الاستثمارات في الشمال السوري.. خطوة فاعلة على طريق دحر «داعش»

جاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، نيتها السماح بالاستثمارات الأجنبية في عدد من المناطق شمال سوريا ليفتح صفحة جديدة في تلك المناطق التي خضعت سابقًا لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي ولم تعد إلى سيطرة الحكومة السورية حتى اليوم.

وبحسب الرؤية الأمريكية المعلنة فإن الهدف من هذه الخطوة، دعم المنطقة التي عانت من سيطرة «داعش».

نشاطات متعددة

وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تمثل المكون الكردي على المناطق المذكورة بدعم من الجيش الأمريكي وترتبط بتفاهمات مع الحكومة السورية، وتطلق على تلك المناطق مسمى «روج آفا» أو مناطق الإدارة الذاتية، وعلى حين تهدد تركيا باستمرار غزو هذه المنطقة، فإن وجود قواعد أمريكية بها يشكل ضمانة للحفاظ على الوضع الراهن.

وبحسب قرار وزارة الخزانة الأمريكية فإن النشاطات الاقتصادية في عدة قطاعات منها: الزراعة والتشييد العقاري والتمويل والخدمات الصحية، وستكون متاحة بعيدًا عن التأثر بالعقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق، ما من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات الخارجية للعمل في تلك القطاعات في شمال شرقي سوريا.

أمل في مواجهة داعش

من جهته رحب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بقرار الولايات المتحدة السماح بوجود النشاطات الاقتصادية في المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة قواته، معتبرًا أنها خطوة من شأنها مواجهة «داعش»، وتعطي الأمل لجميع السوريين.

وجدير بالذكر أنه خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش في مدينة مراكش بالمملكة المغربية قبل أيام، قالت الولايات المتحدة إنها ستخصص نحو 110 ملايين دولار إضافية لمناطق في العراق وسوريا كانت تحت سيطرة التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية.

وشددت الخارجية الأمريكية على أن توفير الخدمات الكافية، وتحسين الوضع المعيشي، وتقديم الدعم للنازحين العائدين إلى أماكنهم الأصلية، ومساعدة المجتمعات التي تستضيف اللاجئين، تلعب دورًا مهمًا في خطة هزيمة تنظيم «داعش».

ووفقًا لقرار وزارة الخزانة الأمريكية، فإن الأنشطة المسموح بها ستشمل مجالات الزراعة والمعلومات والاتصالات والبنية التحتية للكهرباء وإعادة الإعمار والاقتصاد والطاقة النظيفة ونقل وتخزين الإمدادات وإدارة المياه والخدمات الصحية والتعليم والصناعة والتجارة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن تلك الخطوة ستزيد من النشاط الاقتصادي والاستثمار في تلك المناطق، وبالتالي من غير المرجح أن يستعيد «داعش» قوته.