ad a b
ad ad ad

الاحتلال الثقافي.. خطة إيران لنشر التشيع والإرهاب في سوريا

الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 04:50 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
على مدى العقود الأربعة الماضية، استثمرت طهران بشكل كبير في الحروب بالوكالة ونشر الخلايا الإرهابية خصوصًا في الشرق الأوسط، وباستخدام خلاياها التبشيرية لنشر نسخة متشددة من التشيع مغرقة في الغلو ومحملة بمضامين سياسية تخدم أجندة نظام ولاية الفقيه. 

وقبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، كانت دمشق قاعدة لنشر هذا النموذج انطلاقًا مما يطلق عليه «الحوزة الزينبية»، وبعد اندلاع الاحتجاجات دخل كل من مسلحي حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، وميليشيا «فاطميون الأفغانية»، و«وزينبيون الباكستانية»، والعديد من عناصر وقادة الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا.


الاحتلال الثقافي..
الخسارة على الأرض

وعلى الرغم من ذلك بدأت إيران تخسر الأرض التي سيطرت عليها في سوريا منذ عام 2015، لصالح الروس الذين باتوا قوة مهيمنة في سوريا، وتعرضت قوات إيران لضربات جوية إسرائيلية عنيفة أبعدتها عن مناطق عديدة لاسيما في جنوب غرب البلاد، كان آخرها الضربة التي استهدفت ليل الثلاثاء الأربعاء منطقة القنيطرة، جنوب سوريا، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قصفًا إسرائيليًّا استهدف مجموعات تابعة لحزب الله اللبناني والإيرانيين، متمركزة في قرية الحرية الواقعة بريف القنيطرة الشمالي، أدى إلى وقوع خسائر بشرية نتيجة الاستهداف الذي جرى عند منتصف الليل. 


الاحتلال الثقافي..
تقليل الوجود العسكري 

حدا ذلك بطهران للتقليل من وجودها العسكري في سوريا، والتركيز على السيطرة على الاقتصاد والثقافة والتعليم، إذ التقى السفير الإيراني في دمشق مؤخرصا وزيري الصحة والتعليم السوريين، ووقع عدة اتفاقيات لإعادة بناء الأنظمة الصحية والتعليمية المتضررة في البلاد بما يضمن تغلغل نفوذ بلاده. 

ووصل الأمر إلى تسمية بعض الشوارع بأسماء قادة الميليشيات الموالية لإيران، وتشهد العديد من المدن ذات الغالبية السنية (يشكل السنة غالبية في سوريا)، بما في ذلك دمشق، احتفالات دينية شيعية واسعة النطاق وتغيرات ديموغرافية. 

ونشطت طهران في تجنيد أعداد كبيرة من السكان المحليين ضمن ميليشياتها في مسعى لتقليل خسائرها البشرية وهي تشكيلات من متطوعين ضمن فصائل عسكرية مختلفة، تستمد تمويلها من إيران إضافة لتمويل ذاتي من رجال أعمال سوريين، وهناك من يتخذ عدة أشكال أخرى للتمويل كتهريب المخدرات، وتهريب النفط بين النظام وغيرها من أساليب التمويل الذاتي. 

وتسعى إيران إلى توسيع نشاطاتها العسكرية؛ وخاصة في الجنوب السوري، وذلك باستقطاب المزيد من العناصر من خلال الترغيب في الحماية والاستفادة المادية، والترهيب بالتهديد والاعتقال. 

وتسيطر إيران عبر ميليشياتها على عدة تلال مهمة في الجنوب السوري كـ «تل مرعي»، و«تل فاطمة»، و«تل أيوب»، و«تل قرين»، و«تل الحارة»، و«تل الجابية»، و«تل جموع»، و«التلول الحمر»، و«تل الزعتر»، حيث تتخذها مراكز رصد متقدم.

ويرجح خبراء أن إيران أنفقت ما يتراوح بين 20 و 30 مليار دولار في سوريا فقط لتعزيز وجودها العسكري، وفق مقابلة لموقع «اعتماد أونلاين» المحلي مع عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني «حشمت الله فلاحت بيشه» مؤخرًا. 

وقدرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية في تقرير لها عام 2015، انفاق طهران نحو 6 مليارات دولار سنويًّا داخل سوريا، وفي بعض الأحوال كانت تصل هذه المساعدات إلى 15 مليار دولار سنويًّا.

الكلمات المفتاحية

"