يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أبو الفضل الإسناوي مدير تحرير «السياسة الدولية»: الإخوان أحرقوا أنفسهم وفقدوا وزنهم السياسي في العالم كله

الإثنين 02/أغسطس/2021 - 06:03 م
المرجع
آية عز
طباعة

بين ثورة شعبية برائحة الياسمين، التحمت فيها جميع قوى وطوائف الشعب التونسي، وثورة أخرى لتصحيح المسار وتطهير الياسمين من آفات إخوانية أذبلته على مدار عشر سنوات، عاشت تونس مرحلة انتقالية عصيبة تجاوزت العشر سنوات، شاهد فيها التونسيون بأم أعينهم كيف تسقط أقنعة التدين من على وجوه الإخوان لتتكشف ملامحهم القبيحة النهمة لكل ما هو سلطة ونفوذ ومال، عاش التونسيون مواسم تجرد الجماعة الإرهابية مما أسمته «لباس التقوى» لتظهر سوأتهم السياسية ويسيرون - أمام الجميع - عراة من أي "نهضة" وعدوا بها ناخبيهم البسطاء، واتخذوها اسما لحركتهم وذراعهم السياسية، فكانت أحبالا ضعيفة أوصلتهم - مؤقتًا - إلى ما ينشدونه من أغلبية وغلبة وتمكين، لكن سرعان من انقطعت تلك الأحبال, والتفت حول أعناقهم كالمشنقة، فسقطوا من القمة إلى القاع، يصرخون ويرفعون عقيرتهم بالمظلومية والاستعداد لبكائية جديدة وجولات خارجية للاستقواء بكل من يتوسمون فيه اقتناعا بزيفهم، وتصديقًا لأكاذيبهم.


في يوم الأحد 25 يوليو 2021، والذي صادف اليوم الوطني الـ 64 لعيد الجمهوية في تونس، كان الشعب التونسي على موعد مع قرارات تاريخية أصدرها الرئيس قيس سعيد، استجابة لمطالب شعبه وغضبه العارم ضد جماعة الإخوان، التي أوصلت البلاد إلى حالة من التردي والانهيار على كل الأصعدة، صحيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، فكانت قرارات الرئيس ماء الحياة الئى أطفأ نار الغضب الئي تغلى به الصدور حنقًا وغضبًا ضد جماعة انتهازية غير وطنية، تركت الوطن يغرق في الوباء والجائحة، وراحت تطالب في تبجح ليس بجديد عليه، بملايين الدولارات تعويضًا لسجن مجرميها في الماضي، ملف الإخوان في تونس ملف شائك فتحه معنا، أبو الفضل الإسناوي، مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، والذي حاورناه ليجيب عن أسئلتنا، وعن كل ما يشغل الشارع العربي عامة، والتونسي على وجه الخصوص:


بعد الأحداث الأخيرة في تونس.. ما سيكون مستقبل إخوان تونس في الفترة المقبلة؟

الإخوان في تونس الآن أصبحوا في محرقة وفي مأزق سياسي كبير، لأن ما حدث في البرلمان بعد قرار الرئيس التونسي «قيس السعيد» أمر قانوني لا جدال فيه، وفق للمادة 80 من الدستور التونسي لسنة 2014.


وأوضح  أن الجماعة ستحاول في الأيام المقبلة أن تلملم شتات نفسها بشكل سريع، للاستفادة من أي شيء تبقى لها، لكن في نهاية المطاف لا مستقبل لإخوان تونس.


وما الأساليب التي قد تستخدمها الجماعة في تونس للخروج من هذا المأزق؟

الإخوان في الوقت الحالي ستحاول التسمك بحقها الدستوري، خاصة أنها تعتبر أن المادة 80 من الدستور التي اعتمد عليها الرئيس التونسي قيس السعيد من دستور 2014، بها شبهات قانونية.


لذلك الجماعة خلال الفترة المقبلة ستعلب على محور القانون، لكن تلك المحاولات ستبوء بالفشل.


الأمر الثاني الذي قد تلجأ له الجماعة للخروج من المأزق، هو الحل السياسي عن طريق محاولاتها للدخول في أي حوار للوصول إلى حل لأزمتها.


والخيار الأخير الذي قد تلجأ له هو نشر الفوضى في البلاد ليكون هناك عدم اسقرار.


هل من الممكن أن يلجأ الإخوان إلى الإرهاب ردًّا على قرارات الرئيس قيس سعيد؟

نعم وهذا  هو الخيار والحل الأخير أمام الجماعة في حالة عدم توصلها لأي حل سياسي، فالجماعة في هذه الحالة ستدخل في مواجهات دامية مع الدولة ولكن بطرق عير مباشرة، أما عن طريق استخدام أسلوب الاغتيالات، الذي استخدمته في عام 2014، عندما اغتالت العديد من الشخصيات بطرق مجهولة.


وإما ستستخدم أذرعها الإرهابية المتواجدة في داخل تونس والمتواجدة في الجبال والمرتفعات وأذرعها الخارجية المتواجدة في ليبيا، فمن الممكن أن تساعد وتسهل دخول عدد كبيرمن تلك الميليشيات لتونس عبرالحدود، وتحويل تونس لأرض مدمرة، خاصة أن الميليشيات الإرهابية في ليبيا أعلنت رفضها لقرارات الرئيس التونسي، فهي الآن في رهن إشارة.


هل الإطاحة بالإخوان من المشهد السياسي في تونس، وقبله في مصر يسدل الستار على حقبة الإخوان في العالم العربي؟

نعم، وليس في العالم العربي فقط بل في العالم كله، وذلك لأن العالم الآن يتجه للتخلص من جماعة الإخوان، بالعديد من القرارات التي تُقلص دورهم بل وتجعلهم لا قيمة لهم، وهذا الأمر نراه في ألمانيا والعديد من الدول الغربية.


فجماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة لن يكون لها أي وجود في العالم، وستكون مجرد تنظيمات إسلامية ليس لها أي دور، وحتى إن حصلوا على مقاعد في أي برلمان سيكونون عبارة عن شخصيات كرتونية لا وزن لها سياسيًّا.


هل سيكون للأحداث في تونس أي تأثير على إخوان مصر؟

الإخوان في مصر «خلاص انتهوا» ولا مستقبل لهم.

"