تجدد الاتهامات بين الهند وباكستان برعاية الإرهاب.. و«القاعدة» كلمة السر
تمكنت قوات الأمن الهندية من إحباط
مخطط لتنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد، بعد إلقاء القبض في 19 سبتمبر 2020 على 9
متطرفين من تنظيم القاعدة في عدة مناطق متفرقة، منها العاصمة نيودلهي، ومنطقة إرناكولوم
في ولاية كيرالا الجنوبية، ومرشد أباد في ولاية غرب البنغال بشرق البلاد.
ونقلت وكالة دويتشيه الألمانية عن
المسؤولين بالهند قولهم إن العناصر التي تم إلقاء القبض عليها كانت تخطط لتنفيذ
هجمات في مناطق مختلفة بالبلاد، بما يشمل بقاعًا حيوية ومزدحمة، لحصد عدد أكبر من
الأرواح، كما أن الاستخبارات الهندية أفادت بأن هذه الخلية لديها علاقات دولية، ويرجح صلتها بقادة التنظيم في باكستان.
ونتج عن التفتيش في أغراض المتهمين العثور على كتيبات حول طرق صنع القنابل، واستعمال الأسلحة، وأنواعها المحلية، فضلًا عن فتاوى جهادية لزعماء القاعدة، ويزعم مسؤولو الهند أن هذه الخلية ترعاها باكستان لإحداث الفوضى في نيودلهي.
الإرهاب والصراع الحدودي
لم تفوت السلطات الهندية فرصة تفكيك خلية القاعدة دون الإشارة إلى جارتها باكستان، متهمة إياها بالوقوف وراء دفعات المتطرفين ممن يخترقون البلاد لتنفيذ هجمات إرهابية أو حتى رعايتهم فكريًّا ولوجستيًّا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويرتبط هذا الاتهام بالخلاف الحدودي بين البلدين، حول حيازة إقليم كشمير، فمنذ استقلال الدولتين على أساس طائفي يفصل جغرافيًّا بين الهندوس والمسلمين يشتد الخلاف بين الجارتين على أحقية امتلاك الإقليم، وبالتالي فإن ظروف الصراعات السياسية والاقتصادية خلقت بيئة مواتية لنمو التيارات المتطرفة بالإقليم؛ ما عزز العنف والقتل بداخله، وبداخل الدوائر المحيطة، ويعد فرع القاعدة بهذه المنطقة من أبرز الفروع التي مازالت تتلقى الدعم لمواصلة أنشطتها.
كما يحرص التنظيم على دعم عناصره بالمنطقة، مستغلًا الصراع بين الهند وباكستان، ففي مايو 2020 أطلق بيان عبر منصاته الإعلامية، مدعيًا أن الزيارة الأمريكية لترامب إلى نيودلهي كانت بمثابة ضوء أخضر للاعتداء على المسلمين، وتقوية لنفوذ النظام الهندي ضدهم، وبالأخص مع إصدار نيودلهي قرار الجنسية الإقصائية في فبراير 2020، والذي يتم بموجبه استثناء المسلمين فقط من حق الحصول على الجنسية؛ ما يسهل بدوره لجماعات الإرهاب إمكانية تحويل الصراع من سياسي لديني بما يضمن حشدًا أوسع.
صعود القاعدة في شبه الجزيرة الهندية
وحول تنامي القاعدة في شبه الجزيرة الهندية يقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري في تصريح سابق لـ«المرجع» إن تنظيم القاعدة يتراجع بشدة على مستوى تنفيذ الهجمات والحشد، وذلك لصالح توسع تنظيم داعش الذي استطاع هزيمته في معاقله الأساسية بآسيا، مضيفًا أن بيانات القاعدة ومحاولاتها في شبه الجزيرة الهندية لا تتعدى كونها مجرد دعاية إعلامية للترويج بأن التنظيم مازال باقيًا ولم ينته بعد.
يذكر أن حضور تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الهندية حديث نسبي، فهو يرتبط بإعلان الظواهري تأسيس فرع في المنطقة في 2014، ولكن الحكومة الهندية تعتقد بأن الدعم الفقهي واللوجستي المقدم من التنظيم لا يدعم فقط المجموعة، بل جميع الجهات المتطرفة هناك، كعسكر طيبة، وجيش محمد وغيرهما من الجماعات الناشطة بالمنطقة، والتي قد تتعاون مع عناصر القاعدة لتنفيذ عمليات بالهند.
الصراع الدولي يعمق أزمات الإرهاب بكشمير
يتسم الصراع الهندي الباكستاني، وبينهما مجموعات الإرهاب بالتعقيد السياسي الشديد، ليس فقط لما يربط الدولتان من مصالح ولكن للعلاقات الإقليمية المختلفة بين هذه الدولة، فعلى سبيل المثال كانت تسعى نيودلهي لإدراج مسعود أزهر قائد ومؤسس جماعة جيش محمد المتهمة بتنفيذ هجمات ضد الهند على لائحة الإرهاب الدولي.
وبعد اجتماع الأطراف المعنية في 27 فبراير 2019 بمجلس الأمن للتصويت على القرار، اعترضت الصين مستخدمة حق الفيتو، وتعللت بنقص المعلومات عن الرجل؛ ما دفع الهند لاتهامها بتوظيف الصراع السياسي والحدودي أيضًا بينهما في أزمة الإرهاب بالمنطقة؛ ما يعني أن جماعات التطرف غير المنفصلة عن الظروف السياسية بالمنطقة تجيد توظيف هذه الصراعات لتمديد نفوذها وسط فوضى حدودية.
المزيد.. صراع تؤججه «كشمير».. اتهامات متبادلة بـ«الإرهاب» بين الهند وباكستان





