يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث أمريكي لـ«المرجع»: الصين وروسيا الأقرب للاعتراف بطالبان والحركة لن تتخلى عن «القاعدة»

السبت 13/نوفمبر/2021 - 03:57 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
تختبر المنطقة الآسيوية ظروفًا مضطربة، جراء صعود حركة طالبان لسدة حكم أفغانستان بعد سنوات طويلة من الحرب، ولمزيد من الرؤى حول مستقبل هذا الصراع على المنطقة، تحاور «المرجع» مع الكاتب في مجلة السياسة الدولية، نائب رئيس البرنامج الآسيوي في مركز ويلسون الدولي للأبحاث في واشنطن، مايكل جوكلمان، وكان هذا الحوار.

بداية.. هل ستتمكن طالبان من الحصول على اعتراف دولي سريعًا، وما هي الدول الأقرب للاعتراف؟

من غير المرجح الاعتراف بطالبان في المدى القريب، إذ سيرغب الغرب في رؤية مؤشرات على مزيد من الاحترام لحقوق الإنسان، وتعددية الحكومة، والتي من غير المرجح أن تظهر سريعًا، وبالتالي سيرغب اللاعبون الإقليميون في الانتظار ليروا كيف تسير الظروف الأمنية قبل اتخاذ قرارات بشأن الاعتراف، بعد المدى القريب، ولكن إذا توصل اللاعبون الإقليميون إلى أن الظروف الأمنية في أفغانستان مستقرة، فيمكننا أن نرى بعض الدول، مثل الصين وباكستان وروسيا، أقرب لمنح الاعتراف.

فيما يتعلق بالالتزامات الدولية لطالبان، إلى أي مدى ستتخلى الحركة عن تجارة المخدرات؟

أعلنت حركة طالبان فرض حظر على تجارة المخدرات، لكن هذا غير مرجح، إذ كانت المخدرات مصدر دخل رئيسي لطالبان ومصدر رزق لكثير من الأفغان.

وبالنظر إلى مدى سوء الوضع الاقتصادي في أفغانستان، فلدى طالبان حافزًا أكبر للحفاظ على تدفق تجارة المخدرات.

كيف ستكون علاقة حركة طالبان بتنظيم القاعدة؟

من غير المرجح أن تقطع طالبان العلاقات مع القاعدة، فبينهما علاقة طويلة وعميقة، وإذا أنهت طالبان علاقتها مع القاعدة، فقد يتسبب ذلك في احتكاكات داخلية كبيرة، قد تساعد طالبان قضيتها في الشرعية والاعتراف إذا نأت بنفسها عن القاعدة، لكن علاقاتها بالجماعة عميقة للغاية.

كما أن اتفاق الدوحة الذي وقعته الولايات المتحدة مع طالبان لا يتطلب قطع العلاقات مع القاعدة - بل يتطلب فقط منع القاعدة من التخطيط، وشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها.

كيف ستتعامل طالبان مع حقوق المرأة؟

ستقدم طالبان بعض الإشارات الرمزية لاقتراح احترام حقوق المرأة، لقد بدأت بالفعل في السماح لبعض الفتيات الأكبر سنًّا بالعودة إلى المدرسة، وقالت إن النساء يمكنهن العمل في بعض القطاعات، لكن أيديولوجية طالبان الأساسية لم ولن تتغير، وهذا يعني أنها لن تحسن وضع المرأة.

ما هو مستقبل انتشار داعش في المنطقة الآسيوية المتأثرة باضطراب أفغانستان؟

تنظيم داعش هو تهديد مرن، إنه موجود في أفغانستان منذ أكثر من خمس سنوات، وكثف هجماته منذ انسحاب الولايات المتحدة، داعش خصم لطالبان، وسيحاول تقويض جهودها لتوطيد قوتها من خلال استهداف كل من طالبان والمدنيين.

يريد داعش، إرسال رسالة إلى الأفغان مفادها أن طالبان لا تستطيع حماية السكان، ويمكن أن يصبح تنظيم داعش أقوى أيضًا؛ لأن أعضاء طالبان الذين لا يريدون إنهاء الحرب يمكن أن يغيروا ولاءاتهم وينضموا إلى داعش.

وعن الخارج، فإن تهديد داعش خارج أفغانستان غير واضح في هذه المرحلة، نعم هو يشكل تهديدًا لباكستان، والدول المجاورة الأخرى معرضة للخطر، لكن التهديد العابر للحدود الأوسع لداعش ضئيل.

كيف ترى علاقة طالبان بباكستان وهل ستسهم في مواجهة داعش؟

لا تزال طالبان وحكومة باكستان مقربتين، ولكن فقدت باكستان الكثير من نفوذها على طالبان؛ لأن الحركة لم تعد بحاجة إلى ملاذات باكستانية لخوض حربها، وإسلام أباد أصبحت الآن الداعم الدبلوماسي الرئيسي لطالبان، وتدعو العالم إلى التعامل معها.

ولا تزال هناك خلافات بين الجانبين بشكل ملحوظ، لا تعترف طالبان، مثل معظم الأفغان، بالحدود مع باكستان، على الرغم من أنني أعتقد أن المجموعتين ستستمران في التوافق بشكل جيد.

كلاهما يشتركان في الرغبة في كبح جماح «داعش»، بحيث يمكن أن يصبح ذلك محورًا جديدًا للتعاون، وقد تساعد باكستان أيضًا طالبان على تطوير جيش أفغاني جديد، وتدريب طالبان على كيفية تشغيل المعدات العسكرية التي ورثتها عن قوات الأمن الأفغانية وحتى من الولايات المتحدة.
مايكل كوجلمان
مايكل كوجلمان
"