دلالات اقتحام «داعش» سجن «كاكوانجورا» المركزي في الكونغو الديمقراطية
تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي، اقتحام السجن المركزي
في مدينة بوتمبو، شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يلقي بظلاله على أهداف انتشاره في المنطقة، وإلى أي مدى بات متوغلا في البلاد، إلى جانب الاستفادة
التنظيمية من الترويج لقوته وسط القارة الأفريقية.
نشر تنظيم "داعش" في منتصف أغسطس الجاري، عبر منصاته الإعلامية على موقع التواصل الاجتماعي "تيليجرام"، صورًا لاقتحامه سجن «كاكوانجورا»، فيما احتفت عناصره بقدرات التنظيم المتطورة حيال الاستهدافات بالمنطقة.
أبعاد عمليات داعش في الكونغو
يمثل اقتحام "داعش" سجن «كاكوانجورا» المركزي في مدينة بوتمبو في الكونغو الديمقراطية، تحديًا للقوات الأمنية مع تساؤلات حول القدرات العسكرية للبلاد ومستقبل أمن المنطقة في ظل تحرير عناصر إرهابية وإجرامية، وتتوقف معرفة الأبعاد المهمة لهذا الاقتحام على أكثر من عنصر أبرزهم الأهمية الجغرافية للمدينة.
تتميز مدينة "بوتمبو" بكونها مركزًا تجاريًّا يضم مواقع هامة سواء دينية أو اقتصادية إلى جانب مطار، وهو ما يبرز الخطورة التنظيمية المتصاعدة لداعش في المنطقة، وتطور قدراته العسكرية التي وصلت حد اقتحام سجن مركزي بمدينة هامة في البلاد.
ويحتمل الاستغلال الإعلامي لهذا الحادث أن يزيد من عدد العناصر الداعشية في هذا التمركز الجغرافي، إذ يعتمد التنظيم على تلك العمليات لتحقيق الانتشار ومضاعفة عناصر صفوفه والضغط على الحكومات عبر إبراز قوته المزعومة، إذ يعد اقتحام السجون في حد ذاته متغيرًا ضخمًا بالنسبة للتنظيم لما تحظى به من عمليات تأمين أساسية تدرج ضمن أولويات القوات العسكرية للدول، ومن ثم فإن اقتحامها يمثل دلالة خاصة.
ولاية داعش الممتدة في وسط أفريقيا
تبلور ظهور "داعش" في وسط أفريقيا منذ ظهور مؤسس التنظيم السابق أبو بكر البغدادي (قتل في عام 2019) في إحدى الإصدارات الإعلامية وهو يتصفح مجلدا كتب عليه (ولاية وسط أفريقيا) في أبريل 2019، ما اعتبر آنذاك إعلانا لبداية تطور الوجود الداعشي في المنطقة.
استغل التنظيم الوضع السياسي المضطرب بكونغو الديمقراطية، حيث سنوات الصراع بين تيارات المعارضة وقوى الرئيس السابق جوزيف كابيلا، ما مهد لاستقطاب الجماعات المتطرفة، ففي ورقة بحثية قدمها معهد الاقتصاد والسلام بسيدني حول مؤشرات الإرهاب السنوية، أُشير إلى أن الدول التي تحظى بصراعات سياسية على أرضها تتزايد فيها الحوادث الإرهابية المسببة لضحايا وانهيار أمني.
ومع الاضطراب السياسي والطائفي والأمني بالكونغو الديمقراطية وجد تنظيم "داعش" لنفسه فرصة للتوغل، واستيعاب العناصر الخطرة ضمن صفوفه، ما يضاعف من المخاطر المستقبلية المحتملة لانتشاره على أمن البلاد والمنطقة بشكل عام.
وتحظى الكونغو الديمقراطية بثروات ثمينة تلعب دورًا محوريًّا في جذب الإرهاب إليها، إذ تستحوذ البلاد على حوالي 60% من إنتاج خام الكوبالت في العالم، وتعد المقاطعات المتواجدة بجنوب شرق البلاد من أغنى مقاطعات البلاد بالمعدن، فيما تحظى البلاد بمخزون عالٍ من الألماس والنحاس الجيد والذهب والوقود الأحفوري.
وتضم ولاية "داعش" المزعومة في وسط أفريقيا، كلًّا من "جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو برازافيل إلى جانب الكونغو الديمقراطية"، وتتسم الدول الثلاث باحتوائهم على المتغيرات ذاتها بنسب متفاوتة لاجتذاب الإرهاب إليها، كالاضطرابات السياسية والعرقية والمعادن الثمينة.
المزيد.. «مناجم أفريقيا الوسطى».. هدف الإرهاب الممهد بالطائفية والصراع السياسي (كروس ميديا)





