طهران تقلب طاولة «النووي»..تفاصيل جديدة في عملية إغتيال «زاده»
الأربعاء 02/ديسمبر/2020 - 04:24 م
إسلام محمد
جاءت ردود الأفعال الإيرانية على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عبر تصعيد الخروقات للاتفاق النووي بشكل كبير بما يقلل بشدة من حظوظ العودة لهذا الاتفاق، إذ وافق البرلمان، على رفع معدلات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، بما يعيد تلك المعدلات إلى ما كانت عليه قبل الاتفاق النووى، وبما يمهد الطريق أمام تقليل الفترة الزمنية أمام مساعى طهران لإمكانية امتلاك القنبلة النووية، الأمر الذي يضيع أهم مكتسبات الاتفاق.
فريدون عباسي
قلب الطاولة
فى حين أعلن مسؤول إيرانى كبير، أن العديد من النواب طالبوا بالانسحاب من الاتفاق النووى الموقع بين طهران والغرب عام 2015، صادق مجلس الشورى الإيراني، على قانون الإجراء الاستراتيجى لإلغاء العقوبات، الذي أقرّه المجلس والذي يتضمن رفع إنتاج اليورانيوم المخصب حتى 20% .
من جانبه، أكد «فريدون عباسى» رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإيراني، بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وأشار إلى أن النواب طالبوا بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب من الاتفاق النووى، قائلًا :«دم الشهيد فخري زاده سيغير تحرك المجلس بشأن البرنامج النووي».
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال عباسي: «دماء زاده ستغير هندسة المجلس الثوري حيال البرنامج النووي».
وأضاف: «سيركز مجلس الشورى على 4 قضايا مركزية، وهي: بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وإخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب من الاتفاق النووى».
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران لديها برنامج لصنع سلاح نووي، وأنها أوقفته عام 2003، بينما تصر طهران على سلمية برنامجها وتوصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى 2011 إلى أن «زاده»، يُعتقد بأنه رئيس خطة وضعت قبل نحو 20 عامًا للإشراف على العناصر الرئيسية في برنامج السلاح النووي.
وقالت الوكالة الدولية في 2011، إن بعض الأعمال المتصلة به استمرت وإن «فخري زاده» احتفظ «بالدور التنظيمي الرئيسي».
وبحسب الاتفاق النووي، يحدد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب عند 202.8 كيلوجرام، وهو ما يعد نسبة ضئيلة للغاية من أكثر من 8 أطنان قامت إيران بتخصيبها قبل الاتفاق، وقدر تقرير الوكالة الدولية أن المخزون الحالى لدى إيران من اليورانيوم المخصب، يبلغ 2442.9 كيلوجرام.
مستوى التخصيب
فيما يتعلق بمستوى التخصيب، يفرض الاتفاق النووي حدًا أعلى للمستوى الانشطاري الذي يمكن لإيران أن تخصب اليورانيوم به عند 3.67% وهو ما يقل كثيرًا عن مستوى 20% الذي حققته طهران قبل الاتفاق وأقل بكثير من المستوى اللازم لصنع السلاح النووي وهو 90%، وفيما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي، يسمح الاتفاق لإيران بإنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام نحو 5000 جهاز من الجيل الأول طراز «آى آر-1» من أجهزة الطرد المركزي في وحدة نطانز التي أنشأتها تحت الأرض لتسع أكثر من 50 ألفًا من هذه الأجهزة.
كما يحظر الاتفاق النووي على إيران القيام بتخصيب اليورانيوم في موقع «فوردو» النووي، الذي بنته إيران سرًا في بطن جبل وكشفته أجهزة المخابرات الغربية في عام 2009 .
وفي نوفمبر الماضي، قدر «ديفيد أولبرايت» مفتش الأسلحة السابق بفرق الأمم المتحدة، إن الفترة اللازمة قد تكون قصيرة ربما تصل إلى 3.5 أشهر رغم أن ذلك قائم على افتراض أن إيران ستستخدم 1000 من أجهزة الطرد المركزى المتقدمة التي استبعدت بموجب الاتفاق النووي، في حين يشكل امتلاك إيران صواريخ باليستية بعيدة المدى، الهاجس الأكبر لدى دول المنطقة والولايات المتحدة من إمكانية لجوء إيران إلى استخدام السلاح النووي إن توصلت إليه عبر تلك الصواريخ، والتي لم يتطرق إليها الاتفاق النووي.
كان كبير العلماء النوويين، محسن فخري زاده، قُتل الجمعة 27 نوفمبر برصاصات سلاح آلي كان على متن سيارة أخرى، ويجري التحكم فيه بشكل الكتروني عن بعد .
ويضيف تقرير لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية نُشر الأحد 29 نوفمبر، أن الهجوم استمر 3 دقائق عندما كان فخري زاده مسافرًا مع زوجته في سيارة واقية من الرصاص إلى جانب ثلاث سيارات لأفراد الأمن، فسمع لأول مرة صوت بضع رصاصات أصابت سيارة فخري زاده، وترجل من السيارة لتفقد ما حدث، ثم أطلقت عليه عدة طلقات من مدفع آلي يعمل بالتحكم عن بعد كان يعمل من سيارة نيسان متوقفة على بعد 150 مترًا من سيارته، وأصابت رصاصتان فخري زاده، مثلما أصيب حارس شخصي كان يحاول حمايته من الرصاص، ثم تم تفجير السيارة مصدر الهجوم بعد نجاح العملية لتتحول إلى كتلة رماد.





