«التهم الجاهزة» وفرق الاختطاف.. أدوات إيران لحصار معارضي الخارج
السبت 26/فبراير/2022 - 05:05 م
تسببت الحركات الإيرانية المعارضة في الخارج في قلق كبير للنظام الإيراني، خاصة في ظل تنظيم هذه الحركات فعاليات مستمرة للكشف عن مساوئ نظام الملالي وسلبياته، الأمر الذي تحاول طهران التصدي له بطريق الاغتيالات والاختطاف لأعضاء تلك الحركات التي أصبحت صداعًا مزمنًا في رأس النظام، وشهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في عمليات اغتيال رموز المعارضة في الخارج، فضلًا عن عمليات الاختطاف التي تعرض لها ناشطون خلال السنوات الأخيرة.
تهمة التجسس
بعدما
تعرض القيادي الأحوازي «حبيب أسيود» للاختطاف من الأراضي التركية بعد
استدراجه إلى هناك وإعادته إلى الداخل الإيراني، عقدت له محاكمات وجهت له
خلالها جملة من الاتهامات التي رددتها وسائل الإعلام الإيرانية، إذ عقدت
الجلسة الرابعة في محاكمة زعيم «حركة النضال لتحرير الأحواز» حبيب فرج الله
كعب في إيران بتهم بينها العلاقة مع إسرائيل، وCIA.
ونقلت
وكالة «فارس نيوز» عن النائب العام في المحكمة أن القيادي الملقب بـ«حبيب
أسيود» اعترف بعلاقته بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) منذ عام
2009، وأنه التقى اثنين من أعضاء الوكالة، كما نقلت الوكالة عن النائب
العام أن كعب اعترف بأن لديه علاقات ومحادثات مع إسرائيل عبر وسيط، رتب
كل علاقاته معها.
الإفساد في الأرض
«الإفساد
في الأرض»، تهمة جاهزة لمعارضي النظام في إيراني، فبعد مرور أيام قليلة من
محاكمة أسيود بدأت محاكمة المواطن الألماني المختطف ورئيس تنظيم تندر المعارض جمشيد شارمهد، بتهمة الإفساد في الأرض، والذي اختُطف في صيف 2020
خلال رحلة إلى الشرق الأوسط في ظروف غامضة، وكان قبل ذلك يدير إذاعة تندر (الرعد) وهو اسم الفرع الإعلامي لمجموعة الجمعية الملكية
الإيرانية التي لها مقر رئيسي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية،
والتي تصفها الحكومة الإيرانية بـالجماعة الإرهابية.
وبحسب
ما زعمت لائحة الاتهام الموجة لشارمهد والتي قدمها الادعاء العام، ذُكر
أنه اعترف بـمحاولة تفجير سد سيون في شيراز (جنوب إيران) وبـالتخطيط
لاغتيال مدير مشروع السد ولتفجير رواق الأحذية في مقبرة روح الله خميني
(مؤسس النظام) عام 2009، وبـتحضير قنبلة لتفجير الحوزة الدينية لآية الله
كلبايكاني.
خلايا الخطف
امتدت
محاولات النظام الإيراني لحصار المعارضين في الخارج، إذ أعلن جهاز
المخابرات وقوات الأمن التركية، توقيف 14 مشتبهًا بتعاونهم مع المخابرات
الإيرانية لتنفيذ خطط اختطاف معارضين إيرانيين موجودين على الأراضي
التركية.
ونقلت
وكالة أنباء الأناضول الإخبارية التركية عن مصادر أمنية تركية، أن صاحب
شركة الدفاع «باي صاغلام»، إحسان صاغلام، والمواطن الإيراني الذي يعمل
لديه، مرتضى سلطان سنجاري، كانا يخططان لاختطاف معارضين إيرانيين في تركيا.
وبحسب
الوكالة فالمتهمان، صاغلام وسنجاري، تلقيا تعليمات من سيد مهدي حسيني وعلي
قهرماني حجي أباد، الذين يعملان لصالح المخابرات الإيرانية، وتلقى صاغلام
وفريقه مبلغ 150 ألف دولار أمريكي على فترات متقطعة مقابل اختطاف معارضين
إيرانيين، كما أن مسؤولي المخابرات الإيرانية تعهدوا بدفع مبلغ مقابل
شخصيات أخرى يجري التخطيط لاختطافها.
ويأتي
الكشف عن الخلية الإيرانية ليثير تساؤلات بشأن تورط الخلية في اختطاف حبيب
أسيود، حيث نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤول تركي، في 13
يناير 2020، أن إيران خطفت المعارض الإيراني والقيادي البارز في حركة «النضال لتحرير الأهواز»، حبيب أسيود الكعبي، وجاءت العملية بعد سفره من
السويد إلى إسطنبول، في 9 من أكتوبر 2020، لمقابلة امرأة استدرجته، فجرى
تخديره واختطافه عندما ذهب إلى رؤيتها.
وشهدت
أراضي تركيا جرائم أخرى بحق معارضين إيرانيين في إسطنبول، أبرزها واقعة
اغتيال الناشط والمعارض الإيراني مسعود مولوي، في عام 2019، خلال وجوده في
إسطنبول إذ تلقى 11 طلقة أردته قتيلًا، وانتشرت حينها تسجيلات من وسائل
إعلام تركية قيل إنها تعود لعملية قتل مولوي من قبل المخابرات الإيرانية
وسط مدينة إسطنبول.





