«العمال الكردستاني» العقبة الأبرز.. تفاهمات عراقية تركية لحل الخلافات
الأحد 29/يناير/2023 - 10:08 م
محمد شعت
في ظل الخلافات العراقية التركية، والتي تتعلق في الغالب بالموارد المائية، وضبط الحدود، بدأ الجانبان مؤخرًا خطوات لإجراء تفاهمات قد تساهم في حل الخلافات التي تسبب ضررًا للعراق، خاصة في ظل تعرض العديد من المحافظات العراقية لنوبات جفاف ما يؤثر على اقتصادها.
لجنة مشتركة
وفي إطار المساعي العراقية التركية، اتفق الجانبان مؤخرًا على تشكيل لجنة مشتركة لحل مشكلة المياه والاعتداءات المتكررة، وذلك خلال لقاء بين وفد عراقي برئاسة محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الأمة التركي الكبير مصطفى شنطوب، على هامش مشاركة الوفد في أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقدة في مدينة أنطاليا التركية، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا، وبحث عدد من الملفات، لا سيما حصة العراق المائية، والاعتداءات المتكررة على الحدود العراقية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه المشاكل، وتعزيز التعاون في المجالات كافة، لتحقيق مصالح البلدين وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
ويحاول الجانب العراقي إيجاد حلول لأزمة المياه التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، حيث عانت نقصًا في المياه بشكل غير مسبوق في شبكة الأنهار، وفي جداول نهري دجلة والفرات، خاصة بعدما لجأت دولة مثل تركيا إلى أنشطة بناء السدود على نطاق واسع لتأمين المياه للزراعة والطاقة الكهرومائية.
عقبة محتملة
رغم إبداء الجانبين الاستعداد للتفاهم حول الخلافات، لكن الجانب التركي أبدى قلقه من حزب العمال الكردستاني، ويربط ضمنيًّا بين ضبط الحدود وعدم بقاء الحزب بالقرب من الحدود المشتركة، وهو الأمر الذي قد يمثل عقبة في مسار التفاهمات الجارية لإزالة الخلافات بعد أعوام من الصدام.
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أهمية التفاهم حول هذا الملف، حيث أكد أن إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، يصب في مصلحة الأمن القومي العراقي.
ووفقًا لبيان الرئاسة التركية: «أجرى الرئيس رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأشار الرئيس، إلى أن تركيا تولي أهمية كبيرة لسلام العراق واستقراره وسلامة أراضيه».
وأكد أردوغان، «أن إنهاء وجود منظمة حزب "العمال الكردستاني"، التي وصفها بـ"الإرهابية" على الأراضي العراقية، هو أيضًا ضرورة لمصالح الأمن القومي للعراق»، ويبدو من البيان أن الاهتمام الأكبر الذي توليه الرئاسة التركية متعلق بحزب العمال الكردستاني، وأن التفاهمات في باقي الملفات مرهون بهذه الجزئية.
وفي حال التفاهم بين النقاط الخلافية قد تشهد العلاقات بين الجانبين تطورًا على عدة محاور، حيث بحث الجانبان تأمين حصة العراق من مياه دجلة والفرات، واستمرار التعاون في المجال التجاري والاستثمار ومشاركة الشركات التركية في مشاريع البنى التحتية والإعمار بالعراق، وتطرقا إلى الربط السككي بين ميناء الفاو في البصرة والأراضي التركية.
وجاءت هذه الخطوات بعدما تلقى السوداني نهاية الشهر الماضي، دعوة من أردوغان لزيارة تركيا، سلمها السفير التركي لدى العراق علي رضا كوناي، كما تلقى الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، دعوة رسمية من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة أنقرة.
وتأتي هذه التطورات، بعدما شهدت العلاقات بين بغداد وأنقرة توترًا، خلال السنوات الأخيرة، بسبب ملف المياه وحزب "العمال الكردستاني" المعارض لتركيا، الذي يتخذ من شمال العراق ملاذًا له.
ضبط الحدود
تعرضت عدة مناطق في إقليم كردستان العراق لقصف تركي متكرر، وتبرر تركيا دائمًا ضرباتها بضرورة مكافحة حزب العمال الكردستاني، وقد أطلقت أنقرة، مؤخرًا عمليات عسكرية عدة داخل الأراضي العراقية، ضد مسلحي الحزب الكردي، وهو أمر رفضته الحكومة العراقية، واعتبرته انتهاكًا للسيادة العراقية.وقال وزير الداخلية العراقي الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، في تصريحات تلفزيونية مؤخرًا، إن بغداد اتخذت إجراءات للسيطرة على الحدود مع إيران وتركيا، مضيفًا أن "الحدود العراقية خط أحمر ولا تهاون في السيطرة عليها".
وقال الشمري: «كان هناك قرار بمسك الحدود مع إيران وتركيا واتخاذ إجراءات لضبط هذه الحدود.. وقد خصصت مبالغ مالية بالنسبة لمسك الحدود مع تركيا وبناء مخافر ونصب كاميرات وبناء أبراج».
وأضاف أن السلطات التركية حددت 17 موقعًا لبناء مخافر فيها على طول الحدود مع تركيا، مؤكدًا وجود تنسيق مع الجانب التركي. وتابع: «ننسق مع تركيا لمسك الشريط الحدودي معها رغم أنها منطقة وعرة وجبلية».





