يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

توقيت دقيق ودلالات مهمة.. تأثير زيارة سلطان عمان إلى إيران على الملف اليمني

السبت 03/يونيو/2023 - 09:01 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
أجرى سلطان عُمان «هيثم بن طارق» في 28 مايو 2023، زيارة رسمية إلى إيران تستمر ليومين، تلبية لدعوة الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»، ونظرًا لكون كلٍ من طهران وسلطنة عمان معنيتين بتطورات الأزمة اليمنية التي دخلت عامها التاسع، فإن أنظار اليمنيين توجهت إلى أن تسهم هذه الزيارة في وضع حد لما يحدث داخل اليمن، ودفع أطراف النزاع بالدولة العربية إلى الوصول لتسوية سياسية للأزمة اليمنية، خاصة أن جميع الجهود التي قادتها السلطنة خلال الفترة الماضية ولا تزال تجريها، لم تنجح حتى الآن في إقناع الميليشيا الحوثية الانقلابية بتسوية الأزمة جراء مطالبة الأخيرة بالحصول على مكاسب جراء إنجاح المفاوضات مع الحكومة اليمنية الشرعية، يأتي على رأسها، إجبار الشرعية على دفع رواتب الموظفين بمناطق الحوثي المدنيين والعسكريين من عائدات النفط والغاز بالمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الشرعية.

توقيت دقيق ودلالات مهمة


وتحمل هذه الزيارة دلالات مهمة خاصة بتوقيتها، إذ أنها تأتي بعد عام من زيارة أجراها «رئيسي» إلى السلطنة، وبعد إبرام طهران مصالحات مع عدة دول إقليمية على رأسها السعودية، إذ عادت العلاقات بين الرياض وطهران برعاية صينية بعد قطيعة دامت سبع سنوات، وقد لعبت السلطنة دورًا بالتعاون مع العراق خلال عامي 2021، و2022، في حلحلة الخلاف السعودي الإيراني، كما تأتي بعد أسابيع قليلة من توقف مفاوضات الوفد العُماني السعودي مع الحوثيين في صنعاء، جراء الشروط المتعنتة للجماعة الانقلابية.


 وبجانب القضايا التي بحثها السلطان العماني خلال زيارته لإيران، فإنه من المتوقع أن يكون "الملف اليمني" ضمن مباحثات هذه الزيارة، نظرًا لكون السلطنة تجمعها حدود مشتركة مع اليمن، واستمرار الأزمة في هذا البلد المجاور سيؤثر سلبًا على الدولة الخليجية، وعليه، فإن سلطنة عمان حريصة على إحلال الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية.


لهجة التصعيد


وتجدر الإشارة، إلى أن الميليشيا الحوثية عادت مرة أخرى إلى دفع مسؤوليها ووسائل إعلامها إلى التهديد باللجوء لـ "خيار التصعيد" وضرب الأهداف والمنشآت الحيوية ليس فقط داخل اليمن بل خارجه أيضًا وتحديدًا بدول التحالف العربي خاصة السعودية والإمارات، والهدف من ذلك هو الضغط على هذه الدول للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الحوثيين والاستجابة لجميع شروطها، هذا بالإضافة إلى تكثيف تعاونها مع المنظمات الإرهابية كـتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، لاستهداف القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي تقود جهودًا لمحاربة الإرهاب جنوب اليمن.


 ملف شائك


وحول مدى تأثير زيارة السلطان «هيثم بن طارق» إلى إيران على الملف اليمني، يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني «أسامة الهتيمي»، لا شك أن زيارة السلطان العماني لإيران تستهدف بالأساس تسوية العديد من الملفات الشائكة الخاصة بالعلاقات الإيرانية العربية، ومنها الأزمة اليمنية التي تدخل عامها التاسع دون حلحلة حقيقية تبشر بإنهاء هذه الأزمة التي أدت إلى أن يعيش اليمن مأساة إنسانية هي الأخطر بحسب توصيف الأمم المتحدة.


 ويوضح «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن ما يميز سلطنة عمان عن غيرها من الأطراف الوسيطة أنها ذات علاقات جيدة بكلا الطرفين المتنازعين في اليمن "الحكومة والحوثيين" فضلًا عن علاقاتها الجيدة مع الأطراف الداعمة للمتنازعين "المملكة وإيران" وهو ما يؤهلها لطرح صيغة توافقية يمكن أن تعبر باليمن من النفق المظلم أو على أقل تقدير إيجاد آليات أكثر فاعلية للحوار المشترك.


 وأضاف أن عمان تهتم بهذه الأزمة كونها جارة لليمن ومن ثم فهي من الدول التي تعاني من الانعكاسات السلبية للأزمة اليمنية الأمر الذي يدفعها لبذل ما بوسعها لتخفيف حدة الفوضى والتوتر على الحدود، وهو ما سيكون له أهميته في المباحثات العمانية الإيرانية، إذ ستحرص طهران على الاستجابة للطلبات العمانية حفاظًا على علاقتهما معًا، بعد أن أثبتت عمان أنها صديق وفِي نجح في تحقيق الكثير مما تتطلع إليه إيران.

"