تكاثر الشيعة بزيادة الإنجاب.. هدف مذهبي لملالي إيران
في الوقت الذي تضرب فيها الاحتجاجات جميع أرجاء الجمهورية الإيرانية جراء ارتفاع زيادة الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، يخرج المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي» ثم يليه الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»، ليدعو المواطنين إلى زيادة الإنجاب والنسل، الأمر الذي أثار غضب الإيرانيين نظرًا لتجاهل النظام لاحتجاجات الغلاء، وتركيزه على قمع المواطنين وفي الوقت ذاته يطالبهم بزيادة الإنجاب رغم عدم تمكنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية.
هجوم إيراني
وشن الناشطون الإيرانيون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حملة هاجموا فيها دعوات مسؤولي نظام الملالي لزيادة الإنجاب، بل والإعلان عن مساعي حكومة «رئيسي» للعمل من أجل التشجيع على ذلك وإعداد الخطط اللازمة لهذا الأمر، كانت البداية بكلمة لـ«خامنئي» قال فيها، «بذل الجهود لزيادة الجيل، وتشبيب القوى العاملة في البلاد، ودعم الأسرة، تعد إحدى أهم الفرائض لدى المسؤولين والشعب».
وبعد هذه الكلمة بدأت حكومة الرئيس الإيراني ترسل دعوات إلى مختلف المؤسسات الإيرانية لمطالبة موظفيها بزيادة الإنجاب، وهو ما أثار سخرية الناشطين، قائلين إن الوالي الفقيه يعتبر الشعب "قطيعًا"، يريد منه فقط أن ينجب ليخلق ضحايا آخرين لمبادئ الجمهورية الإيرانية.
ودعا الناشطون، النظام الحاكم بإشباع النسبة الموجودة من السكان أولًا قبل الحديث عن زيادة سكانية، وتلبية مطالب الشعب الذي ينادي بتوفير احتياجاته من المأكل والملبس والمسكن، في حين قال البعض الآخر إن نظام الملالي يحاول التغطية على فشل قواته في السيطرة على احتجاجات الغلاء، بإطلاق مثل هذه التصريحات، لإلهاء الإيرانيين بمواضيع أخرى بخلاف الاحتجاجات.
هدف الملالي
ومن الجدير بالذكر، أنه فور نجاح الثورة الإيرانية 1979 وتسلم نظام ولاية
الفقيه مقاليد الحكم، ألغى «قانون تنظيم الأسرة» باعتباره مخالفًا
لتعليم الدين الإسلامي، ولقواعد الجمهورية الإيرانية التي تطمح في دولة قوية غزيرة
بالسكان، وهو ما نجم عنه تضاعف عدد السكان في البلاد، وحاول مسؤولو الملالي تحديد
النسل بعدها إلا ان تلك المحاولات كانت تقابل برفض من المرشد الأعلى الذي يريد وصول
عدد السكان إلى 150 مليون نسمة، إذ يتخوف المرشد بشدة من انخفاض المواليد وشيخوخة
المجتمع.
رؤية مذهبية
وحول تلك الدعوات، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في
الشأن الإيراني، أن تلك الدعوات تعود إلى رؤية
مذهبية للنظام الحاكم تطالب أهل الشيعة بزيادة الإنجاب؛ خاصة أن النظام يتخوف من تزايد معدل الإنجاب بالنسبة لأهل السنة في المجتمع
الإيراني خلال الفترة الماضية على حساب أهل الشيعة، إذ أن ذلك من الممكن أن يؤدي
لإحداث تغير ديمغرافي في الساحة الإيرانية، وأن يمثل أهل السنة الغالبية، وهو ما يشكل
ضربة قوية للنظام الإيراني.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن عزوف أهل الشيعة عن الإنجاب يعود لعدة أسباب، منها الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وهو ما مثل عائقًا تسبب في عزوف الشباب عن الزواج، في حين أن أهل السنة منهم من يتزوج 4 مرات، وهذا ما دفع حكومة «رئيسي» في وقت سابق للتوقيع على قانون يقضي بإعطاء حوافز للتشجيع على الإنجاب في إيران بجانب وضع قيود على عمليات الإجهاض.





