الدرونز القاتل.. سلاح فتاك في متناول التنظيمات الإرهابية (أسباب وتداعيات)
الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 07:58 م
أحمد عادل
لم تعد الحروب تقليدية بشكل كبير في ظل التطور الهائل للتكنولوجيا العسكرية؛ وبالتزامن مع هذا التطور، تصاعدت المخاوف الأمنية جراء وقوع بعض الأسلحة المتقدمة في أيدي الإرهابيين، كما هو الحال مع طائرة «الدرون».
سلاح ذو حدين
تعد الطائرات المسيرة بدون طيار سلاحًا ذا حدين، لجهة إمكانية توظيفها في عمليات مكافحة الإرهاب وغيرها من الأهداف السلمية، بينما تعتبر في الوقت نفسه أداة سهلة الامتلاك والتوظيف بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، من أجل القيام بعمليات خاطفة في العمق عادة ما تكون مؤثرة وغير مكلفة، في ظل ما تواجهه تلك التنظيمات من صعوبات بعد الضربات القاصمة التي تلقتها.
داعش والدرونز
كان تنظيم «داعش» أطلق في يناير 2017، ما يسمى بـ«وحدة مجاهدي الدرونز» كوسيلة جديدة لتعويض فقدان الكثير من مسلحيه منذ بدء معركة الموصل في أكتوبر 2016.
وفي فبراير 2021، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي، أن الطائرات المسيرة تعد الخطر الأكبر على القوات الأمريكية في العراق بعد أن كانت العبوات الناسفة تحتل المرتبة الأولى.
وفي ديسمبر 2021، أعلن موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن تحقيقًا استقصائيًّا كشف قدرة تنظيم داعش الإرهابي على إنتاج طائرات من دون طيار.
وقالت الهيئة: «توصل تحقيق إلى أن تنظيم داعش حاول تطوير طائرات بدون طيار ذات سرعة عالية تعمل بمحركات نفاثة بسيطة، كتلك المستخدمة في قنابل "في-1"، التي أسقطت على بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية».
إيران واستهداف السعودية
إيران نجحت في تطوير أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار (الدرونز)، وأصبحت من دول العالم القليلة التي تمتلك أحدث مجموعة من هذا النظام.
وللمملكة العربية السعودية نصيب الأسد في «هجمات الدرونز»؛ إذ شنّ الحوثيون المدعومون من إيران عددًا من الهجمات التي استهدفت محطات نفطية ومطارات وقواعد جوية بالمملكة في الآونة الأخيرة؛ أحدثها هجوم صاروخي ضرب قبل أيام مطار «أبها» الدولي وأصاب 26 شخصًا، بينهم أطفال، من جنسيات مختلفة.
وفي 18 سبتمبر 2019، كشفت وزارة الدفاع السعودية خلال مؤتمر صحفي، حطام طائرات مُسيَّرة وصواريخ جوالة إيرانية الصنع، مؤكدة أنها «أدلة على عدوان إيراني لا يمكن إنكارها»، حيث استهداف محطّتي ضخ لخط الأنابيب «شرق- غرب» الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
أسباب وتداعيات
تتعدد الأسباب التي دفعت الجماعات الإرهابية إلى استخدام الدرونز في العمليات الإرهابية، وذلك بسبب المميزات العديدة التي تتمتع بها، فالشركات المنتجة للدرونز عندما طرحتها كان الهدف منها استخدامًا شخصيًّا أو تجاريًّا، فكان تصميمها يتلاءم مع الهدف، وهو أن تكون صغيرة، بتكلفة منخفضة، وفي متناول الأفراد، وقد بدأت الشركات المنتجة في التنافس فيما بين بعضها البعض، لتطوير إمكانات هذه الطائرات مع عرضها بسعر تنافسي في السوق، والعمل على تبسيط طرق استخدامها بحيث تتلاءم مع الأفراد العاديين الذين لا يملكون سوى مهارات تكنولوجية بسيطة للغاية.
وهو ما دفع الجماعات الإرهابية للاعتماد على هذه الطائرات في ظل صعوبة رصدها من قبل الرادارات بسبب بنيتها الصغيرة واستهلاكها المنخفض للطاقة، وقدرتها على قطع مئات الكيلومترات، فضلاً عن إمكاناتها الفنية المتقدمة، وسعرها المنخفض.
تشير العديد من التقارير إلى تزايد اعتماد الجماعات الإرهابية على الدرونز في تنفيذ عملياتها، سواء عن طريق الاعتماد الكامل في التفجير أو الاغتيال، أو المساعدة في تنفيذ العملية، أو على الأقل تصويرها، حيث توجد العديد من الدلائل على أن حزب الله يمتلك أسطولًا صغيرًا من الطائرات من دون طيار مثل: «كمنصات أبابيل» و«ميرساد الإيرانية» ومنصات خاصة به.
حزب الله
ويعد حزب الله، أول من استخدم هذه الطائرات في عام 2004 في التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي، وبدءًا من عام 2006 اتجه حزب الله إلى إطلاق طائرات محملة بمواد متفجرة بهدف تفجير بعض الأهداف الإسرائيلية، كما قام أيضًا في عام 2012 باستخدام هذه الطائرات في مهام استطلاعية تتعلق بالمفاعل النووي الإسرائيلي، ولم يكتف حزب الله بتوظيف الدرونز في إطار صراعه مع إسرائيل بل قام أيضًا باستخدامها أثناء الحرب الأهلية السورية، ففي نهاية عام 2014 تمكن من اغتيال 23 فردًا من المعارضين للنظام السوري بواسطة الدرونز.
ونشر حزب الله في 9 أغسطس 2016، لعملية قام بها ضد فصيل مسلح في منطقة حلب من خلال الدرونز، كما أن الميليشيات الشيعية اللبنانية، التي تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد في سوريا، طورت مجموعة من الطائرات التي بإمكانها أن تحمل شحنات متفجرة، وتقوم بإطلاقها على أهداف محددة.
من ناحية أخرى، تستخدم كل من حماس وكتائب القسام هذه الطائرات، حيث استطاعوا الحصول على بعض الدرونز الإسرائيلي وقاموا بإصلاحها وإعادة تشغيلها، وفيما يتعلق بتنظيم «داعش» تشير العديد من التقارير إلى امتلاك «داعش» طائرات من دون طيار تستخدمها في عمليات استطلاعية وتصويرية وهو ما ظهر في شريط فيديو بثه التنظيم يظهر فيه استخدام طائرات من دون طيار في إحدى عملياته الاستطلاعية أثناء معركة مصفاة بيجي.





