يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«إخوان الأردن» يخسرون انتخابات «المهندسين».. و«اليسار» يفوز بمقعد النقيب

الأحد 06/مايو/2018 - 02:29 م
جماعة الإخوان فى
جماعة الإخوان فى الأردن
حور سامح
طباعة
خسرت جماعة الإخوان في الأردن منصب نقيب المهندسين، للمرة الأولى منذ ربع قرن، وفقًا لنتائج انتخابات نقابة المهندسين، التي جرت يوم الجمعة 4 مايو الجاري، والتي فاز خلالها أحمد الزعبي (مرشح قائمة «نمو»- يساري) بمنصب النقيب بعد حصوله على 7933 صوتًا، متقدمًا على مرشح قائمة الإخوان «إنجاز»، النقيب الأسبق عبدالله عبيدات، الذي حصل على 6790 صوتًا.

تجدر الإشارة إلى أن نقابة المهندسين في الأردن تمثل لـ«الإخوان» مغنمًا حقيقيًّا، منذ سيطرتهم عليها عام 1992؛ لأنها توفر لهم احتياجاتهم المالية لتغطية نفقات نشاطاتهم الحزبية والنقابية والجماهيرية داخل الأردن، كما تزيد من فرص مشاركتهم في إدارة مؤسسات استثمارية، فنقابة المهندسين تمثل وجودهم على الساحة في الأردن، خاصة بعد فقدانهم جمعية «المركز الإسلامي».

كما يُعد تراجع هيمنة تيار «الإخوان» على نقابة المهندسين إشارة لتراجع الإسلامويين في الأردن. 

من جانبه، قال المهندس فراس الصمادي (يساري) عقب الانتخابات: إن ما جرى هو «نتيجة طبيعية للتطور والتغيير»، مضيفًا أن حزب تنظيم الإخوان الدولي في نقابة المهندسين بالأردن استنفد مبررات وجوده، واكتملت شروط تغيير هيمنته ذاتيًّا وموضوعيًّا، سواء على المستوى النقابي الهندسي أو الوطني.

وأشار الصمادي إلى أن ذلك يأتي أيضًا في سياق «بداية الأفول لمرحلة طويلة من توظيف الدين لخدمة السياسة والسلطة ومصالح تنظيم الإخوان».

وأضاف الصمادي: «أدت أزمة صندوق التقاعد للنقابة على مدار سنين إلى فقدان الثقة في الإخوان، وكشفت عن الخلل في إدارة أموال الصندوق، والخسائر الفادحة في حلقة الاستثمارات والشركات؛ ما دفع المهندسين لتشكيل أوسع تحالف نقابي وطني، عماده «جيل الشباب» ومختلف القوى الوطنية اليسارية والقومية والمستقلين تحت عنوان التيار النقابي المهني الوطني «نمو».

لم تمر خسارة الإخوان لانتخابات نقابة المهندسين مرور الكرام، إذ هاجم الإخوان أبناء التيارت اليسارية والليبرالية، ووصف النائب سعود أبومحفوظ (المنتمى للإخوان)، في تصريحات مكتوبة نشرت في بعض الصحف، الذين صوتوا لقائمة «نمو» التابعة لليسار بأنهم مثليون ماسونيون ولا دينيون، وأضاف أنهم «لن يقووا على ضحر الدين الإسلامي، وأنه صامد ولن يسقط أمام عدوانهم».

وفيما أكد النائب بسام حدادين (يساري أردني)، أن «الرد الهستيري من قبل الإخوان على هزيمتهم في انتخابات النقابة، يكشف الوجه القبيح لهذا التيار، الذي يعمل على صناعة الإرهابيين، وبعد أن كان يصنعهم سرًّا خرج بهم إلى العلنية»، مشيرًا إلى أنهم تجار دين، وأنهم السبب وراء الجهل والتخلف الذي يلحق بالأردن».

وفي سياق متصل، قال المحامي بشير المومني، في مقال له: «انتخابات نقابة المهندسين كشفت عن وجه استئصالي قبيح لمنظومة حزبية وفكرية كانت ولا تزال جزءًا من مشكلة الأمة وليست جزءًا من الحل». 

أُسست جماعة الإخوان في الأردن عام 1945، كفرع تابع للتنظيم الأم في مصر، ولا تزال تسمح الحكومة الأردنية للإخوان بالعمل السياسي. 

وشهدت جماعة الإخوان في الأردن عددًا من الانقسامات في بداية عام 2011، تشكل عنها جمعية باسم «جمعية الإخوان المسلمين»، أسسها المراقب العام الأسبق للجماعة عبدالمجيد ذنيبات، واعتبرته الجماعة انقلابًا على شرعيتها خاصة أن الحكومة الأردنية منحت ترخيصًا للجمعية، ما أعطاها شرعية عن الجماعة الأم، بالإضافة إلى أن الجمعية تنصلت من التنظيم الدولي للإخوان واعتبرت نفسها كيانًا مستقلًا. 

وتجددت الانقسامات عام 2013 لتعلن عن انشقاق مجموعة من قيادات الجماعة يُعرف بوثيقة زمزم (انقسام في صفوف الإخوان باسم هذه الوثيقة)، يصفها المنشقون عن الجماعة بأنها مبادرة مجتمعية تنهض بالحياة السياسية وفق رؤية إسلامية وسطية، التي تلاها ظهور ما يُسمى «تيار الحكماء» المكون من قيادات تاريخية في الجماعة، طرحت مبادرة تحت اسم «مبادرة الشراكة والإنقاذ»، وشكلت حزبًا موازيًّا لحزب «جبهة العمل الإسلامي».
"