مشروع «مسام» السعودي يُطارد عبوات الموت الحوثية في اليمن
جاء إعلان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، أمس السبت، عن نجاحه في مشروع نزع الألغام والعبوات الناسفة في المناطق اليمنية المحررة، ليُشكل ضربة موجعة للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي زرعت أعدادًا هائلة من تلك العبوات في المناطق المأهولة بالمدنيين، متجاهلة تحذيرات المنظمات الدولية.
وانطلق مشروع «مسام» في اليمن في شهر يونيو من العام الحالي، ونجح في نزع أكثر من 16 ألف لغم وذخائر غير متفجرة وعبوات ناسفة زرعتها الميليشيات أغلبها مصنوعة في إيران، وقدم في سبيل ذلك 3 من أعضاء المشروع، أرواحهم.
ويضم المشروع 41 فريقًا داخل اليمن، منها 9 فرق متخصصة في إبطال العبوات المتفجرة، ويستهدف تطهير أراضي اليمن من تلك المفخخات القاتلة، لاسيما الألغام المضادة للأفراد المحرمة دوليًّا.
كما يضم المشروع 32 فريقًا يمنيًّا ضمن البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، تم تزويدهم بالمعدات والأدوات والدروع، والدعم اللوجيستي والطبي.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية، أنه على الرغم من الجهود التي يبذلها التحالف العربي والوكالات الدولية في إزالة ونزع الألغام في اليمن فإن الوصول إلى الحد الآمن ليس بالمسالة السهلة، فهو يحتاج إلى وقت طويل وإمكانيات ضخمة وظروف ملائمة وهو ما لا يتوافر في اليمن حتى اللحظة، وبالتالي فإنه من المرجح أن تبقى مشكلة الآثار الناجمة عن الألغام طالما بقي الوضع في اليمن على ما هو عليه، وإن كان ما يبذل من جهود يخفف إلى حد ما من حدة الكارثة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الحوثيين يتفقون مع غيرهم من بقية الأذرع الإيرانية في المنطقة من حيث الرغبة في نشر الفوضى والاضطرابات في أي مكان يوجدون فيه، فذلك هو السبيل الأهم في تحقيق مخطط السيطرة والهيمنة، ومن ثم فإن الهدف الرئيسي لزرع الحوثيين لكل هذه الملايين من الألغام الأرضية في الأراضي اليمنية، على الرغم من مخالفة ذلك القوانين والمواثيق الدولية ليس دفاعيًّا أو لأجل الحد من تحركات العدو فحسب، كما هو متعارف عليه في كل الحروب، ولكنه أيضًا محاولة لبث الرعب والفزع في قلوب المدنيين، ومن ثم تفريغ المناطق المأهولة سكانيًّا من الأهالي لتخلو لهم هذه المناطق، وهو ما يُفسر عدم وجود خرائط خاصة بزرع هذه الألغام، فضلًا عن أن العديد من التقارير تحدثت على أن الحوثيين قاموا بتحويل الألغام الخاصة بالمركبات من تلك التي تتحمل 100 كيلوجرام إلى ألغام خاصة بالأفراد عبر تقنية خاصة «دواسات كهربائية».
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية، أن هناك أسبابًا أخرى ربما دفعت الحوثيين إلى الإصرار على ارتكاب هذه الجريمة، ومنها رغبة هذه الميليشيات في مضاعفة الآثار الناجمة عن الحرب في اليمن للفت انتباه المجتمع الدولي لخطورة ما يحدث هناك، الأمر الذي سيترتب عليه بشكل طبيعي ممارسة ضغوط دولية على الأطراف المعنية في اليمن لوقف ما يحدث بغض النظر، عمن هو الجاني ومن هو الضحية ليكونوا هم المستفيدين كونهم سيتم التعامل معهم والاعتراف بهم، ما سيضمن لهم تحقيق ولو حدًّا أدنى من المكاسب السياسية.





