بعد جلب مرتزقة توانسة إلى ليبيا.. أردوغان طامع في الدول المغاربية
ْ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، منتصف يوليو الماضي، بأن المخابرات التركية أقدمت على نقل ما يزيد على 2500 متطرف تونسي من سوريا إلى ليبيا.
خطورة المرتزقة التوانسة
ولخطورة وجود إرهابيين توانسة على بعد كيلو مترات من بلدهم، كثفت كل من وزارتي الدافاع والداخلية التونسيتين، على مدار الشهر الأخير، من عملهما للحيلولة دون تسلل الإرهاب القادم من ليبيا إلى الداخل.
بدوره حذر وزير الدفاع التونسي، عماد الحزقي، 15 يوليو 2020، في أول رد فعل تونسي على استقدام متطرفين توانسة إلى ليبيا، من خطورة الوضع الليبي، مشيرًا إلى ما اعتبره «تصاعد في وتيرة محاولات التسلل» من ليبيا إلى تونس.
وأكد أن تونس «ضاعفت
من الحيطة والحذر» على الحدود مع ليبيا، مشددًا على أن الجيش التونسي سيتصدى بكل صرامة وحرفية مع كل
ما يهدد سلامة التراب التونسي.
ضبط وتفكيك خلايا إرهابية
في الوقت ذاته كثّفت الداخلية التونسية من عملها لضبط العناصر المتسللة من ليبيا إلى تونس، لاسيما تفكيكها لخلايا إرهابية بالداخل.
وجاء اختيار الرئيس التونسي، قيس سعيد، لوزير الداخلية السابق، هشام المشيشي، لتولي رئاسة الحكومة، نهاية يوليو 2020، لتدعيم التوجه التونسي من الأزمة الليبية، إذ رجح محللون تونسيون أن النجاحات الأمنية للمشيشي في الفترة الأخيرة، في ظل تصاعد الخطر القادم من ليبيا، كانت السبب في تكليفه برئاسة الحكومة.
لماذا التوانسة؟
بإعطاء خطوة استعانة تركيا بمسلحين توانسة بعدًا أوسع من الرؤية التونسية، يصبح السؤال عن سبب اتجاه تركيا نحو جنسيات آخرى بخلاف السورية في ليبيا مهما، فهل كان هذا التحول اعتباطي أم وراءه رؤية تركية، بداية كانت تونس ضمن الدول الأكثر تصديرًا للمتطرفين إلى سوريا في الفترة من 2011 وحتى 2015. ووفقًا لإحصاء للأمم المتحدة في 2015، فبلغ عدد التوانسة الملتحقين بصفوف الإرهاب بسوريا 5500 تونسي، فيما قدرهم وفد إعلامي وحقوقي تونسي زار دمشق منتصف 2015، بحوالي 8000 تونسي في صفوف الفصائل المتطرفة بسوريا.
وبحسب هذه التقديرات تكون تونس في المرتبة الرابعة للدول الأكثر تصديرًا للإرهاب، ما يعني أن وفرة من الإرهابيين التونسيين مازالت موجودة بسوريا.
طمع تركي
ويطرح الباحث المتخصص في الشأن التركي، مصطفى صلاح، للمرجع، فرضية بخصوص اعتماد تركيا على مسلحين تونسيين في ليبيا بعدما كانت تستعين بالسوريين فقط، موضحًا أن الاستعانة بعناصر مأجورة تنتمي لمنطقة المغرب العربي للمشاركة في معارك ليبيا قد يعني أن تركيا ترغب فيما هو أبعد من مجرد دعم حكومة الوفاق بطرابلس.
وأوضح أن تركيا قد يكون لها مطامع لتكوين قاعدة لفصائل مسلحة بمنطقة المغرب العربي، مدعمًا رأيه بأن العادة جرت على أن تكوين القواعد للجماعات المتطرفة يعتمد في مراحله الأولى على اقامة علاقات الاجتماعية مع السكان الأصليين للمناطق المستهدفة أو استغلال علاقات المصاهرة والنسب، معتبرًا أن المأجورين التونسيين يتوافر فيهم هذه الصفات، إذ يحملون ثقافة قريبة من سكان ليبيا وقادمون من مجتمع يشبه المجتمع الليبي، ما يعني إنهم قد يكونوا نواة لتشكيلات عسكرية كبيرة في المستقبل.
وتوقع أن توسع تركيا من اعتمادها على الجنسيات المغاربية في ليبيا، مشيرًا إلى أنه "من الوارد جدًا أن تستعين بجنسيات جزائرية أو مغربية في الفترة القادمة".
ولفت صلاح إلى أن دول المغرب العربي لديها تخوفات من هذه السيناريوهات إلا أن أغلبها وتحديدًا تونس والجزائر يمرون بعمليات انتقال ديمقراطي ولديها أزمات داخلية الأمر الذي يجعلها تحجم عن الاشتباك في قضايا إقليمة حتى لو ستمثل خطر مباشر عليها في المستقبل.
وتوقع أن تولي هذه الدول أولوية للملف الليبي وخطر السياسة التركية فيه، حال ما استقرت الأوضاع نسبيًا فيها، مدللًا على ذلك بالصيغة التصعيدية التي باتت تتسم بها خطابات كل من الرئيسين التونسي والجزائي تجاه ما يحدث في ليبيا، وظهرا فيها وكأنهما يعادون التحركات التركية في ليبيا.
ونوه إلى ان تونس تمر بأزمة اقتصادية طاحنة وتركيا بشكل عام تُعد أحد أبرز المستثمرين في دول المغرب العربي، ما يشير إلى ان هذه الدول في حاجة لبقاء العلاقات مع تركيا.
يشار إلى أنه منذ اعتماد تركيا سياسة نقل المسلحين من سوريا إلى ليبيا وتحذر التقديرات من احتمالية أن يلحق هؤلاء المسلحون الوافدون بإرهابي الساحل الأفريقي والصحراء، الذين يمثلون رقم صعب في معادلة الإرهاب الدولي.
ويعزز هذه التخوفات استعانة تركيا بمسلحين ينحدرون من هذه المنطقة الجغرافية، ما يسهل عليها عملية استقرارهم في مناطق المغرب العربي المنتمين لها بالأساس، لاسيما تمريريهم للأهداف التركية بحكم علاقاتهم بالسكان الأصليين بالشمال الأفريقي.
للمزيد.. خطر يهدد أوروبا والعالم.. إدماج مرتزقة أردوغان في قاعدة الإرهاب الأفريقي





