إسرائيل تضغط وإيران تحذر.. مشروع رباعي يشعل الملف النووي
الأحد 05/يونيو/2022 - 03:24 م
محمد شعت
أزمة جديدة تلوح في الأفق بين إيران والقوى الغربية، بسبب المراوغة الإيرانية مع وكالة الطاقة الذرية، والتي أصدرت تقريرًا بشأن الممارسات الإيرانية غير البناءة مع الوكالة، مؤكدة في تقريرها أن إيران لم تتعاون بالشكل المطلوب، ولم تجب عن أسئلة الوكالة بشأن وجود آثار لمادة اليورانيوم في 3 مواقع مختلفة.
كما كشف التقرير أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة، وردت طهران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، بأن التقرير الصادر من الوكالة الدولية بحقها غير منصف وغير متوازن، لافتة إلى أنها تعاونت وتجاوبت مع أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مشروع قرار رباعي
وفي أول رد غربي على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعا مشروع قرار رباعي صاغته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، من أجل اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل، داعيًا طهران للإجابة عن أسئلة الوكالة التي طال انتظارها بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلن عنها في إيران.
ونصت المسودة، التي أُرسلت إلى أعضاء الوكالة الذرية على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة إيران إلى «العمل بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية والنظر فورًا في عرض المدير العام للوكالة حول ضرورة تقديم مزيد من الأجوبة والمعلومات لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة» فيما يتعلق بتلك المواقع الإيرانية، بحسب ما نقلت رويترز أمس الأربعاء.
وجاء مشروع القرار وسط دعوات إلى مشروع قرار أقوى يحجم الممارست الإيرانية، حيث كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي أنه من المرجح أن تضغط الولايات المتحدة ومجموعة الترويكا الأوروبية التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا لكي تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يدعو إيران للتعاون الكامل مع المفتشين الأمميين بشأن الاشتباه في وجود «نشاط نووي غير معلن».
ونقل الموقع الأمريكي عن مصادر قولها: «إن الاجتماع المقبل لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان أحد الموضوعات الرئيسية التي بحثها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون في البيت الأبيض»، وذلك وسط تأكيدات من المسؤولين الأمريكيين على رغبتهم في أن تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل إصدار قرار أقوى بتوجيه اللوم لإيران في اجتماع مجلس وكالة الطاقة الذرية.
تحذير إيراني
رغم التجاوزات الإيرانية التي سجلها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتصريحات رافائيل جروسي القلقة بشأن عدم التعاون الإيراني، ثم التحرك الأمريكي الفرنسي الألماني البريطاني بإصدار مشروع قرار يدعو إيران إلى الإجابة عن أسئلة الوكالة بشأن العثور على بقايا يورانيوم في 3 مواقع غير معلنة، لكن طهران اعتبرت كل التحركات ضدها غير منصفة.
وحذّرت إيران من أنها سترد على ما وصفته بأي خطوة غير بناءة قد يتخذها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، وذلك بعد إعلان الأخيرة أن طهران لم توضح أسباب العثور على آثار مواد نووية في مواقع غير مصرح عنها، وذلك ردًا على مشروع القرار الرباعي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في بيان الأربعاء، «نحن بطبيعة الحال سنتخذ إجراء حازمًا ومناسبًا ردًا على أي خطوة غير بناءة في مجلس المحافظين الذي يبدأ اجتماعه الإثنين المقبل، محذرًا من أن تداعيات الرد الإيراني ستثقل كاهل أولئك الذين يتخذون من مجلس المحافظين وتقرير المدير العام للوكالة الدولية رافايل جروسي ورقة ضغط وأداة سياسية ضد إيران.
ويأتي الرد الإيراني استمرارًا للمظلومية السياسية التي تمارسها إيران، حيث اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تسبب في هذه التحركات غير منصف من الأساس، ولا يعكس مدى التعاون بين طهران ووكالة الطاقة الذرية، معتبرًا أن كل هذه الإجراءات حرب نفسية ومحاولات التضييق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.





