ad a b
ad ad ad

مصير الاتفاق النووي.. مباراة ساخنة بين نظام الملالي وواشنطن

الثلاثاء 16/مارس/2021 - 04:02 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

منذ تسلم الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مقاليد الحكم في البيت الأبيض، يناير 2021، ما زال الحديث عن الاتفاق النووي وعودة واشنطن إليه وإبرام مفاوضات بين طهران وواشنطن، مستمرًا حتى الآن.


مستشار الأمن القومي
مستشار الأمن القومي الأمريكي «جيك سوليفان»

ويشهد هذا الحديث تصعيدًا أحيانًا وانفراجة أخرى، إلا أنه حاليًا، يشهد ارتفاعًا في اللهجة التصعيدية من قبل الجانب الأمريكي في ظل استمرار التعنت الإيراني.


وفي السياق هذا، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي «جيك سوليفان» في تصريحات له، السبت 13 مارس 2021، أن بلاده تنتظر في التوقيت الحالي رد إيران حول كيفية التقدم في مفاوضات الاتفاق النووى، مشددًا على أن واشنطن لن تسمح لطهران بالحصول على السلاح النووي.


وأكد أن هذا المطلب ليس مقتصرًا فقط على واشنطن بل إن هناك إجماعًا من عدد من الدول على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، فضلًا عن أن عددًا من الأوروبيين يتشاورون مع طهران، من أجل إخضاعها للمفاوضات وإحياء الاتفاق النووي من جديد.


لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن»، أكد خلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي، 12 مارس 2021، أن بلاده حتى الآن لا تنوي تخفيف العقوبات عن إيران قبل عودتها إلى تنفيذ الاتفاقات النووية، وأن واشنطن لم تقدم أي شيء يفيد بإلغاء تجميد الأموال الإيرانية بكوريا الجنوبية.


ومن دلالات التصعيد الأمريكي مؤخرًا، قيام الخارجية الأمريكية بإداراج اثنين من المحققين التابعين للحرس الثوري الإيراني على قائمتها السوداء، موجهة لهما اتهامات بالضلوع في عمليات تعذيب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، بل وفرضت عقوبات جديدة على الكيانات والأفراد المرتبطين بما تصفه بدعم البرنامج النووي الإيراني.


الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

تعنت إيراني


في ظل التصعيد الأمريكي، زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أكثر من مرة، أن بلاده مستعدة للعودة والالتزام ببنود الاتفاق النووي كافة، ولكن إذا اتخذت واشنطن تلك الخطوة أولًا، قائلًا: «عودوا للاتفاق ولا تخجلوا»، مضيفًا: «أما يجب على الولايات المتحدة، أن تختار الطريق لصالح جميع دول المنطقة ليس لصالحها فقط»، بل وطالب «روحاني» ومسؤولوه، إدارة «بايدن» مرارًا بضرورة رفع العقوبات التي فرضها ترامب على إيران.


 الباحث المختص في
الباحث المختص في الشأن الإيراني «أسامة الهتيمي»

سيناريوهات المعركة


يعلق الباحث المختص في الشأن الإيراني، «أسامة الهتيمي» على ذلك قائلًا: هناك سيناريوهان، أولهما أن تواصل واشنطن إبداء حسن نواياها واحتواء إيران عبر الرفع الجزئي أو الكلي للعقوبات، حتى تدفع بالنظام في طهران لاتخاذ خطوات مقابلة لعودة الالتزام ببنود الاتفاق والتراجع عن خطوات وقف الالتزام، وهذا مستبعد حتى الآن في ظل التصريحات المتبادلة على لسان مسئوولي الطرفين وإن كان من الوارد تحققه في مرحلة لاحقة تطول أو تقصر خلال شهرين من الآن حيث موعد انعقاد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو المقبل.


وأضاف «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن السيناريو الثاني هو أن تواصل إيران مماطلتها حتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والتي سيكون لهذه القضية بكل تأكيد انعكاسها على نتائجها ومن ثم ستكون طريقة التعاطي معها واحدة من أهم أولويات الرئيس الجديد، إذ سيلعب التوجه السياسي له دورًا مهمًا في ذلك.


ولفت «الهتيمي» إلى أن تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، تعني استبعاد خيار التصعيد مع إيران والإصرار على إنهاء ملف الخلاف حول البرنامج النووي بطريقة دبلوماسية، إزاء إصرار كل منهما على أن يكون الطرف الآخر هو صاحب الخطوة الأولى للوراء، وبالتالي فإن حل المعضلة القائمة مرتهن بالدرجة الأولى بعامل الوقت ودور الوسطاء ومدى قدرتهم على إقناع أحد الطرفين بتقديم التنازل الأول، وهو أمر بطبيعة الحال ليس سهلًا، خاصة أن إيران ليست لديها أية ثقة في الولايات المتحدة التي تسعى بشتى الطرق إلى عقد اتفاق جديد، ترى فيه طهران انتقاصًا لسيادتها وهدرًا لمواقف قادتها السياسيين، الأمر الذي سينعكس سلبًا على علاقتهم بالشارع بل يمكن أن يكون خنجرًا في  ظهر مستقبل النظام السياسي برمته.

"