ad a b
ad ad ad

أسباب وطرق اختراق الإخوان نقابة المعلمين وكليات التربية

الخميس 28/يونيو/2018 - 02:07 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة
على مدى 90 عامًا، مازالت عناصر جماعة الإخوان (1928) تُقدس مؤسس الجماعة حسن البنّا، ويتحاكمون إلى رسائله ومذكراته؛ باعتبارها دستورًا لهم؛ حيث تتخذ الجماعة من «مدرس الابتدائي» مرجعيتها الدينية، وتسير على خطاه في العمل بالتدريس والاستثمار في إنشاء المدارس على الطراز والنهج الإخوانيين.
 
مع وصول الإخوان لحكم مصر عام 2012، كان الهدف الأول للجماعة هو السيطرة على نقابة المعلمين؛ تنفيذًا لوصية البنّا، الذي وجّه _في رسالة المؤتمر الخامس المنعقد عام 1938_ بضرورة استقلال التعليم عن النظام الحكومي، بداية من رياض الأطفال حتى الجامعات. 


حسن البنا
حسن البنا
أسباب الاختراق
قال مؤسس الإخوان في «رسالة التعاليم» إن «الذي نريد أن نصل إليه أن فكرة الاستقلال بالتعليم عن النظام الحكومي فكرة خامرت الكثيرين من زعماء الإصلاح، فليس بدعًا أن نعرض لها اليوم، وقد تكون الظروف الآن أشد ملاءمة لهذه الغاية من ذي قبل.. فهل تتمكن جمعيات الشبان المسلمين من سلوك هذا السبيل؟».

كما قدّم الرئيس المنتمي للإخوان، محمد مرسي (2012-2013) كل التسهيلات للجماعة، فأمر بتعيين أحمد الحلواني نقيبًا عامًّا للمعلمين، وعمل بدوره على أخونة النقابة، كما وجهت له اتهامات عدة من بينها إهدار المال العام، واستغلال أموال النقابة في دعم اعتصامي «رابعة العدوية والنهضة»، عقب سقوط الجماعة عبر ثورة 30 يونيو 2013.

استنزاف نقابة المعلمين
كان لنقابة المعلمين أهمية اقتصادية وأخرى تعليمية: الأولى، أظهرتها نتائج تحقيقات النيابة التي كشفت عن حصول قيادات الجماعة الذين تقلدوا مناصب رفيعة داخل النقابة، على مبالغ تصل إلى نصف مليار جنيه، فى الفترة من النصف الأول من عام 2013 وحتى النصف الأول من 2014، إضافة إلى فك وديعة تمتلكها إحدى النقابات الفرعية بالإسكندرية بـ2 مليون و775 جنيهًا، وتم إرسالها إلى النقابة العامة، ومن ثم توزيعها على الأوجه التي تخدم أنشطة الإخوان.

أما الأهمية التعليمية، فتكمن في خدمة المشروع الإخواني، الذي أراده المؤسس، إذ رأى أن استمرار تدفق العامل البشري للجماعة، لن يتم إلا من خلال السيطرة على النشء وتربيتهم منذ الصغر على مبادئ الإخوان.


 سامح عيد المنشق
سامح عيد المنشق عن جماعة الإخوان
استقطاب النشء 
وقال البنّا: «علينا الاهتمام بالطفل وتكوينه الخلقي، لا سيما في المدارس الابتدائية والسنوات الأولى من الثانوي؛ حيث يغلب على الناشئ التقليد، ويجب أن يكون هذا الروح دينيًّا فاضلًّا، ووسائل ذلك: أن يكون الاهتمام بالدين واحترامه وتشجيع من يبدو عليهم حبه والعمل به شعار كل موظفي المدرسة من إداريين وفنيين، وإشعار التلاميذ بذلك، وإلزامهم أداء الفروض بدار المدرسة، وإعداد مسجد خاص بهم تقام به الشعائر كالأذان والإقامة يقوم بها التلاميذ أنفسهم، ويقابلها أساتذتهم بالامتثال والاحترام والخشوع، فيشب التلميذ على ذلك». 

ولضمان إمداد المدارس بهذا الكم من المدرسين، اتجه الإخوان إلى الانضمام لكليات التربية؛ لتسهيل التواصل مع الصغار في المدارس والفصول، لاسيما أن الجماعة اهتمت بفتح فصول ليلية لاستقطاب الطلاب منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت تتواصل مع الطلاب في الإجازات الطويلة كإجازة الصيف

ومن قبل كلية التربية، طالب «البنّا» جمعية الشبان المسلمين (تأسست عام 1927 بمشاركة حسن البنّا) بإنشاء مدارس لتخريج معلمي الدين واللغة العربية، قائلًا: «العقبات التي تحول دون ذلك قلة المال وعدم اعتراف الحكومة بإجازات هذه المدارس وشهاداتها.. وحينئذ يكون هذا النوع من المعلمين مقصورًا على مدارس جمعيات الشبان على اختلاف أنواعها».

ولفت إلى ضرورة تخريج معلمين يحملون فكر الجماعة، فقال: «نريد تخريج معلمين يعظون الشعب ويرشدونه، مستقلين عن سلطة الحكومة والقيود الرسمية»، مضيفًا أن هذه التجربة تتطلب الكثير من التبرعات؛ لكي لا يميتها البخل وخمود الهمم وضعف الثبات.

هكذا اخترق الإخوان النقابات
في هذا الصدد، يقول سامح عيد، المنشق عن جماعة الإخوان، إن فتاوى خاصة بأهمية العمل في التدريس كانت تخص نساء الجماعة، إذ يعتبرون أن أفضل مهنة لقسم الإخوان هي التدريس، مشيرًا إلى أن دورهن كمعلمات يسمح لهن بالتواصل مع الأطفال في مرحلة الصغر.

وأضاف لـ«المرجع» أن الإخوان وصلوا للنقابات المهنية وسيطروا عليها من خلال القسم المهني داخل الجماعة، الذي ضم كل المهن المختلفة، من معلمين ومهندسين وأطباء، ومن خلال هؤلاء تمكن الإخوان من اختراق العديد من النقابات المهنية والحصول على عدد من المقاعد فيها.

ولفت إلى أن دور المدرس يكتسب أهميته من تشكيل وعي الطفل وإقناعه منذ الصغر بمنهج الجماعة، خاصة أن مرحلة الطفولة هي مرحلة التراكم المعرفي، والتي يمكن من خلالها عسكرة الناس وحشدهم لحضور أنشطة ثقافية ورياضية، ومن التعاطف مع الإخوان والانضمام إلى جماعتهم، لافتًا إلى أن السلفيين كانوا يتعجبون من قدرة الإخوان على الحشد؛ ما دفعهم إلى الاستعانة بكتب الإخوان في الدعوة الفردية وبقية الكتب التي تدرس في الأسر.
"