يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

برعاية قطرية.. إطلاق سراح إرهابي خطير بـ«طالبان» بعد سجنه 8 سنوات

الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 12:16 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
برعاية قطرية أطلقت باكستان، الخميس 25 أكتوبر الجاري، سراح عبدالغني باردار من أبرز قادة حركة طالبان الأفغانية، والذي كان يعد الذراع اليمنية (سابقًا) لمؤسس الحركة الملا عمر (توفي عام 2013)، بعد سجنه (أي باردار) لأكثر من 8 سنوات؛ وذلك بغرض إجراء محادثات مؤقتة بين الولايات المتحدة والجماعة المسلحة برعاية قطر، وفقًا لما قالته مصادر لـ«فرانس برس».

وجاء إطلاق سراح عبدالغني بارادار بعد أقل من أسبوعين من لقاء المبعوث الأمريكي «زلماي خليل زاد» مع ممثلي الحركة في قطر لمناقشة إنهاء الصراع في أفغانستان.

ووفقًا للمصادر السابقة، كان بارادار من بين العديد من قادة طالبان البارزين الذين تم إطلاق سراحهم هذا الأسبوع، بعد أن طالبت طالبان بالإفراج عنهم في محادثات مباشرة مع خليل زاد في 12 من الشهر الجاري.
المتحدث باسم طالبان
المتحدث باسم طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد
وقال المتحدث باسم طالبان الأفغانية «ذبيح الله مجاهد» لوكالة فرانس برس: «لقد تم إطلاق سراح بارادار بعد ظهر أمس، وانضم إلى عائلته»، فيما صرح مسؤول في المخابرات الباكستانية أيضًا أن بارادار «أفرج عنه قبل يومين».

وتقول نيويورك تايمز: «يبدو أن إطلاق سراح عبدالغني بارادار الموجود في باكستان هو أكثر نتيجة ملموسة للمحادثات التي أجرتها طالبان والدبلوماسيون الأمريكيون مؤخرًا».

كان الملا بارادار -الذي بدا مهتمًّا باستكشاف مفاوضات السلام قبل احتجازه في يناير 2010- أكبر قائد عسكري لطالبان في ذلك الوقت.

وأجرى دبلوماسيون أمريكيون محادثات هذا الشهر مع طالبان في قطر للمرة الثانية،  منذ أن أمر البيت الأبيض بالمشاركة المباشرة مع المتمردين.

ويأتي إطلاق سراحه بعد أيام من مقتل الجنرال عبدالرازق، قائد شرطة قندهار، الذي قاد المقاومة ضد طالبان في الجنوب، في هجوم من الداخل.

وقاد الملا بارادار، قبل اعتقاله، العمليات في المقاطعات الجنوبية؛ حيث نشأت حركة طالبان والتي لاتزال محورية في تجنيد وتمويل المجموعة، لكن مدى التأثير الذي يخلفه عودة الملا بارادار إلى التمرد، الذي مرّ بمرحلة انتقالية قيادية أثناء احتجازه، على أي محادثات سلام، لاتزال غير واضحة، وفقًا للصحيفة.

«لقد كان شخصيةً مهمةً في حركة طالبان، لكن منذ زمن بعيد كان بعيدًا عن نظام طالبان»، يقول أحمد شاه صفر، المحلل الأفغاني، مضيفًا: «أن أصدقاءه مازالوا نشيطين في صفوفهم، ومازالوا يثقون به. لكنه تحت تأثير باكستان الآن».
برعاية قطرية.. إطلاق
ويقول المحلل للصحيفة الأمريكية: «إن تصرف الملا بارادار سيشكل علامةً على ما تريد باكستان فعله - ما إذا كانت باكستان تريد تحريك هذه العملية نحو محادثات سلام بشكل إيجابي أو أن توقفها مرة أخرى».

وفي وقت اعتقاله، أجرى الملا بارادار اتصالات سرية مع الحكومة الأفغانية، التي كان يقودها حامد كرزاي، وهي خطوة أثارت غضب باكستان، التي طالما وفرت لقادة طالبان الملجأ والملاذ الآمن.

باعتقاله، و10 آخرين من قادة طالبان في الأسابيع التالية، أوضحت باكستان لزعماء المتمردين أنهم لا يستطيعون التفاوض بشكل مستقل.

إلا أنه في السنوات الأخيرة، سعت الحكومة الأفغانية دون جدوى إلى بدء محادثات سلام مع طالبان، سواء مباشرة أو عبر باكستان، لكن مسؤولي طالبان أصروا على التحدث مع الأمريكيين أولًا.

يبدو أن الدبلوماسيين الأمريكيين يتحركون بشعور من الإلحاح في جهودهم لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات السلام؛ الأمر الذي يعكس جزئيًّا تضاؤل الرئيس ترامب للحرب.

وواجهت الجهود الأمريكية أزمة في الآونة الأخيرة عندما علم الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أن دبلوماسيين أمريكيين التقوا قادة طالبان، وحاولوا إخفاء أخبار الاجتماع عن كرزاي، ومنذ ذلك الحين طالب المسؤولون الأفغان بالوضوح من الأمريكيين، وتطمينات بأن حكومتهم ليست مستبعدة من مثل هذه المحادثات.

ويأتي إطلاق سراح بارادار بعد الانتخابات الأخيرة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي طالما دافع عن إجراء محادثات مع طالبان وغيرها من المتمردين الإسلاميين في المنطقة لوضع حد لسنوات من القتال، وفقًا لفرانس برس.

كما تعهّد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في وقت سابق من هذا الشهر بدعم المفاوضات مع طالبان، في الوقت الذي تتعهد فيه الولايات المتحدة باستعادة المساعدات العسكرية.
"