ad a b
ad ad ad

هجمات المساجد في أفغانستان تحصد الأرواح وتنذر باقتتال طائفي

الإثنين 02/مايو/2022 - 06:00 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

قُتل ما لا يقل عن 50 شخصًا جراء تفجير ضرب مسجد خليفة أغا غول جان بغرب العاصمة كابول إضافة إلى عشرات الإصابات، وعلى الرغم من وقوع هجمات ضد المساجد بصورة متزايدة منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم، فإن التفجير الأخير له سمات مختلفة.


كانت مساجد الشيعة هي العامل المشترك لجميع التفجيرات السابقة إلا التفجيرين الأخيرين، إذ أن مسجد خليفة لم يكن للشيعة بل هو للطائفة السنية بالبلاد وتحديدًا للمتصوفيين منهم، ما طرح التساؤلات حول العقائد الرجعية التي سمحت بهذا الهجوم وإلى أي مدى تستطيع طالبان تأمين البلاد، وما هي التحديات التي تواجه الحركة لفرض السيطرة الأمنية على أفغانستان؟.


تفجير المساجد يحصد أرواح المسلمين بأفغانستان


ضرب تفجير ضخم حلقة ذكر أقيمت عقب صلاة الجمعة الأخيرة لشهر رمضان المبارك والموافق 29 أبريل 2022 ما خلف عشرات الضحايا، وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة طالبان أن التفجير كان مروعًا ويحتمل أن يكون انتحاريًّا.


إذ صرح إمام المسجد للموقع الأخباري دوتشه أنه يعتقد أن المنفذ للهجوم اندس وسط المجموعة التي حضرت حلقة الذكر ثم فجر نفسه وسطهم، وتتداول المواقع الأخبارية الأفغانية تقارير حول الأبعاد الفقهية للجماعات المتطرفة التي يحتمل تنفيذها للهجوم.


ودفعت التقارير المحلية والدولية بأن المسجد يرتاده على الأغلب الصوفيون، ومن جهتها أعربت هيئة الأمم المتحدة عن أسفها لسقوط ضحايا، معلنة في بيان رسمي إدانتها الكاملة لتفجير المسجد الصوفي مطالبة القوى لأفغانية بالتعاون من أجل القضاء على الإرهاب.


وفي هجوم آخر على مساجد الصوفية استهدف المتطرفون في الجمعة قبل الأخيرة من شهر رمضان مسجد مولوي سكندر بمنطقة إمام صاحب، في شمال مدينة قندوز، والذي يقصده أتباع التيارات الصوفية، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.


وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش في التورط في الهجمات الأخيرة التي ضربت مساجد الصوفيين، إذ يحمل التنظيم توجهًا متشددًا ضد الصوفية ويتهمهم بعدم التطبيق الصحيح لنصوص الدين، في حين أن تنظيم داعش يعتقد أنه الممثل الأفضل والوحيد للدين الإسلامي.


ويسعى تنظيم داعش لاستغلال فرعه في أفغانستان والمعروف بولاية خراسان كموقع استراتيجي لتطوير وجوده بالمنطقة الآسيوية وتعويض خسارته بمعقله الرئيس بسوريا والعراق إلى جانب منافسة القاعدة.


التحديات الأمنية تطوق حكومة طالبان


تواجه طالبان تحديات مختلفة لإحكام سيطرتها على الداخل الأفغاني ومن أهمها الملف الأمني والاقتصادي، فالدعم الإقليمي الذي تتلقاه الحركة من دول الجوار يعتمد على رغبتهم في كبح جماح تنظيم داعش وإيقاف خطورته على أمنهم، ومن ثم فأن ضعف القدرات العسكرية لطالبان وعدم سيطرتها كليًّا على الوضع يهدد مكتسباتها السياسية إلى حد ما.


بيد أن الصراع العقائدي مع تنظيم داعش في ظل التنازلات التي تحتاج إليها الحركة لتحقيق أهدافها السياسية والحصول على الاعتراف الدولي يهدد أمنها التنظيمي ويعرض صفوفها الدنيا لخلافات فقهية حول الجماعة الأحق بالتبعية، وذلك وسط استقطاب عقائدي يضاعفه خطابات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حول سلامة  عقيدة قادة طالبان بعد انخراطهم في العملية السياسية الدولية ورغبتهم في الانضمام لهئية الأمم المتحدة التي تكفرها الحركات المتشددة.


المزيد..حظر «تيك توك» و«بابجي».. «طالبان» تزيد الخناق على رقاب الأفغان


"