اليمن.. «الجريمة العائلية» تتفشى داخل منازل الحوثيين
الأربعاء 01/يونيو/2022 - 05:47 م
أحمد عادل
تتسع ظاهرة العنف الأسري بين عناصر ميليشيات الحوثي في اليمن، إذ ما بات يمر يوم إلا ويتم الإعلان عن حادث قتل لزوجة وأبناء، أو التخلص بدم بارد من الأهل والأقارب.
وفقًا لموقع «المشهد اليمني»، أفادت مصادر محلية في محافظة عمران شمال صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أن شخصًا في مديرية عذر، أقدم يوم الجمعة الموافق 20 مايو 2022، على قتل زوجته وابنته وإصابة والده قبل أن يقتل نفسه.
وتشير مصادر إلى أن المناطق الخاضعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية شهدت تصاعدًا ملحوظًا في جرائم الاعتداء والقتل بحق الأقارب وبين أعضاء الأسرة الواحدة، ونُسب أغلبها إلى مسلحين على صلة بالميليشيات.
تصاعد منسوب حوادث قتل الأهالي
وأفاد تقرير رسمي أعدّه موقع «الثورة نت» الإخباري، بتسجيل 15 جريمة قتل مسلحين حوثيين أقاربهم في الفترة من يناير 2020 حتى يوليو 2021، راح ضحيتها 28 شخصًا.
وربط التقرير بين تصاعد منسوب حوادث قتل الأهالي في مناطق سيطرة الحوثيين، وعلاقتها الوطيدة بالتعبئة الفكرية والطائفية التي تنتهجها الجماعة من خلال زجها بالمئات من الأطفال والمراهقين في دوراتها التعبوية وغسل أدمغتهم بالأفكار، فيما اتهم ناشطون قادة في الميليشيات بالوقوف وراء تفشي تلك الجرائم.
وأوردت وكالة «خبر» اليمنية أنباء متفرقة أفادت بارتكاب مسلحين حوثيين خمس جرائم اعتداء وقتل منفصلة بحق أقاربهم في كل من الحديدة وإب وعمران وذمار، أسفرت عن سقوط نحو 20 قتيلًا وجريحًا بينهم نساء وأطفال.
ومن بين تلك الحوادث، إقدام شاب في صنعاء على قتل والده وشقيقه وزوجة والده، بإطلاق الرصاص الحي عليهم، وهو الحادث الذي شكل صدمة لسكان العاصمة، خصوصًا أن والد الضحية من القيادات الاجتماعية والحزبية والرياضية المعروفة، كما سبق تلك الواقعة بيوم وقوع جريمتين متشابهتين في محافظتي الحديدة وإب ويقف خلف ارتكابها مسلحون حوثيون.
القتل بلا هوادة
الحادثة الأولى، وفق مصادر محلية، تمثلت في إقدام عنصر حوثي على قتل وإصابة 6 من أفراد أسرته بمديرية جبل راس بمحافظة الحديدة غرب صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن المسلح الحوثي ويدعى محمد العسكري، عمد عقب اندلاع مشادة بينه وأفراد أسرته في جلسة عائلية إلى إطلاق الرصاص من سلاحه صوب شقيقه الأكبر ونجليه، وصوب طفل وامرأة ورجلين آخرين من أفراد الأسرة، ما تسبب بمقتل 4 منهم وإصابة اثنين بجروح متفاوتة.
وشهدت محافظة إب وقوع الجريمة الثانية، التى تمثلت بإطلاق مسلح حوثي يدعى عمر العماد، وابلًا من الرصاص على شقيقه أثناء ما كان في ضيافة أحد أعيان عزلة العرافة بمديرية السدة شرق إب، نتج عنها إصابة شقيقه بجروح.
وشهدت محافظة عمران (50 كم شمال صنعاء) حوادث متكررة من هذا النوع، كما حدث مع القيادي الحوثي خالد العنصور الذي أطلق النار على والدته وشقيقه بمديرية مسور، ما أدى إلى مقتلهما وجرح اثنين آخرين كانا برفقتهما، وسبق تلك الجريمة بعشرة أيام، ارتكاب مسلح حوثي آخر جريمة مماثلة، حيث قتل زوجته الحامل شنقًا في منطقة العصيمات بعمران دون معرفة دوافع القتل.
وشهدت محافظة ذمار (100 كم جنوب صنعاء) مؤخرًا حادث قتل وحشي كان ضحيته ثمانية أشخاص من أسرة واحدة على يد مسلح حوثي.
وذكرت مصادر محلية بذمار أن المسلح ويُدعى جمال الكبسي أقدم على قتل والدته وزوجته وأربعة من أطفاله بينهم فتاتان، إضافةً إلى شقيقه وزوجة والده في قرية تتبع مديرية معبر بذات المحافظة.
ويؤكد حقوقيون يمنيون أن ذلك النوع من الجرائم يعد نتاجًا طبيعيًّا للتغذية الحوثية الممنهجة لأتباعها من شريحة الشبان والأطفال الذين استدرجتهم بمختلف الوسائل إلى صفوفها وأقنعتهم عبر دورات تحريضية بأن طاعة زعيم الجماعة مقدمة على طاعة الوالدين وما دونها من الطاعات الأخرى.





