ad a b
ad ad ad

روسيا تشدد إجراءاتها الأمنية لمواجهة تنامي «داعش» في القوقاز

الثلاثاء 26/مايو/2020 - 06:23 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أفاد بيان رسمي صادر عن القوات المسلحة الروسية، بأن معلومات وردت للهيئات المعنية تؤكد وجود عناصر خطرة تقيم في إحدى الغابات بقرية جوكسوف في منطقة خاسافيورت، تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى وقائمة باغتيال الشخصيات المهمة، فضلًا عن عمليات اختطاف، وابتزاز لرجال الأعمال لتحصيل أموال، لاستخدامها في العمليات المتطرفة.


وأضاف البيان وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن العناصر الداعشية كان بحوزتها أسلحة آلية متطورة، وقنابل يدوية، استخدمتها حين مهاجمة القوات الأمنية؛ ما أدى إلى إصابة جندي واحد فقط، دون وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين أو العسكريين.

 روسيا تشدد إجراءاتها
تصاعد الإرهاب في القوقاز

تأتي الواقعة الأخيرة ضمن سلسلة من التشديدات الأمنية الروسية لمواجهة تنامي النفوذ الداعشي بمنطقة القوقاز، ففي ١٣ مايو الجاري دشنت موسكو عملية عسكرية بمنطقة سونزهنسكي في انجوشيتيا على الشريط الحدودي مع الشيشان، وذلك لتمشيط الغابات من مجموعة من المسلحين يقودهم شخص يُدعى أصلان بيوتوكاييف أو أمير خامزات.


وأصلان بيوتوكاييف هو قائد ما يعرف بـ«لواء شهداء رياض الصالحين» ويبلغ من العمر ٤٥ عامًا، وطبقًا للموقع فهو أحد المقربين من زعيم إمارة القوقاز دوكو عمروف، إلى جانب ضلوعه في التخطيط لهجوم انتحاري ضرب مطار دوموديدوفو بموسكو في يناير ٢٠١١؛ ما أدى إلى مقتل العشرات.


تاريخ العودة

كانت روسيا تطلع لإنهاء التمرد ذي الطابع الإسلامي الذي أثير في المنطقة القوقازية خلال حقبة التسعينيات، عندما أرادت دول مثل الشيشان وإنجوشيا وداغستان الانفصال التام عن الاتحاد السوفيتي المنهار لتدخل المنطقة في حرب أرادت لها القوى الكبرى أن تكون دينية بصبغة إسلامية، وحينئذ دعت الجماعات للجهاد إلى المنطقة لقتال أعداء الدين الإسلامي الذين يرفضون منح الحرية للشعوب ذات الأكثرية الإسلامية.


ومن هنا أضحت المنطقة أرضًا خصبة لتطور الإرهاب، ومع حصول الدول على قدر من الاستقلال، وتحولها لدول حكم ذاتي تحت الفيدرالية الروسية كانت موسكو تطلع إلى مزيد من الهدوء بعض سنوات القتال، ولكن ظهور داعش غير الموازين، وأعاد الجهاد القوقازي إلى الواجهة.


ويعول البعض عودة التصاعد الإرهابي في القوقاز إلى إعلان تنظيم داعش في 2015 إنشاء إمارة له بالمنطقة عبر انضمام مجموعات إرهابية عتيدة له والانضواء تحت لوائه، ونشر ذلك عبر فيديو بثته الجماعة على منصاتها الإعلامية بمواقع التواصل الاجتماعي، كما أن داعش لم يكتف بذلك، بل طالب العناصر بالسفر إلى سوريا للقتال، ومن هنا بات المسلحون الذين يحملون بالأساس عداء كبيرًا لروسيا يقاتلونها على جبهتين داخلية وخارجية.


وعلى إثر ذلك عادت الهجمات الإرهابية تضرب روسيا مرة أخرى، ففي مايو 2018 أعلن التنظيم مسؤوليته عن استهداف ضريح الإمام الصوفي «سعيد أفندي الشرقاوي» في داغستان، بينما هاجم التنظيم في 24 مارس 2017، وحدة تابعة للحرس الوطني في الشيشان؛ ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، من بينهم 6 مسلحين، وفي 18 فبراير 2018 فتح عناصر التنظيم النار أمام كنيسة في جمهورية داغستان؛ ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات.

 روسيا تشدد إجراءاتها
أسباب العودة

مع وجود عناصر مخضرمة في القتال وحرب العصابات، أضحت المواجهة أكثر صعوبة، وهنا ينبغي الإشارة إلى الأطروحات التي صاغها بعض الساسة والعاملين في ملف الإسلام السياسي، حول أسباب عودة الراديكالية الإسلامية بقوة للقتال ضد روسيا.


ففي ورقة بحثية قدمها مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» ذكر أن أبرز العوامل في هذه القضية هي وجود عناصر مسلحة ومدربة بالفعل في المنطقة من بقايا القتال القديم، إلى جانب دعم استمرار بقاء التنظيم عبر احتضان العائدين في المنطقة؛ استغلالًا لخبرتهم التنظيمية في العمل السري المسلح.


علاوة على ذلك، فهناك من لا يغفل لعبة التوازنات الدولية في هذا الأمر، على اعتبار أن الجماعات الإرهابية ما هي إلا أداة في يد متحكمين كبار مثل تركيا، فطبقًا لتقرير نشره موقع «أحوال» تركية في 2 فبراير 2020، أكد عبر مصادر خاصة وجود توجس روسي من دور يلعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز العناصر الداعشية في منطقة القوقاز.


للمزيد.. الصراع الطائفي القوقازي.. حرب داعشية على المريدين

"