في أفغانستان الجديدة.. الفن يموت بسيوف «طالبان»
الأربعاء 15/سبتمبر/2021 - 06:24 م

أحمد عادل
مع استمرار حركة طالبان المسيطرة على مقاليد الأمور في أفغانستان، بات الفنانون فى قبضة الحركة المتطرفة، التى يضع قادتها نصب أعينهم، القضاء على الفكر والفن والموسيقي.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن الاجهزة الأمنية الأمريكية فشلت في سحب وإجلاء فرقة «زهرة» الموسيقية النسائية من أفغانستان.
وكان أعضاء الفرقة، انتقلوا بحافلات إلى «كابول» للسفر عبر مطار العاصمة، لكن نقطة تفتيش تابعة لحركة طالبان أوقفتهم ومنعتهم من المضي قدمًا بسبب عدم وجود تصريح رسمي من قيادتها.
وكشف الصحيفة أن سببًا آخر أفشل عملية إجلاء الفرقة، هو رغبة عناصر طالبان فى عدم إيقاظ المسؤول عن النقطة من نومه، ما حال دون مرور القافلة إلى المطار.
ونشر الفنان الأفغاني أريان خان، صورًا عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، تُظهر عددًا من الآلات الموسيقية، من بينها بيانو وطبول تم تخريبها عمدًا.
وعلّق الفنان الذي لا يُعرف ما إذا غادر أفغانستان أم لا، قائلًا: «كل ما حدث تسبب في الكثير من الألم والغضب. الآلات الموسيقية جرى تحطيمها بوحشية.. ينبغي ألا تضيع الموسيقى».

الموسيقي تموت في أفغانستان الجديدة
ونشر الصحفي البريطاني جيروم ستاركي، الذي يغطي شؤون الدفاع في صحيفة «صن» البريطانية، مجموعة صور أخرى التقطها من نفس المكان، ونشرها عبر حسابه على موقع التواصل «تويتر» تظهر تخريب ستوديو تسجيلات حكومي، في حين ذكرت تقارير سابقة أنه المعهد الوطني للموسيقى، قائلًا: «إنه عند وصوله إلى المكان، زعم حراس طالبان أنهم وجدوا الآلات الموسيقية على هذا النحو ولم يدمروها».
وذكر ستاركي في تغريدته: «أخشى أن تكون هذه دلالة على أمور مقبلة. مشهد مؤلم بشكل غريب لاثنتين من آلات البيانو الكبيرة محطمتين في ستوديو تسجيل تابع للدولة في كابول. عندما زرت المكان، أصر حراس طالبان أنهم وجدوها على هذا النحو»، مضيفاً: «المتحدث باسمهم ذبيح الله مجاهد، قال إن الموسيقى غير إسلامية».
وفي تغريدة أخرى، قال الصحفي: «صورتان إضافيتان لبيانو كابول. كان عناصر طالبان في غاية التحمس للضغط على المفاتيح وعزف الموسيقى (لا يزال عدد قليل من مفاتيح البيانو يعمل) ولكن في اللحظة التي رفعت فيها الكاميرا (لالتقاط صور)، تواروا عن الأنظار. لم يرغبوا أن يراهم أحد مع آلة موسيقية في أفغانستان الجديدة».
ونشر السفير الأفغاني في بولندا طاهر قادري مجموعة الصور ذاتها وعلق قائلًا: «سبتمبر شهر مظلم في التقويم الأفغاني؛ يعني الكثير من الأمور المحزنة، من استشهاد البطل الوطني الأفغاني إلى العودة إلى نقطة الصفر. اليوم، ماتت أوركسترا زهرة النسائية الشهيرة التابعة للمعهد الوطني للموسيقى. اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى في أفغانستان».

نجمة موسيقى البوب الأفغانية أريانا سعيد
قصة هروب أريانا سعيد
وتروي نجمة موسيقى البوب الأفغانية أريانا سعيد قصة تخفيها للهروب من كابول في ظل الخوف من انكشاف هويتها للمتشددين الذين يهددونها منذ زمن بعيد.
وتقول في مقابلة مع «وكالة فرانس برس»، «إنها رجت خطيبها في طريقهما إلى المطار، قائلة: لا تدعهم يمسكون بي، اقتلني قبل أن يحدث ذلك».
ومنذ زمن بعيد، تثير أريانا سعيد، وهي أشهر مغنية في أفغانستان، ويتابع حسابها على «إنستجرام» 1,4 مليون مشترك، حفيظة المتشددين في بلدها بسبب أغنيات تدافع فيها عن حقوق النساء وتندّد بالعنف الذي يتعرّضن له.
ولم يعد في وسع الفنانة التي ترأس لجنة تحكيم برنامج المواهب الغنائية «ذي أفغان ستار» على قناة "طلوع نيوز" المستهدفة أيضًا من حركة طالبان، التنقّل بحرّية في كابول، وهي كانت تعيش تحت حماية مشدّدة وتحدّ كثيرًا من تنقلّاتها.
وفي الخامس عشر من أغسطس، حاولت الفرار مرّة أولى بعد وصول طالبان إلى كابول، في حين كانت القوّات الأمريكية تنجز التحضيرات للانسحاب، لكن الطائرة التي أقلتها لم تقلع، لكن نجحت فيما بعد، في الهروب، حيث انتقلت مع مترجمها إلى قطر، ثمّ الكويت، فالولايات المتّحدة ، قبل أن يستقرّا في تركيا.