بمساعدة أردوغان.. محاولات إيرانية لتجنيد مسلحين في تركيا برعاية «فيلق القدس»
يومًا بعد يوم، يعمل الحليفان التركي والإيراني على مساعدة بعضهم البعض، وذلك بهدف تحقيق المخطط الذي يرمي إليه كل منهما، إذ إن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» يسعى لإقامة الخلافة العثمانية المزعومة، بينما حليفه الإيراني بقيادة المرشد «علي خامنئي»، يهدف إلى تحقيق مخطط «تصدير الثورة»، ولهذا وجد الحليفان أن الجماعات المتطرفة والشباب المسلح، هما الطريق الذي يمكن من خلاله تنفيذ مخططاتهما المزعومة.
خلية
فيلق القدس في تركيا
وفي سياق هذا، نشر موقع «نورديك مونيتور» السويدي في 13 يناير 2021، وثائق استخباراتية، أفادت بوجود عنصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يُدعى «سلجوق شانلي» تم تجنيده لأول مرة في عام 1984 من قبل جماعة مؤيدة لإيران أنشأتها المخابرات الإيرانية في تركيا، وقد تم إدانته للمساعدة في إنشاء خلية تابعة لفيلق القدس في العاصمة التركية أنقرة لتجنيد الشباب الأتراك، ونشر الفكر الإيراني المتطرف.
ووفقًا للوثائق التي نشرها الموقع السويدي، فإنه رغم أن «شانلي»، الذي سعى لإنشاء شبكة تابعة لفيلق القدس في التسعينات، تحت غطاء افتتاحه لمتجر في أنقرة من أجل تجنيد عناصر جديدة للانضمام إلى فيلق القدس، اعتقل في مايو 2000، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا، فإنه أفرج سراحه عام 2004، وذلك من خلال إصدار حكومة «أردوغان» عندما كان رئيسًا للوزارء وقتها، مشروع قانون عفو عبر البرلمان لتقليل الأحكام الصادرة على بعض المدانين.
ومنح ذلك، الفرصة لـ«شانلي» لاستكمال المخطط الإيراني، إذ أعلن الموقع أن هناك بعض المواطنين الأتراك، أفادوا بأن «شانلي» كان يمتلك مقهي يتردد عليه بعض الشباب، ويقوم من خلاله بإجراء عملية غسيل دماغ بأيديولوجية متطرفة يروج لها رجال دين من إيران، والأغرب من ذلك، أن الشرطة التركية كانت على علم بذلك، بل إنها سبق وأجرت تحقيقًا سريًّا معه بهدف إنشائه خلايا لفيلق القدس الإيراني في تركيا.
للمزيد: «شهيد رفيع المستوى».. هكذا نعى «أردوغان» صديقه «سليماني»
تكتم أردوغان
وبالفعل وضع «شانلي» في 2011، تحت المراقبة، بعد أن توصلت السلطات التركية أنه كان يلتقي سرًّا بجنرال الحرس الثوري الإيراني سيد علي «أكبر مير وكيلي»، فضلًا عن اجتماع شانلي مع «ليفانت بلقان»، المدير التنفيذي السابق لبنك «خلق» التركي، بهدف إنشاء فريق يقوم بمخطط سري لغسل الأموال عبر تركيا لصالح الحرس الثوري الإيراني، وانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
ورغم ما تقدم، أفادت الوثائق الاستخباراتيه التي نشرها الموقع السويدي، أنه ومع ذلك، لم تُحاكم قضية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تركيا أبدًا؛ وذلك لأن حكومة الرئيس «أردوغان» تكتمت القضية في فبراير 2014 بعد أن علمت بالتحقيق، الذي اتهم بوضوح كبار المسؤولين الحكوميين، مبينة أن «شانلي» نجا من العدالة بفضل تدخل أردوغان، الذي على ما يبدو قام بحماية الأشخاص الموالية لإيران، وساعد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على الفرار من تركيا.
ورقة ضغط على أوروبا
وحول دلالة هذا التعاون وأسبابه، قال «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إنه ليس بجديد على النظام التركي الذي يستغل كل قدراته لتحقيق مكاسب واستغلال تركيا لعناصر ايرانيه تجند الأتراك للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا، مبينًا أنه عندما أفادت التحقيقات بتورط مسؤولين مقربين من أردوغان بالتعاون مع فيلق القدس للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا، أوقف أردوغان هذه التحقيقات، كما عزل المدعي العام الذي كان يحقق في هذه القضية، وهو ما يؤكد بالفعل أن أردوغان لديه معرفه بالعلاقة بين مسؤوليه الأتراك وفيلق القدس.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح لـ«المرجع»، أن الرئيس التركي يستخدم هذه العلاقة كورقة ضغط على أوروبا، فيما يتعلق بالعقوبات التي فُرضت مؤخرًا على أنقرة، والقيام بعمليات إرهابية هي حرب بالوكالة سبق وقامت بها إيران كثيرًا، ولذلك تستخدم تركيا إيران وعناصرها للقيام بهذه الحرب على أوروبا، لافتًا إلى أن الحليفين التركي والإيراني أيضًا يسعيان لتحقيق مكاسب، فهناك عناصر إيرانية سبق ودخلت ليبيا من خلال تركيا، إضافة للتفاهمات المشتركة بينهما لتهديد بلدان المنطقة العربية.
دعم مشترك
ومن جانبه، قال «هشام النجار» الباحث المتخصص في الشأن التركي: إن هناك ما يشبه
محاولة تشبيك توازن ضعف بين قوى المحور الإقليمي غير العربي بالنظر لما توجهه إيران
وتركيا من تحديات مشتركة، فكلاهما مهدد من الداخل، وكلاهما يواجه مشكلات اقتصادية، فضلًا
عن المشكلات مع المجتمع الدولي؛ ما يدفعهما للاصطفاف ليقوي بعضهما بعضًا.
وأضاف «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن تركيا تساعد إيران على التحايل على العقوبات الاقتصادية بطرق غير مشروعة، وكذلك من خلال تعزيز الحضور الأيديولوجي والطائفي التكفيري سواء السني أو الشيعي، وهذا من شأنه ترسيخ حضور كليهما في الساحة العربية؛ لأن وجود هاتين القوتين يعتمد على العامل الطائفي، ونشر التكفير من الجانبين السني والشيعي.





