صراع «الكيبورد».. كيف تدير أمريكا الحرب الإلكترونية ضد إيران؟
ليست حرب الرصاص والطائرات والصورايخ هي التي تبرز طبيعة المعارك بين ايران وأمريكا، لكن للحرب أوجها متعددة، في مقدمتها حرب «الكيبورد»؛ حيث أعلنت واشنطن الحرب الإلكترونية على طهران، باستهداف أنظمة حاسوبية إيرانية تستخدم لإطلاق الصواريخ،شبكة تجسّس إيرانية مكلّفة بمراقبة السفن التي تعبر مضيق هرمز، وفقا لموقع «ياهو نيوز».
وتأتي الهجمات السيبرانية بعد إسقاط إيران
طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار؛ حيث كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن إصدار الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، أمرًا سريًّا للقيادة السيبرانية الأمريكية بشنّ هجمات إلكترونية انتقامية
ضد نظام الملالي.
ويذكر أن إيران تملك جيشًا سيبرانيًّا يستخدم في استهداف المؤسسات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم السيبرني الأمريكي يشكل تطورًا كبيرًا في الحرب الأمريكية الإيرانية
حرب إيران
السيبرانية
قد صنّف «ريتشارد كلارك» -المسؤول السابق
في مجلس الأمن القومي الأمريكي ومؤلّف كتاب «الحرب الإلكترونية»، في كتابه الصادر في
عام 2010، إيران على أنّها تقع مباشرة بعد الصين من حيث امتلاك القدرات الهجوميّة في
الحرب الإلكترونيّة.
وخلص تحليل أجراه خبراء الأمن السيبراني
في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن مجموعة مرتبطة بالحرس الثوري، كانت مسؤولة عن
هذا الهجوم وكذلك الهجوم المماثل على الشبكة البرلمانية في عام 2017.
وقد قال تشارلز يو، رئيس شركة «ريسكيورتي» للأمن السيبراني، في فبراير الماضي خلال تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن: «المتسللين الإيرانيين قاموا بسرقة معلومات من قاعدة بيانات خلال هجوم على البرلمان والأحزاب الأسترالية، شملت تفاصيل معلومات وبيانات أكثر من 7000 شخصية سياسية، بما في ذلك أعضاء البرلمان».
كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات
في فبراير 2018 على 9 من كبار القادة والشركات التابعة لمجموعة معهد «مبنا» التابع
للحرس الثوري الإيراني بتهم شن هجمات سيبرانية على أمريكا وأوروبا واختراق أنظمة الكمبيوتر
وسرقة بيانات الملكية.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إن: «ضحايا المجموعة شملوا نحو 144 جامعة أمريكية، و176 جامعة أجنبية في 21 دولة، واثنتين من المنظمات غير الحكومية الدولية وخمس وكالات فيدرالية وحكومية في الولايات المتحدة، و11 شركة أجنبية خاصة».
نشاط مخابراتي
واقتصادي
واعتقلت السلطات الأمريكية في فبراير الماضي
«مونيكا ويت»، الضابطة السابقة في سلاح الجو الأمريكي، بمتهمة التجسس لصالح إيران ومنح
معلومات عسكرية وأمنية حساسة تم استخدامها في تلك الهجمات السيبرانية.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن: «الحرب الإلكترونية التي أعلنتها واشنطن ضد إيران تهدف إلى شل قدرة الجيش الإلكتروني الإيراني مما يتيح للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة والتحكم والتجسس على القدرات العسكرية الإيرانية، وإفشال منظومة الصواريخ الإيرانية بشكل واسع».
وأضاف بناية في تصريح لـ«المرجع»: «بالرغم من قدرات الجيش الإلكتروني الإيراني واستهدافه عدة أهداف في هجماته سابقة، لكن استهداف واشنطن لقدرات الجيش الإلكتروني الإيراني يشكل ضربة قوية لقدرات الملالي في الفضاء الإلكتروني وأيضا في قدرتها على التجسس وتوجيه ضربات لأهداف امريكية وأوروبية وخليجية».
وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أهداف
الهجمات الإلكترونية الأمريكية المعلنة، باعتبارها أهدافًا عسكرية وتجسسية بشكل كبير،
ولكن لم يستبعد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن تكون واشنطن استهدفت أيضًا مؤسسات اقتصادية
لتضعف القدرات الاقتصادية لنظام الملالي.





