ad a b
ad ad ad

الحكم لا يقبل القسمة على اثنين.. سليمان صويلو هدف أردوغان القادم

الإثنين 11/مايو/2020 - 10:49 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

الحكم لا يقبل القسمة على اثنين، والسلطان إما في القصر أو في القبر، هذا ما يؤمن به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد نجح في التخلص من جميع منافسيه على السلطة إذ تمكن من السيطرة على الجيش والقضاء والبرلمان، كما تخلص من أصدقائه الأقوياء في حزب العدالة والتنمية واحدًا تلو الأخر والأسماء كثيرة وعلى رأسهم عبد الله جول، أحمد داود أوغلو، على باباجان.


يبدو أن نهاية وزير الداخلية التركي سليمان صويلو السياسية اقتربت، بعد أن أصبح منافسًا محتملًا للرئيس رجب طيب أردوغان، وحصوله على دعم كبير بين ناخبي الائتلاف الحاكم المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.


شعبية وزير الداخلية الواسعة التي كشفتها استقالته المفاجئة، في 12 أبريل 2020 عقب قرار حظر التجوال المفاجئ أزعجت أردوغان؛ مما دفعه مضطرًا إلى رفض استقالته ليعود إلى منصبه بشكل أقوى، حتى يجرده من قوته ونفوذه داخل الحزب.


وخاصة أن آخر استطلاع رأي أجرته شركة متروبول للأبحاث، أكدت أن سليمان صويلو لا ينافس برات البيراق، وزير المالية؛ لكنه ينافس أردوغان نفسه.


سليمان صويلو سياسي محنك ذو خلفية قومية محافظة، وكان رئيسًا لحزب معارض، الحزب الديمقراطي، قبل أن يستقيل من رئاسته إثر خسارته في إحدى الانتخابات، ثم يقنعه أردوغان بالانضمام للعدالة والتنمية عام 2012، وتقدم في المراكز القيادية في العدالة والتنمية والحكومة بشكل سريع وملحوظ، وصولًا لمنصب وزير الداخلية في أغسطس 2016، أي بعد مسرحية الانقلاب الفاشل مباشرة، ونجح في المهام الموكلة إليه وأهمها مكافحة الكيان الموازي والعمال الكردستاني داخليًّا، وثانيًا في عدد من الأزمات مثل زلزال إيلازيغ وغيره.


الفوضى التركية.. صراع الأجنحة في «العدالة والتنمية» يكشف تخبط أردوغان وحزبه


الحكم لا يقبل القسمة

لذا خرج صويلو من أزمة الاستقالة أقوى بصورة أرعبت أردوغان، إذ أثبت مكانًا في الحكومة والحزب خصوصًا في مواجهة التيار الآخر، وأثبت أنه يتمتع بشعبية مرتفعة في الشارع التركي، وكذلك بين أنصار الحزب، وأكد أنه شخصية سياسية من الوزن الثقيل ورقم صعب في المعادلة.


من المؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس سعيدًا بنتائج استقالة وزير داخليته المفاجئة؛ لأن تفاصيلها مزعجة بدءًا من إعلان الاستقالة دون استشارته، ومرورًا بأنها وضعته أمام خيارات صعبة في ظل أزمة غير مسبوقة، وكذلك الصورة غير الإيجابية التي ظهر بها الحزب، إذ يشهد صراع 3 فصائل أولهما الفصيل الذي يدعمه وزير المالية وصهر أردوغان، بيرات البيرق، والمعروف باسم «عصابة البجع»، والفصيل الثاني الذي يدعمه وزير العدل، عبد الحميد جول. أما الفصيل الثالث فهو مستقل بذاته ويدعمه وزير الداخلية سليمان صويلو، وهو أمر يبغضه أي قائد في ظل نظام رئاسي وعلاقات هرمية واضحة.


وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن صويلو يعتبر حلقة الوصل بين حزب العدالة والتنمية وشريكه الصغير حزب الحركة القومية، كما يتمتع بشخصية إعلامية مثل أردوغان، فمن الممكن رؤيته على الشاشات كل يوم تقريبًا، فضلًا عن قوة علاقته بالكيانات المعروفة باسم «الدولة العميقة» في تركيا كل ذلك يجعل أردوغان يضع له ألف حساب وينتظر الفرصة للقضاء عليه.


وبحسب المعلومات السابقة من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة القضاء على نفوذ وشعبية صويلو بصورة تدريجية عبر نقله إلى وزارة أخرى كالعدل أو الصناعة في أول تعديل وزاري عقب انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وخاصة أن عصابة البجع التي تتمتع بقوة كبيرة داخل العدالة والتنمية، غير راضية عن وزير العدل عبدالحميد غل، ووزير الصناعة والتكنولوجيا، مصطفى فارانك، وتعتبرهما من المغضوب عليهم إلى جانب وزير الداخلية، وبعد ذلك يتم إقصاؤه من المشهد نهائيًا.


يشار إلى أن أردوغان تراجع عن قبول استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو بعد تدخل حليفه السياسي دولت بهشلي رئيس حزب الحركة القومية، الذي أكد له أن صويلو يؤدي مهامه بنجاح، وأن الوقت الراهن لا يتحمل إجراء تعديل في الحكومة، وجاء أيضًا نتيجة تدخل حزب الوحدة الكبرى اليميني لرفض الاستقالة.

الكلمات المفتاحية

"