ad a b
ad ad ad

الهجرة غير الشرعية.. زوارق الموت تفضح فشل سنوات «النهضة»

الأحد 16/أكتوبر/2022 - 03:48 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تعيش مدينة جرجيس، جنوبي شرق تونس، حالة احتقان على خلفية تظاهرات خرج بها الأهالي، الأربعاء 12 اكتوبر، بعدما انتشرت أخبار عند دفن السلطات، جثث أبناء بعض الأسر بالمدينة في مدافن المجهولين، بعد انتشالها من البحر إثر حادث غرق زورق  كان يقوم بعملية هجرة غير شرعية.


الهجرة غير الشرعية..

وعاشت مدينة جرجيس، ما عرف بـ«يوم حداد وغضب»، دعت إليه جمعية البحارة، حيث انطلقت مسيرة حاشدة من المنطقة السياحية، تجاه مقر المعتمدية، قبل أن يلتحق عدد كبير من تلاميذ بالمسيرة رافعين شعارًا وحيدًا وهو: «جيبولنا أولادنا».


إقبال على الهجرة غير الشرعية


لا يعتبر زورق جرجيس حادثًا فرديًّا، فالسلطات التونسية توقف بشكل شبه يومي عشرات الزوارق التي تقل نساءً وأطفالًا وشبابًا يجازفون بحياتهم في رحلات هجرة غير شرعية.


وتنشغل السلطات بدلالة الإقبال الواسع من قبل التونسيين من الجنسين على الهجرة غير الشرعية، إذ تعيش البلاد ظروفًا اقتصادية سيئة، انتهت إلى اختفاء بعض السلع الأساسية ونقص في البنزين.


وفي وقت سابق أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية)، أن عدد التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية عبر الهجرة غير الشرعية ارتفع إلى 3730 شخصًا في الفترة بين 15 أغسطس وأول أيام سبتمبر.


وبلغ عدد التونسيين الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال يوليو وأغسطس الماضيين 7745 شخصًا، وتم منع 8939 وفقدان 49 وقدر عدد القصر منهم بـ 1775 وفق المنتدى.


وتشير أرقام نفس الفترة من سنة 2021 إلى وصول 8079 شخصًا ومنع 8575 وكان عدد القصر 1307 والمفقودين 134.


واعتبر المتحدث الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، المكلف بملف الهجرة، رمضان بن عمر، تلك الأرقام مفزعة، مقترحًا في تصريحات إعلامية أن تعمل الدولة على تسهيل الهجرة الشرعية لحماية المواطنين من سيناريو الغرق.


وتشير تقارير حكومية إلى إحباط 1509 محاولات هجرة غير نظامية باتجاه إيطاليا خلال أول 8 أشهر من العام 2022.


الهجرة غير الشرعية..

توظيف سياسي


لم يمر ملف الهجرة غير الشرعية بعيدًا عن السياسة، إذ حاول المعارضون للرئيس التونسي قيس سعيد والرافضون لمسار 25 يوليو تحميله المسؤولية، مدللين بمعدلات الهجرة غير الشرعية على فشل الرئيس في إدارة البلاد.


حركة النهضة على وجه التحديد وباعتبارها المتضرر الأول من قرارات الرئيس منذ يوليو 2021 لم تكتف بالمشاهدة، إذ تدخلت لمهاجمة الرئيس وتحميله المسؤولية. 


وفي محاولة لتأليب الرأي العام كتب القيادي في الحركة، رفيق عبدالسلام عبر حسابه على «فيسبوك»: «دفن غرقى جرجيس في مقابر سرية وبأسماء مجهولة في جنح الظلام لم تفعلها حتى دولة الاحتلال في فلسطين». 


وتابع: «أليس لهؤلاء الضحايا عائلات منكوبة ومكلومة على فلذات أكبادها؟ ما الذي يضطر سلطة الانقلاب الى عدم مصارحة العائلات والتثبت من جثث الضحايا قبل المسارعة بالدفن في مقبرة «المجهولين»؟ ولماذا هذا الكم الهائل من الخداع وانعدام الخلق في التعامل مع الأحياء والأموات؟".


انتقادات «النهضة» تبدو غريبة لو اعتبرنا أن الأوضاع الاقتصادية القائمة في تونس اليوم هي نتيجة لانهيار بدأ منذ 2011 بالتزامن مع تولي حركة النهضة للسلطة، بما يعني أن الحركة مسؤولة عن واقع الهجرة غير الشرعية وفرار التونسيين من بلدهم.


ويحمل مراقبون، «النهضة» مسؤولية الفشل الاقتصادي الذي عاشته البلاد على مدار عشر سنوات مضت، إذ يقولون إن الحركة تبنت سياسات اقتصادية زادت الأعباء على المواطن الذي خرج يطالب بتحسن مستوى المعيشة.


ويقول الكاتب السياسي التونسي،عادل الريني، لـ«المرجع»: إن النهضة أثبتت فشلًا على كل الأصعدة وتحاول اليوم التبرؤ منه، لافتًا إلى أن تونس عاشت أسوأ عشر سنوات في تاريخها الحديث، محملًا النهضة مسؤولية هذه السنوات وتخبطها.


 للمزيد.. لوضع حد للتلاعب بالتزكيات.. الرئيس التونسي يوجه بتعديل قانون الانتخابات

الكلمات المفتاحية

"