أنقرة تدعم الإرهاب.. ملاذات آمنة توفرها تركيا لـ«داعش» وقضاؤها يتواطأ مع مجرمي التنظيم
الثلاثاء 01/مارس/2022 - 06:18 م
محمود البتاكوشي
كشفت تفاصيل مقتل «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي»، زعيم تنظيم داعش في سوريا، عن أدلة تورط تركيا وتواطئها في إيواء «القرشي»، إذ أن المنزل المستهدف يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من نقطة تفتيش تسيطر عليها تركيا في الداخل السوري، وفي قرية تقع على بعد كيلومتر فقط من الحدود التركية، علمًا بأن تركيا، لديها نحو 10 مراكز مراقبة عسكرية في المنطقة، التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المدعومة، إذ قُسمت الدولة التي مزقتها الحرب إلى مناطق نفوذ دولي، وعليه فإن «إدلب» تخضع منذ فترة طويلة للنفوذ التركي.
دعم الإرهاب
يأتي ذلك اتساقًا مع المواقف التركية، الداعمة للإرهاب إذ تعتبر الراعي الرئيسى لتنظيم «داعش» منذ إعلان سيطرته على عدد من المدن السورية والعراقية، ودعم أنصار حزب العدالة والتنمية التركى لداعش ورفع أعلام التنظيم فى شوارع إسطنبول وأنقرة، فضلًا عن تنقل قادة التنظيم الإرهابى من سوريا إلى تركيا والعكس دون أى قيود على تحركات الإرهابيين.
تواطؤ القضاء التركي
وفي مؤشر يؤكد أن القضاء التركي، يعمل لصالح التنظيمات الإرهابية، ألغت محكمة الاستئناف العليا في تركيا إدانة بيجزاد سباهيتش جهادي بوسني، كان قد أدين بالانضمام لـ«داعش»، في سوريا والعراق، وضبط في 28 يونيو 2017، بحوزته حقيبة ظهر تحتوي على سترة ناسفة بها 3 كيلوجرامات من المتفجرات و3 قنابل يدوية روسية الصنع، لكن المدعي العام التركي، قرر إسقاط تهمة المتفجرات، رغم أن المتهم أقر بالذنب، قبل أن يتم الإفراج عنه مؤخرًا.
وتعد التحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة في رسو سفينة تركية بالقرب من معقل حركة الشباب الإرهابية في الصومال، دليلًا دامغًا على تورط النظام التركي في جرائم إرهابية، إذ أعلنت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بالصومال، أنها كانت تراقب الأسلحة غير المشروعة، إنها تبحث في سفينة تركية راسية قبالة جزء من الساحل الصومالي الذي تسيطر عليه حركة الشباب الإرهابية في أغسطس 2021.
ظلت السفينة التركية، التي تملكها وتشغلها شركة «مافي دنيز تاشيمي تيكاريت المحدودة» ومقرها إسطنبول، ثابتة لمدة 24 ساعة على بعد أقل من كيلو متر من الساحل الصومالي في منطقة تسيطر عليها حركة الشباب، ولا تخضع لدوريات من قبل قوات الأمن الصومالية، مما أثار الشكوك حول سبب بقاء السفينة قريبة جدًا من منطقة الشباب، وما إذا كانت تنقل الإمدادات أو الأسلحة إلى العناصر الإرهابية، ولاسيما في ظل صمت الحكومة التركية.
ملاذات آمنة
كما أكد تقرير حديث للأمم المتحدة، أن القاعدة وداعش يتمتعان بملاذ آمن في «إدلب» الخاضعة للسيطرة التركية، وأنهما يواصلون العمل في هذه المنطقة.
وذكر التقرير أن هيئة تحرير الشام لا تزال المجموعة الإرهابية المهيمنة في شمال غرب الجمهورية العربية السورية وتسيطر على إدلب.
وبحسب التقرير، الذي قُدِّم إلى مجلس الأمن الدولي في 3 فبراير 2022، من قبل خبراء مكلفين بفريق الأمم المتحدة للدعم التحليلي ومراقبة العقوبات، فإن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقًا باسم جبهة النصرة، لديها ما يصل إلى 15 ألف مقاتل وتحقق إيرادات، بشكل رئيسي من خلال الضرائب في المنطقة.
وأشار التقرير أيضًا إلى أنه تم تحويل بعض المساعدات الإنسانية المرسلة إلى إدلب إلى هيئة تحرير الشام، وأن الإرهابيين يحاولون العودة إلى أوطانهم عبر تركيا، وسلطت الضوء على قضية ياسين العشيري، الداعشي البلجيكي الذي اعتقل في بلغاريا في نوفمبر 2021 بعد وصوله من تركيا.
يذكر أن العشيري هو مساعد «عبدالحميد أباعود»، العقل المدبر لهجمات باريس عام 2015، لا يزال اللغز حول كيفية تمكن لاشيري من دخول بلغاريا على الرغم من حقيقة أنه حُكم عليه بالسجن في تركيا.
يذكر أن الاتهامات تلاحق تركيا بأنها أصبحت مركزًا لتزوير جوازات سفر لمسلحي داعش، لضمان سفرهم حول العالم دون عوائق.





