عشرات القتلى وآلاف النازحين.. لماذا تتصاعد النزاعات القبلية في السودان؟
الإثنين 31/أكتوبر/2022 - 02:43 م
محمود محمدي
منذ أن أنهت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وجودها في السودان، ويعيش البلد الذي يعد ضمن الأفقر في العالم، نزاعات قبلية متصاعدة.
غرب كردفان
الأسبوع الماضي، شهد السودان مقتل 19 شخصًا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان، بحسب بيانات الأمم المتحدة، وقُتل منذ يناير قرابة 600 شخص ونزح أكثر من 210 آلاف بسبب النزاعات القبلية في السودان، وفق المصدر نفسه.
النيل الأزرق
إلى ذلك، سقط نحو 200 قتيل في الاشتباكات القبلية التي وقعت في ولاية النيل الأزرق في جنوب السودان، حيث قال المدير التنفيذي للمجلس المحلي في منطقة ود الماحي عبدالعزيز الأمين إن نحو 200 شخص قتلوا في ثلاث قرى وبعض الجثث لم يتم دفنها حتى الآن، داعيًا المنظمات الإنسانية لمساعدة السلطات المحلية لدفن الجثث.
بدوره، أعلن حاكم ولاية النيل الأزرق السودانية، الفريق أحمد العمدة بادي، حالة الطوارئ، لمدة 30 يومًا، معللًا القرار بما شهدته الولاية خلال الأحداث الأخيرة، وفقًا لوكالة الأنباء السودانية.
وحسب البيان الصادر، فإن القرار جاء عقب استعراض الموقف الأمني بالمنطقة والتدخل الفوري للأجهزة الأمنية لوقف الاقتتال القبلي بكل الإمكانات المتاحة، وفرض هيبة الدولة بتنفيذ الصلاحيات الدستورية والقانونية لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأضاف أن القرار صدر مع توجيهات وقرارات مجلس الأمن والدفاع، وعملًا بأحكام المادة (9) (ب) من الوثيقة الدستورية لسنة 2019 وتعديل لسنة 2020 مقروءة مع المادة (8) من اتفاق جوبا لسلام السودان، والاتفاق النهائي حول قضية المنطقتين.
وكان عباس موسى مدير مستشفى ود الماحي قال لوكالة «فرانس برس» الخميس: إن الاشتباكات القبلية أسفرت عن مقتل 150 شخصًا بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86 آخرون يومي الأربعاء والخميس في المنطقة الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الخرطوم.
وفرضت السلطات منذ الإثنين حظر تجول ليليّ بعد مقتل 13 شخصًا وفق الأمم المتحدة، في اشتباكات بين أفراد قبيلة الهوسا وقبائل متناحرة، لكن الاشتباكات تجددت رغم الانتشار الأمني.
وتظاهر المئات الخميس الماضي، في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق احتجاجًا على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادي معتبرين أنه غير قادر على حماية السكان، وقُتل ما لا يقل عن 149 شخصًا ونزح 65 ألفًا في النيل الأزرق بين يوليو ومطلع أكتوبر، وفق الأمم المتحدة.
احتجاجات الهوسا
في بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا، في جميع أنحاء السودان، على خلفية ما اعتبروه تمييزًا ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.
ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 بالمائة من الوظائف و30 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.





