القمح.. أزمة اقتصادية مرتقبة تضرب أفغانستان في ظل سياسات طالبان مع دول الجوار
يومًا بعد يوم تزداد معاناة الشعب الأفغاني في ظل الظروف السياسية والأمنية المضطربة التي تعيشها البلاد التي كانت أوشكت على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح عام 2015م بحسب تقديرات منظمة الفاو، ويشهد استيراد القمح من دول الجوار العام الجاري انخفاضًا ملحوظًا يصل إلى نسبة 20% بحسب تقارير رسمية محلية، بسبب المشكلات مع دول الجوار خاصة دول آسيا الوسطى وباكستان، الأمر الذي يزيد من أزمة الغذاء التي يعيشها الأفغان.
تقارير رسمية
أعلنت غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية السبت 23 أبريل
الجاري إن التطورات السياسية الأخيرة التي
تشهدها البلاد، انخفض استيراد القمح من دول آسيا الوسطى في أفغانستان بنسبة تصل إلى
20% بسبب ارتفاع محصوله.
قال خان جان الكوزاي، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة والاستثمار
- بحسب طلوع نيوز-: «القمح ينخفض في أفغانستان، والسبب الرئيسي هو أن محاصيل
القمح والدقيق متماثلة تقريبًا».
وجاء ذلك في ظل محاولات الطمأنة من جانب حركة طالبان، والتي أكد نائب المتحدث باسمها
على تويتر إن كازاخستان ستزيد صادراتها من القمح إلى أفغانستان.
ويشعر المزارعون الأفغان بالقلق من انخفاض المنتجات الزراعية، وخاصة القمح بسبب قلة هطول الأمطار وأمطار الربيع يسببان أمراضًا مختلفة في القمح
ويؤثران بشكل سيء على حبوب القمح.
تأثير السياسة على القمح
ونتيجة المشكلات الأمنية الجارية على الحدود الباكستانية من جانب حركة
طالبان، وكذلك المشكلات السياسية بين كل من الهند وباكستان أدى ذلك إلى تأثر حركة
التجارة واستيراد القمح، الأمر الذي أدى إلى تعطيل شحنات المساعدات الإنسانية
القادمة من الهند عبر باكستان والتي كانت تحمل كميات كبيرة من القمح.
وفي 18 أبريل 2022 قالت الخارجية الباكستانية إن الحكومة
الباكستانية قد وافقت على طلب الهند تمديد الفترة الزمنية للنقل البري لمساعدات إنسانية
من الهند إلى أفغانستان، والتي انتهت في 21 مارس الفائت.
وذكرت الوزارة أنه "«كدليل على جهودنا المخلصة تجاه معالجة
الأزمة الإنسانية في أفغانستان، تقرر منح تمديد لمدة شهرين لتسهيل استكمال النقل».
وأضافت أن الحكومة الهندية طلبت مؤخرًا تمديدًا في الفترة لاستكمال
عملية النقل.
وقال البيان إن باكستان وافقت في نوفمبر من العام الماضي «كبادرة خاصة للشعب الأفغاني» على نقل 50 ألف طن متري من القمح والأدوية
المنقذة للحياة كمساعدات إنسانية.
وأضاف أن النقل، وفقا للترتيب، سيتم من حدود أتاري - واغاه
مع الهند إلى الحدود الباكستانية الأفغانية «على أساس استثنائي لأغراض إنسانية».
وتدهورت العلاقات بين باكستان والهند بعد أن ألغت الأخيرة
الوضع الخاص لشطر كشمير الخاضع لسيطرتها في أغسطس 2019. وخفضت باكستان علاقاتها الدبلوماسية
وعلقت علاقاتها التجارية وخدمة القطارات مع الهند ردًا على ذلك.
طالبان .. القمح بديل للرواتب
ونتيجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد، لجأت حكومة طالبان إلى برنامج الغذاء مقابل العمل، وقالت حكومة حركة
طالبان مطلع العام الجاري إنها بدأت التوسع في هذا البرنامج الذي تستخدم فيه تبرعات
من القمح لدفع أجور الآلاف من موظفي القطاع العام بدلًا من النقد، مع تفاقم الأزمة المالية
في أفغانستان.
وقال مسؤولون زراعيون أفغان إن القمح، الذي تبرعت بمعظمه
الهند إلى حكومة كابل السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، يُستخدم لدفع
أجور 40 ألف موظف، إذ يحصل كل منهم على عشرة كيلوجرامات من القمح يوميًا مقابل العمل
خمس ساعات.





