الاحتجاجات تعم إيران بسبب الانهيار الاقتصادي
الجمعة 30/أبريل/2021 - 10:21 ص
إسلام محمد
شهدت مدن إيرانية احتجاجات غاضبة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية على خلفية العقوبات الأمريكية وتبديد أموال الشعب في دعم الميليشيات المسلحة في سوريا والعراق واليمن، إذ قد نظم آلاف المتقاعدين مسيرات احتجاجية ضد الغلاء والفقر فى مختلف أنحاء البلاد، لكن النظام الإيراني لم يستجب لمطالبهم حتى الآن.
وفى مطلع العام الحالى، أفاد مركز الإحصاء الإيرانى، أن معدل التضخم فى البلاد يتجاوز 46% فى الفترة من 21 ديسمبر 2020 إلى 19 يناير 2021، وهو ما يؤشر إلى تفاقم هذه النسبة فى الشهر الماضى، والتى تعكس تسارع التزايد الكبير فى كلفة المعيشة اليومية.
وخلال مطلع الأسبوع الحالي، وفي العاصمة طهران، تدفق أساتذة المعاهد العليا من أنحاء البلاد أمام مقر محكمة القضاء الإداري، حيث نظموا وقفة احتجاجية رفضًا لإلغاء سنوات خدمتهم.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها «حذف سنوات الخدمة لخريجي المعهد التمهيدي ظلم واضطهاد واضح لهذه الطبقة المثقفة والكادحة»، كما هتفوا «يا معلم ارفع صوتك.. واطلب حقك.. ولن نقبل المذلة.. سنأخذ حقوقنا»، بحسب تقارير لشبكة أنصار مجاهدي خلق المعارضة.
واعترض آلاف المعلمين الإيرانيين على صدور حكم قضائي، يتجاهل بعض سنوات خدمتهم في التدريس بالمدارس الحكومية.
ويحتج المعلمون مرارًا في إيران على تدني رواتبهم الشهرية في ظل ارتفاع النفقات المعیشیة مع تزايد التضخم السلعي الذي أدى إلى تراجع القوة الشرائية للعملة المحلية.
وبسبب تدني الأجور، يضطر غالبية المعلمين في إيران إلى مزاولة وظائف أخرى لتحسين الدخل مثل العمل على سيارات الأجرة.
وفي مدينة المحمرة التي تقع في إقليم الأحواز العربي جنوب غربي إيران، والذي يطالب سكانه بالاستقلال عن طهران، نظم عمال البلدية وقفة احتجاجية للمطالبة بمتأخراتهم المالية، وهو الأمر الذي تكرر أيضًا في شركة ليدوما التي تظاهر عمالها للمطالبة بزيادة رواتبهم.
كما تظاهر عمال بلدية بندر لنكة بمحافظة هرمزكان احتجاجًا على عدم تسلم رواتبهم منذ 6 أشهر.
وخلال العامين الماضيين تتجدد بين الحين والآخر الاحتجاجات في إيران للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والتنديد باستنزاف موارد البلاد في صراعات خارجية.
وجدير بالذكر أن عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي قال إن 60% من سكان إيران يعيشون تحت خط «الفقر الافتراضي».
وأوضح توكلي، وهو عضو سابق في البرلمان الإيراني، في اجتماع لـ«جمعية الطلاب الإسلامية» أن «الجوع والفقر في إيران أصبحا مهيمنين»، مضيفاً : «عندما قرر البرلمان منح الدعم للفقراء فقد أعلن أنه سيتم منحه الدعم لـ60 مليون شخص، أي نحو 73% من سكان البلاد، ما يعني أننا نعترف بأن 73% من الشعب الإيراني لهم الحق بتلقي الدعم».
وأكد أن وضع الناس سيئ للغاية، والوضع يلزم الحكومة بخرق حتى القواعد والمبادئ الأساسية ومساعدة الشعب، مشددًا على أنه «إذا لم تفعل الحكومة ذلك، فقد يحدث شيء لا ينبغي أن يحدث».





