالات لقاء وزير الخارجية القطري وزعيم طالبان في قندهار

الثلاثاء 06/يونيو/2023 - 07:51 م
المرجع
محمد يسري
طباعة
يُعد ملف العزلة الدولية أهم وأخطر الملفات أمام حركة طالبان، والتي تسعى للبحث عن أية فرصة تتخلص من خلالها من هذه المشكلة العميقة التي تكبل تحركاتها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، فرغم أن طالبان شكلت حكومة مؤقتة فرضت سيطرتها على البلاد فور استيلائها على السلطة فإنها لم تنل الاعتراف الدولي حتى الآن كسلطة حاكمة للبلاد، وتواصل الحركة اتصالاتها التي لا تنقطع في هذا الشأن مع العديد من الجهات والدول التي تتعاون معها ومن بينها قطر التي تعتبرها وسيطًا جيدًا قد تحصل من خلالها على هذه الفرصة.


اجتماع الدوحة


وصلت قمة أحلام طالبان في الوصول إلى اعتراف دولي خلال الاجتماع الأممي الذي عقدت مطلع مايو الماضي في العاصمة القطرية الدوحة والذي ضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومجموعة من الممثلين الدوليين لمناقشة الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، ورغم أن الاجتماع قد خلا من ممثلي الحركة لكنه مثل بوابة أمل كبيرة للحركة في الحصول على اعتراف أممي بعد تصريحات أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، والتي ألمحت قبل انعقاد المؤتمر ببضعة أيام خلال لقاء حضرته في الولايات المتحدة إلى إمكانية التوصل إلى اعتراف مبدئي بحركة طالبان.


لكن الاجتماع الذي عقد في الدوحة لم يلبِ رغبة الحركة، وجاء هذه المرة مخيبًا لآمالها في الحصول على ما تريده، إذ حملت مخرجاته ما يشبه الإدانة لتصرفات الحركة مع المنظمات الإنسانية؛ خاصة ملف النساء العاملات في الهيئات والمنظمات الإنسانية اللاتي لا ترغب الحركة في التعامل معهن ضمن سياسة الحركة العامة ضد النساء.


زيارة سرية


وتعتبر قطر إحدى المحطات المهمة بالنسبة لحركة طالبان في التواصل مع العالم، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أعطت لها التفويض بإدارة مصالحها في أفغانستان بعد انسحابها من البلاد في أغسطس 2021م ولم يعد لها تمثيل دبلوماسي في البلاد، وبالتالي تأتي أهمية الزيارة غير المعلنة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى مقر زعيم حركة طالبان هبة الله آخوندزاده في قندهار بعيدًا عن العاصمة كابول منتصف مايو الماضي، والتي لم يُكشف عنها سوى مؤخرًا من خلال تسريبات عن الزيارة في عدد من وسائل الإعلام منها وكالة رويترز.


عكست الزيارة رغبة حركة طالبان في مناقشة سبل إنهاء عزلتها الدولية، وبحسب وكالة رويترز، فإن الاجتماع عقد يوم 12 مايو الماضي في مدينة قندهار، وهو أول اجتماع بين زعيم طالبان هبة الله آخوندزاده ومسؤول أجنبي في مستوى رفيع.

 

وبحسب وكالة رويترز؛ فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان على تواصل مع أطراف الاجتماع للتنسيق حول القضايا التي أثيرت في المحادثات بين الطرفين.

 

حل الأزمة


ويوضح الدكتور محمد عبدالرازق الخبير المتخصص في الشؤون الآسيوية أن طالبان تنظر إلى تلك اللقاءات على اعتبار أنها طوق نجاة من العزلة الدولية المفروضة عليها وتأمل في التوصل لحل يسهم في تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.


وأشار في تصريح خاص لـ «المرجع"» إلى أن طرح التنسيق غير المباشر مع الولايات المتحدة عبر الوساطة القطرية قد يؤدي إلى حل أزمة الأموال الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية مما يسهم في إنعاش الاقتصاد الأفغاني.


وأكد عبدالرازق أن تلك الزيارة تبث الأمل من جديد لدى حركة طالبان في أن حلم الاعتراف الأممي بها لا يزال في الإمكان؛ خاصة أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن أكد مؤخرًا تثمينه لهذا اللقاء مما يشير إلى إمكانية خروج طالبان من العزلة الدولية عبر المباحثات غير المباشرة عبر الوسطاء الداعمين للحركة ومن بينها الدوحة والتي احتضنت المباحثات بين طالبان والولايات المتحدة قبل استيلائها على السلطة في أغسطس 2023م.

"