يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تنفيذ الوعود.. أولويات المجتمع الدولي للاعتراف بالحركة الأفغانية

الخميس 21/أكتوبر/2021 - 02:13 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

في تحول نوعي لاستراتيجيتها، نفذت حركة «طالبان» المسيطرة على أفغانستان سلسلة من التحركات الدبلوماسية في أكثر من وجهة، بغية الحصول على اعتراف دولي، ومن طرف آخر للحصول على كتلة من المساعدات الاقتصادية واللوجستية، الأمر الذي يرفضه المجتمع الدولي، وعلى رأسهم موسكو التي تؤكد أنه من السابق الحديث عن هذا الأمر، إلا بتنفيذ الوعود التي أطلقتها الحركة الأفغانية عقب سيطرتها على الحكم في أغسطس الماضي.

تنفيذ الوعود.. أولويات

تنفيذ الوعود أولاً

وأعلنت روسيا أنه من السابق الحديث عن الاعتراف بالحركة الأفغانية، وأن أي دعم عسكري لها ليس مجالًا للنقاش، منوهةً إلى أن أجندة المحادثات الدولية الخاصة بالوضع في أفغانستان والاجتماع المسمى بـ«صيغة موسكو»، الذي يشارك فيه ممثلون عن كل من روسيا وإيران وباكستان والصين والهند وكازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من «طالبان»، لن تضم مسألة الاعتراف بالحركة كسلطة شرعية للبلد التي أحكمت عليها قبضتها منتصف أغسطس المنصرم.


وقال «دميتري جيرنوف» سفير روسيا لدى أفغانستان، في تصريحات له، إنه من السابق لأوانه الحديث عن مسألة الاعتراف بطالبان، مشيرًا إلى أن موسكو تعمل حاليًّا على تنظيم رحلة إجلاء جديدة من كابل، وإيصال مساعدات إنسانية إلى أفغانستان، متعهدًا بالإعلان رسميًّا عن ذلك عندما سيتم تحديد موعد.


فيما جدد وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف»، التأكيد على أن بلاده لن تعلن رسميًّا الاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان، قبل أن تفي الحركة الأفغانية بالوعود التي قطعتها على نفسها قبل الوصول للسلطة.


وعلى الرغم من استضافة بلاده اجتماعًا لبحث الملف الأفغاني تحت مسمى «صيغة موسكو»، قال وزير الخارجية الروسي، عشية المحادثات التي سيحضرها وفد الحركة: إن من بين الوعود التى أطلقتها الحركة ، تشكيل حكومة متنوعة تضم عرقيات أفغانية مختلفة، مشددًا على أن موسكو تنتظر من الحركة الأفغانية الوفاء بتعهداتها التي قطعتها لدى وصولها إلى السلطة، بما في ذلك ضمان شمولية الحكومة، ليس فقط على أساس الانتماء العرقي، ولكن أيضًا على أساس المعتقدات السياسية، حتى يتسنى تمثيل جميع الأطياف السياسية للمجتمع في الحكومة.


ومن جهتها تحض الولايات المتحدة، الأطراف الدوليين على عدم الاعتراف بحكومة أفغانستان، وتأمل ربط هذا الاعتراف بملفات أساسية، من بينها حقوق النساء، والفتيات، وحرية الإعلام.

تنفيذ الوعود.. أولويات

الشرعية الداخلية أولًا

من جهته نوّه الرئيس الأفغاني السابق «حامد كرزاي»، إلى أن حكومة طالبان الحالية لكي تحصل على الاعتراف الدولي تحتاج إلى شرعية داخلية.


وخلال مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»، أكد، أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التعبير عن إرادة الشعب الأفغاني، إما في شكل انتخابات أوعقد «اللويا جيرغا»، وهو مجلس تقليدي كبير يضم ممثلين عن جميع القبائل في أنحاء البلاد.


ويؤكد متابعون للشأن الأفغاني، أن الاعتراف الرسمي بالحركة كحاكمة لأفغانستان كقوة شرعية، لا يُمكن أن يحدث دون أن تُقدم مجموعة من الإجراءات الموضوعية على أرض الواقع داخل أفغانستان نفسها، من احترام حقوق الإنسان والمرأة، وليس انتهاء بالتعليم والشراكة مع باقي القوى السياسية الأفغانية.


من جهتها، لفتت صحيفة «لينتا.رو» الإلكترونية الروسية، إلى أنه بعد مرور شهرين على تولي «طالبان» زمام السلطة، لم يتضح للدول المجاورة في آسيا الوسطى حتى الآن ما إذا كانت الحركة قادرة على ردع التنظيمات الإرهابية من دون دعم خارجي، حيث نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحركة «ذبيح الله مجاهد»، قوله إن السلطات الأفغانية الحالية تسعى للدفع بالعلاقات مع روسيا وتحترم مصالحها الإقليمية.


في الجهة المقابلة، أعلنت حركة طالبان، عن تشكيل وحدة خاصة تحت مسمى «فرقة منصوري»، لمحاربة الشبكات الإجرامية.


وأعلن مسؤولون أمنيون في ولاية بلخ، شمال أفغانستان أن سلطات الحركة، شكلت وحدة خاصة من القوات لضمان الأمن في الولاية، مزود بالأسلحة الحديثة، وستقوم بدوريات في عاصمة الولاية مدينة مزار شريف على مدار الساعة.


وقال كبير المسؤولين الأمنيين في بلخ، إن وحدة القوات الخاصة، ستتمثل مهامها في محاربة الشبكات الإجرامية المختصة بالاختطافات والنهب والسطو المسلح، وذلك على خلفية تزايد أنشطة تلك الشبكات منذ سقوط حكومة أشرف غني في أغسطس الماضي.


للمزيد: «طالبان» تتذكر الفتيات.. الحركة الأفغانية تعتزم إعادتهن للدراسة ولكن بشروط!

الكلمات المفتاحية

"