ad a b
ad ad ad

تاجروا بمحنته وموته.. «داعش» يوظف طفل البئر في رسائله ضد الإعلام العربي

الأحد 27/فبراير/2022 - 05:07 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تمثل الوسائل الإعلامية أدوات أساسية في استراتيجية تنظيم داعش للانتشار والتجنيد، وكذلك الترويج لأنشطته العنيفة هادفًا خلق حالة من الجدل الدولي حول سلوكه وأيديولوجيته لحصد هالة ترويجية يحتاجها للتطور التنظيمي.


تاجروا بمحنته وموته..

اعتاد «داعش» بث رسائله عبر محطات إعلامية رئيسية تنطلق من منصات التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الوسائط تأتي مجلة النبأ كأبرز وأهم وسيلة اتصال مكتوبة، إذ يعتمد عليها التنظيم لإيصال رسائله سواء للساسة والمتابعين البحثيين أو لعناصره الداخلية والمتعاطفين معه ومن يهدف لتجنيدهم من أصحاب الهويات المضطربة.


وسحروا أعين الناس.. رسائل «داعش» الإعلامية


يُنظر للنبأ كوسيلة إعلامية دورية قد تحمل رسائل تحفيزية اعتيادية بالنسبة للمتابعين لها، ولكن الأعداد الأخيرة تمثل أهمية خاصة لأنها تعقب مقتل زعيم التنظيم أبي إبراهيم الهاشمي القرشي ومن ثم فهي تحمل أفكارًا يريد «داعش» توجيهها للخارج والداخل، إذ ركز في عدده 325 الصادر في 10 فبراير 2022 على وسائل الإعلام عبر مقال نشر بعنوان ( وسحروا أعين الناس).


خصص التنظيم هذا المقال لمهاجمة وسائل الإعلام العربية متهمًا إياها بتضليل الجمهور ونشر وجهات نظر مغايرة لحقيقة «داعش» وعناصره، ودفع المقال بأن وسائل الإعلام العربية تتبنى نفس توجه ساسة الغرب، واصفًا إياهم بـ(الكفار)، كما زعم التنظيم بأن وسائل الإعلام العربية تكذب على المتابعين لتطبيق أهداف الغرب نحو الإسلام والمسلمين، في توجيه واضح لصبغ القضية بذرائع دينية بغض النظر عن الأبعاد المختلفة للأزمة.


تركز وسائل إعلام «داعش» خلال مرحلة ما بعد مقتل «القرشي» على الرسائل غير المباشرة، بمعنى أنها توجه رسائل مبطنة للعناصر والمتابعين من الخارج دون الدخول في تفاصيل حو مقتل زعيمهم لإيصال رسالتهم الأهم وهي عدم تأثر التنظيم بمقتل زعمائه.


وفي هذا الصدد، يُحتمل أن تحمل رسالتهم الأخيرة حول وسائل الإعلام بث مزيدٍ من الشكوك نحو التقارير الصادرة عن التنظيم، وكذلك توجيه عناصرهم الداخلية نحو عدم اتباع غيرهم كمصدر وحيد للدين، فيما لم يتخل تنظيم داعش عن توظيف آيات قرآنية في كتاباته.


طفل البئر حاضرًا في الرسائل الإعلامية لـ«داعش»


تحدث تنظيم داعش في رسائله الأخيرة عن الإعلام وتغطياته للأخبار المختلفة عن الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر عميق ولقي مصرعه فيما بعد، إذ انتقد التنظيم تركيز وسائل الإعلام على هذه القضية متغافلين قضايا الأطفال في سوريا والعراق ممن يعانون من الجوع والبرد، وكأن تنظيم داعش يغسل سمعته عن أطفال معقله الجغرافي الأساسي الذي كان سببًا رئيسيًّا في معاناتهم الحالية.


فيما رأى التنظيم في عبارات الوحدة العربية مثل (كلنا أمة واحدة) التي انطلقت تعاطفًا مع قضية ريان مجرد هراء، مشيرًا إلى أن هذه التغطية الإعلامية وما نتج عنها من هذه العبارات تمت بإدارة الغرب ليصرف النظر عن بطولات التنظيم في سجن غويران، وفقًا لما ادعوا، كما انتقدوا عبارات الوحدة العربية باعتبارها أمة لا تملك قرارها، وفقًا لقولهم.


يدفع التنظيم بأن الإعلام الذي ينتقد تحركاته موجهًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعوانه، محاولًا خلق حالة غضب لدى متابعيه وأنصاره ضد وسائل الإعلام العربية وبذلك يؤسس لقواعد الشك في الرسائل المضادة لأيديولوجيته.

المزيد.. مقتل زعيم داعش.. جدوى الرسائل الإعلامية لبايدن في قضايا الإرهاب

"