ثورة الطلبة الإيرانيين.. غضب شعبي جديد يهدد عرش الملالي
ما زالت الاحتجاجات المندلعة في إيران، تهز عرش الملالي الحاكم بقيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي»، ففي ظل القبضة الأمنية الحاكمة على الجامعات الإيرانية؛ يواصل الطلاب احتجاجاتهم على تلك الأوضاع، مطالبين النظام الحاكم بالتوقف عن ترهيبهم وتخويفهم وقمعهم وتدخل قوات الأمن في الشؤون الجامعية، رافعين شعار «لا لهيمنة الأجواء البوليسية وترهيب طلاب الجامعات».
احتجاجات طلابية
يأتي هذا في سياق خروج عشرات الطلاب من
جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة
طهران، اليوم 25 أبريل 2022، في احتجاجات لمعارضة ما قام به رجال أمن الجامعة
بالاعتداء بالضرب المبرح على طالب أثناء توزيعه بيانًا احتجاجيًّا على الإجراءات الأمنية
المشددة المفروضة على مقرات إقامة الطالبات، ورفع هؤلاء الطلبة، شعارات، مثل،
"سكن البنات أصبح زنزانة سجن"، و"لا نريد حماية بوليسية"، و"يا
رجال أمن الجامعة عليكم أن تخشوا فإننا متحدون".
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الأمنية تتدخل
في طبيعة ملابس الطلاب حتى خارج الجامعة، حيث توزع دوريات ليلية في جامعتي أمير كبير
وطهران، هدفها هو تحذير الطالبات بشأن
ارتداء الحجاب وجلوسهم مع الطلاب أثناء تسجيل الرقم الطلابي الخاص بهم، ما يؤدي إلى مصادرة بطاقات الطلاب بطرق غير قانونية وترهيبهم إذ تحدثوا أو خروج في أي
مظاهرات.
وأفاد عدد من هؤلاء الطلبة في بيان
لهم، أن قوات الملالي تنفذ تلك السياسة البوليسية القائمة على تكثيف الضغط على الطلاب،
من أجل قمع وتحييد الإمكانات السياسية للجامعة، وإسكات أي صوت معارض لسياسة النظام
الحاكم بأي طريقة كانت.
ليست المرة الأولى
ويشار إلى أن هذه ليست المرة
الأولي التي يخرج فيها الطلبة الإيرانيون في احتجاجات وتقابل بقمع من قبل قوات
الملالي، في يناير 2020، تجمع عدد من طلاب جامعة «أمير كبير» في العاصمة
طهران، وطالبوا برحيل المرشد «خامنئي»، رافعين شعار، «خامنئي قاتل.. ولايته باطلة»،
وذلك إبان إسقاط الحرس الثوري الإيراني عن طريق الخطأ لطائرة أوكرانية راح ضحيتها 176
شخصًا من مختلف الجنسيات.
ولطالما كان للطلاب الإيرانيين دورًا في مناهضة النظام الحاكم وسياساته،
ولذلك تحاول قوى النظام الأمنية بكل ما أوتيت من قوة، قمع أي احتجاجات طلابية،
والزج بهؤلاء الطلبة إلى السجون، وهذا من أجل الحفاظ على عرش الملالي.
الحركة الطلابية.. قوي ثورية
وحول تداعيات تلك الاحتجاجات، أوضح الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني «أسامة الهتيمي» أنه ليس من المبالغة على الإطلاق القول بأن الحركة الطلابية في إيران هي مرآة صادقة لتطلعات الشعب الإيراني فقد كانت وما زالت في طليعة الإيرانيين، وبدا ذلك واضحًا في العديد من الأحداث التاريخية المهمة التي شهدتها إيران بعد أحداث ثورة 1979، إذ كانت انتفاضة الطلاب عام 1999 والتي جاءت كرد فعل على التضييق على حرية الصحافة وراح ضحيتها العشرات من الطلاب الإيرانيين فضلًا عن اعتقال مئات آخرين، وكذلك مشاركة الطلاب فيما بات يعرف بالحركة الخضراء عام 2009 التي كانت احتجاجًا على تزوير الانتخابات لصالح الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، وعلى نفس المنوال كانت احتجاجات الطلاب عام 2018.
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن تجدد احتجاجات الحركة الطلابية على خلفية الممارسات غير الحقوقية، والتي تجري في جامعة طهران وبعض الجامعات الأخرى وتستهدف التضييق على حريات الطلبة والطالبات، وهي رد فعل طبيعي من قبل فئة يصعب حبس أنفاسها وكبح رغبتها في التنعم بالحرية خاصة في ظل تعاطي هذه الفئة مع كل أدوات التواصل مع العالم الخارجي، وإطلاعهم على أجواء الحرية التي يتمتع بها نظراؤهم في أغلب دول العالم.





