ad a b
ad ad ad

لا استقرار لا أمان.. إرهاب «داعش» و«القاعدة» يتزايد في بوركينا فاسو

الأربعاء 29/يونيو/2022 - 05:53 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لم يهدأ النشاط الإرهابي في بوركينا فاسو، منذ مطلع يونيو 2022، إذ تشهد البلاد الكثير من العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين ورجال الجيش والشرطة، كما تعتمد الجماعات التي تشن هجومها على القرى ونقاط ارتكاز الأمن، على زرع عبوات ناسفة في موقع الحادث؛ لعرقلة وصول أي دعم للضحايا والمصابين، إضافة إلى وقع ضحايا جُدد في حال تقدمت القوات الأمنية وانفجرت بها الألغام.

إرهاب متكرر

وتشهد بوركينا فاسو لاسيما مناطقها الشمالية والشرقية، هجمات إرهابية متكررة منذ عام 2015 تشنّها حركات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش خلفت أكثر من ألفي قتيل و1,9 مليون نازح، ورغم حالة الهدوء النسبي التي أعقبت تنصيب الرئيس البوركيني الجديد بول هنري سانداوجو داميبا، أصبح يواجه تصعيدًا في الهجمات من الجماعات المسلحة أودت بأكثر من 200 مدني وعسكري منذ منتصف مارس الماضي.

صراع الجماعات

حالة الاقتتال التي تحدث في بوركينا فاسو بين ما تسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من جانب وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى من جانب آخر، هدفها السيطرة على أراضي بوركينا فاسو، التي تُعَدّ ممرًا نحو الدول الواقعة على الساحل الغربي لأفريقيا، كما زادت مناجم الذهب من أهمية السيطرة عليها، وتناحر الجماعات لضمان مصدر تمويل ضخم.

التقطت الدولة الواقعة إلى الجنوب من مالي والغرب من النيجر، عدوى الإرهاب من دول الجوار عبر الشمال، عام 2015، وكانت النتيجة انتشار عناصر إرهابية في جميع أقاليم البلاد، باستثناء بلاتو سنترال وكاديوجو، حيث تقع العاصمة واجادوجو.

ودأبت الجماعات الإرهابية على إذكاء نيران الصراعات القبلية وتجنيد مقاتلين جدد، واستفادت حركة أنصار الإسلام، التابعة لجماعة نُصرة الإسلام والمسلمين، التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة من التهميش الذي يشعر به بعض القبائل في شمال البلاد كي تجتذب أتباعًا لها منهم، كما أن زعيم أنصار الإسلام، إبراهيم مالام ديكو، هو أحد رجال الدين المعروفين في المنطقة، وكان يرتبط بعلاقة وطيدة مع أمادو كوفا، زعيم جماعة جبهة تحرير ماسينا التي تنشط في وسط مالي، والذي كان رجل دين أيضًا.

ويقول بكاري سامبي، مدير معهد تمبوكتو للأبحاث والدراسات؛ إن الجماعات الإرهابية يستفيدون من حالة انعدام الاستقرار في شن هجمات لا حصر لها، ضمن استراتيجيتهم الهادفة لتقويض حضور الدولة بغية توسيع نطاق نفوذ الإرهابيين نحو بُلدان خليج غينيا.

وتولي الدولة المصرية اهتمامًا لما يدور في أفريقيا، وتُسهم بصور متعددة في مكافحة التطرف واستقرار الأمور، إذ يراقب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ظاهرة اختطاف الرهائن والإرهاب في بوركينا فاسو، وبعض الدول الإفريقية التي تنتشر بها التنظيمات الإرهابية والتخريبية، والتي تحاول الاعتماد على الاختطاف كمصدر من مصادر تمويلها يتمثل في طلب الفدية، هذا ويؤكد المرصد على أن ظاهرة الاختطاف تخالف جميع القيم الإنسانية والإسلامية وتخدم أجندة الإرهاب.

كما يوزع خريجو الأزهر ببوركينا فاسو، إصدارات سلسلة تفنيد الفكر المتطرف الصادرة عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر على الأئمة والخطباء في بوركينا فاسو، للاستفادة من جهود وإصدرات المنظمة؛ لترسيخ الفكر الوسطي المعتدل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة.

"