ad a b
ad ad ad

حل اللغز.. لهذه الأسباب تماطل إيران في مفاوضات النووي

الجمعة 02/سبتمبر/2022 - 02:56 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

 

تمثل المماطلة الإيرانية في مفاوضات فيينا حول العودة إلى الاتفاق النووي لغزًا للكثيرين لأن طهران تعاني من عقوبات مشددة ومن مصلحتها التعجيل بالتخلص من هذه العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي بأسرع وقت لإنقاذ اقتصاها إلا أن هناك عوامل تدفع إيران الى المماطلة وأبرز هذه العوامل هو اشتعال أزمة الطاقة عالميًّا، وبالتالي أصبح العالم في حاجة إلى نفط إيران أكثر من الفترة السابقة.


وهناك اتجاه في إيران مقرب من دوائر السلطة يطالب بتأجيل التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن، ولمدة شهرين آخرين على اعتبار أن الوقت في صالح إيران، وأن انتظار شهرين في المفاوضات، قد يؤدي إلى تغيير حسابات الخصوم ويعزز مكاسب إيران بشكل أكبر مما هي عليه الآن.


ومن الممكن اعتبار أن هذه الرؤية تعكس صراعًا قويًّا داخل النظام الإيراني، فقد نشرت صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، مقالًا يقول إن تأجيل الوصول إلى الاتفاق المحتمل لمدة شهرين فقط يمكن أن يساعد إيران في الحصول على عوائد وامتيازات تزيد على ما هو مطروح حاليًا.


ويدعم هذ الاتجاه الاعتقاد بأن تفاقم مشكلة إمدادات الطاقة إلى الدول الأوروبية بسبب استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية، سيتسبب في ارتفاع أسعار الوقود، مما يفرض ضغوطًا على تلك الدول، وبالتالي يمنح مزيدًا من الأوراق لإيران.


فمن المعلوم أنه غير متاح اليوم شطب ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من لوائح الإرهاب، مما يقلص من فوائد الصفقة لإيران، خاصة أنه سيضعف من فرص دخول الشركات الأجنبية إلى الأسواق الإيرانية، فرارًا من أي تعاملات مع شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وبالتالي الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية، وبالتالي فإن العودة إلى الاتفاق الآن قد تكون فرحتها منقوصة داخل إيران على عكس المرة السابقة عام 2015.


وتتعرض طهران لضغوط من أجل تقديم المزيد من التنازلات، حيث سبق وأن تخلت إيران مؤخرًا عن طلبها بشطب الحرس الثوري من على لوائح الإرهاب، كما يضغط عليها الغرب للتخلي عن اشتراط تخلي الوكالة الذرية عن بحث قضية المواقع الإيرانية التي يشتبه في ممارسة أنشطة نووية عسكرية فيها.

"