يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تقارب «مصري ــ مغربي» لتجنب حدوث تطورات خطيرة في ليبيا

الجمعة 27/مايو/2022 - 10:16 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

منذ الإطاحة بنظام العقيد معمّر القذافي، لم تعد الأزمة تخص الليبيين لوحدهم، إذ تدخلت وتداخلت أطراف كثيرة، مدركة أن أي تعقيد في هذا الملف له تأثيرات على المنطقة، فاختارت أن تتدخل فيه بثقلها لمساعدة الفرقاء على تجاوز الخلافات التي طال أمدها.


وكانت القاهرة من الأطراف النافذة في الملف الليبي، وعلى الرغم من أنها الأكثر تأثيرًا ورغبة في لعب دور مهم، بالنظر إلى القرب الجغرافي والحسابات السياسية، كما أن الليبيين أنفسهم يدركون تلك الاعتبارات، فإن المغرب بدأ تحركات في عام 2015، بجانب مواجهة الإرهاب الذي يعد من نقاط الالتقاء بين مصر والمغرب، باعتبار ليبيا كانت واجهة للتنظيمات المتطرفة.


تقارب مصري مغربي

بدأ المغرب تحركاته عام 2015 من خلال استضافة مؤتمر الصخيرات الذي كانت له تبعات كبيرة على مستقبل العملية السياسية في ليبيا، سواء في منحاها الإيجابي عبر خلق فكرة المؤتمرات وجمع المختلفين، إذ أخذت الرباط موقعًا في الأزمة نجح في جمع الليبيين حتى في مراحل الحوارات اللاحقة، التي أفرزت في النهاية حوارًا سياسيًّا انتهى في جنيف بانتخاب حكومة وحدة وطنية.


وبدأت التطورات الجديدة مع خروج حزب «العدالة والتنمية» من الحكومة المغربية وصعود حزب «التجمع الوطني للأحرار»، حيث حاول رئيس الحكومة «عزيز اخنوش» تغيير السياسات الحكومية المغربية على خلاف ما كان يتبعه الحزب الإسلامي سواء فيما يتعلق بليبيا أو ببقية القضايا التي اصطف فيها إخوان المغرب مع أطراف بعينها.


ومن أجل بحث مستجدات الأزمة في ليبيا مع نظيره المغربي «ناصر بوريطة»، توجه وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إلى المغرب في زيارة دامت يومين بين 9 و10 مايو الجاري، وأكد الوزيران تقارب الرؤى ووجهات النظر لخروج الليبيين بحل ينهي الخلافات التي طالت ويبعد أي فرضية لعودة العنف الذي كان أسوأ مشهد عاشته البلاد خلال الآونة الأخيرة.


وفي آخر التطورات حول مواجهة الإرهاب عقد في مدينة مراكش المغربية في 11 مايو الجاري، اجتماعًا موسعًا للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، ومشاركة 76 دولة بالعالم من مختلف القارات.


وقالت الخارجية المغربية في بيان لها، إن الاجتماع يشكل مرحلة أخرى ضمن مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، مع التركيز على القارة الإفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، ومن بين الدول ليبيا التي مازالت بيئة هشة في ظل عدم الاستقرار السياسي والتنازع المستمر بين حكومتين لا يبدو أن مصلحتهما الخاصة أقرب من مصالح شعب ما زال يستفيق على أصوات الرصاص بين الفترة والأخرى.


إيجابية التقارب نحو ليبيا

وعزز التقارب المصري المغربي موقفًا إيجابيًّا تجاه ليبيا، إذ كان لقاء وزير الخارجية المصري بنظيره المغربي، خطوة لتقريب المواقف المغربية نحو الرؤية المصرية لكل ما يحدث في ليبيا.


اللقاء المصري المغربي كان أيضا فرصة للحديث عن احتضان القاهرة مشاورات ومفاوضات المسار الدستوري بين مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبية والتي جرت في القاهرة خلال الأيام الماضية، والذي أعربت القاهرة فيه عن ثقتها بأن تضع جهود اللجنة المشتركة ليبيا على طريق الاستقرار والأمن والتنمية، مؤكدة أنها كانت وما زالت حريصة على رعاية المسار الدستوري الليبي، مستندةً لروابطها التاريخية وعلاقاتها المتوازنة مع كافة الأطراف الليبية.


ويؤكد مراقبون للشأن الليبي، أن المشاورات التي تمت بين البلدين تجري في وقت للبحث فيه عن الاستقرار الليبي ولكي لا تعود السنوات المخيفة التي تسببت في تدمير مدن ليبيا بأكملها، منوهين إلى أن القاهرة كانت واضحة منذ البداية حول هذا الموضوع من خلال دعمها للجيش الوطنى الليبي في حسم المعارك مع الإرهاب، موضحين أن الموقفين المصري والمغربي حول الملف الليبي متقاربان بشكل كبير، وأن التنسيق بينهما متواصل على كافة المستويات من أجل الإبقاء على مناخ الاستقرار في البلد الذي يخيم عليه شبح الحرب للخروج مما هو انتقالي إلى ما هو دائم وذلك لا يتم إلا عبر انتخابات تُمنح فيها الخيارات لليبيين لكي يحددوا من يمثلهم في مستقبلهم السياسي.


للمزيد: فشل في دخول طرابلس.. باشاغا يمارس مهام عمل حكومته من سرت

"