ad a b
ad ad ad

التجسس الإلكتروني والإرهاب.. استهداف العامة والساسة على حد سواء

الجمعة 17/ديسمبر/2021 - 07:45 م
المرجع
محمد عبدالغفار
طباعة

لم يتفق العالم حتى الآن على تعريف واحد ومحدد وواضح لكلمة الإرهاب، حيث يعرف كل باحث هذه الظاهرة وفقًا لمحدداته وطبيعة رؤيته للأمور، فهناك من يركز على الرؤية السياسية لظاهرة الإرهاب، وهناك من يركز على الرؤية الاقتصادية لها.

التجسس الإلكتروني

ورغم أن هذا التخبط في تحديد مفهوم شامل للإرهاب ساهم في منع تكوين وبناء آلية ورؤية شاملة على المستوى العالمي لمواجهة التطرف، فإنه ساهم بإيجابية في محاصرة كافة أشكال الإرهاب، سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الفكري أو الإلكتروني وغيرها.


التجسس الإلكتروني

ويعد التجسس الإلكتروني صورة من صور الإرهاب التكنولوجي، إذ يتم استغلاله في الحصول على معلومات سرية يمكن استخدامها فيما بعد في ابتزاز الشخصيات والدول، أو في تنفيذ عمليات متطرفة، ولا يمكن الجزم بأن التجسس الإلكتروني يتم ارتكابه من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية فقط، ولكن حتى الدول والمؤسسات الكبرى تمارس هذا النوع من الإرهاب التكنولوجي.


يعرف الباحثون كلمة الإرهاب التكنولوجي بأنه هجمات غير مشروعة أو تهديدات بهجمات ضد الحاسبات أو الشبكات أو المعلومات المخزنة إلكترونيًا، توجه من أجل الانتقام أو الابتزاز أو إجبار أو التأثير في الحكومات أو الشعوب أو المجتمع الدولي بأسره لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتماعية معينة.


ويرى بعض الباحثين أن الإرهاب الإلكتروني يشير إلى عنصرين أساسيين هما فضاء الإنترنت والإرهاب، وهو يتزايد في الدول المتقدمة، لأنها تدير بنيتها التحتية بالحاسبات الإلكترونية والشبكات المعلوماتية، ما يجعلها هدفًا سهلًا فبدلًا من استخدام المتفجرات يتم تدمير البنية المعلوماتية والتحتية للدولة من خلال لوحة مفاتيح، أي يمكن شن هجوم إرهابي لإغلاق المواقع الحيوية وإلحاق الشلل بأنظمة القيادة والسيطرة على الاتصالات أو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي أو التحكم في خطوط الملاحة الجوية والبحرية والبرية.


ويتم التجسس الإلكتروني نظرًا لعدة أسباب، منها ضعف بنية شبكات المعلومات، والتي يتم بناؤها بصورة مفتوحة رغبة في تسهيل وتسريع عملية دخول المستخدمين إليها، إلا أن هذا التوسع يساهم في ظهور ثغرات معلوماتية يتم استغلالها من قبل بعض الجهات للوصول إلى المعلومات غير المتاحة وغير المعلنة عبر هذه الشبكات المعلوماتية.


كما أن سمة الإنترنت تكمن في سهولة الاستخدام وهو ما يجعلها شائعة بين كافة شرائح المجتمع، وهو ما يعد فرصة ثمينة لجمع المعلومات عن قطاعات مختلفة، وذلك دون الحاجة لأكثر من جهاز حاسب آلي واحد متصل بالإنترنت ومزود بالبرامج الإلكترونية اللازمة والضرورية للقيام بهذه العملية.


وعلى الرغم من أن كافة هذه العمليات تتم بناءً على تحركات من جهات ودول ذات أهداف محددة، إلا أن عملية تتبع واكتشاف المتسبب الرئيسي في هذه العمليات، قد يظل طي الكتمان لسنوات طوال، بسبب صعوبة عملية اكتشاب الفاعل الرئيس في تنفيذها.

التجسس الإلكتروني

التجسس الإلكتروني أبرز الملفات

شهد العالم على مدار سنوات طوال العديد من فضائح التجسس الإلكتروني التي قامت بها جهات مختلفة، وتم استغلال المعلومات التي تم تسريبها سواء بصورة علنية أو سرية لتنفيذ عدة أهداف.


ولعل آخر هذه الفضائح برنامج «بيجاسوس» للتجسس، والذي تم تطويره من قبل شركة NSO الإسرائيلية، والذي أحدث ضجة كبرى في العالم، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن البرنامج الإسرائيلي استهدف العديد من الزعماء والصحفيين والسياسيين حول العالم، وفقًا للتحقيق الذي قامت به منظمة «فوربيدن ستوريز» التي تتخذ من فرنسا مقرًّا لها، بالإضافة إلى منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان.


وأشارت شبكة «BBC» الإخبارية البريطانية إلى أن البرنامج استهدف قائمة تضم نحو 50 ألف شخص، حيث تم استهداف هواتفهم المحمولة والتجسس على كافة الأنشطة التي يقومون بها، وأوضحت الشبكة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على رأس هذه القائمة.


وأوضحت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن «ماكرون» تعرض لعملية تجسس إلكتروني من قبل دول أجنبية منذ عام 2017.


وأضافت الصحيفة ان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا و600 مسؤول حكومي من 34 دولة قد تم التجسس عليهم لعدة سنوات لصالح أجهزة استخبارات في دول عدة.


وأعادت هذه العملية إلى الأذهان مرة أخرى فضيحة وكالة الأمن القومي الأمريكية في 2013، إذ أثبتت تقارير صحفية آنذاك أن الوكالة الأمريكية قامت بالتنصت على هواتف العشرات من القادة والسياسيين حول العالم، وكانت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» على رأس هذه القائمة، على الرغم من كونها من أكبر الحلفاء للولايات المتحدة الأمريكية.


كما نشر إدوارد سنودن، العميل الأمريكي السابق، نحو 1.7 مليون ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، اتضح من خلالها أن حكومة الولايات المتحدة تقوم بمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، كما تقوم بحفظ بيانات ملايين الأشخاص، وتحلل سلوكهم من خلال الإنترنت.


وتعد هذه الفترة من أبرز الفترات التي يتم تسريب معلومات حول قضايا تجسس مرتبطة بها، حيث أشارت إذاعة «دنماركس» الدنماركية إلى أن جهاز استخبارات الدفاع الدنماركي تعاون بصورة وثيقة مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لجمع معلومات حول سياسيين بارزين في أوروبا خلال الفترة ما بين 2012-2014.

الكلمات المفتاحية

"