ad a b
ad ad ad

الوجه البغيض لـ«العدالة والتنمية».. وزير الداخلية التركي يهدد «أوغلو» بالتدمير

الأربعاء 04/سبتمبر/2019 - 07:46 م
أكرم امام أوغلو رئيس
أكرم امام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
خرج وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بتصريحات مثيرة للجدل، حينما هاجم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول بعد قيام الأخير بزيارة إلى مدينة «ديار بكر» الكردية وقدم الدعم لرؤساء البلديات الأكراد الثلاثة الذين تمت إقالتهم أغسطس الماضي.
 

وزير الداخلية التركي
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو
وقال وزير الداخلية التركي إن قرار الإقالة جاء اتساقا مع القانون خاصة بعد أن ثبت لدى أجهزة الأمن قيام رؤساء البلديات بتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقره إرهابيُّا.

وأكد الوزير خلال لقاء مع الصحفيين في إقليم «بورصة» شمال شرقي البلاد، أن إمام أوغلو «جاهل»، كما هدد «صويلو» «أوغلو» قائلا: «اعرف مكانك.. واعرف حدودك.. هذا البلد يتعامل مع الإرهابيين منذ 40 عاما.. إذا تدخلت في شؤون خارجة عن اختصاصك سندمرك».
وجاءت هذه التصريحات بعد أسبوع من إعلان «إمام أوغلو» أن بلدية إسطنبول ألغت تحويل أكثر من 350 مليون ليرة (61 مليون دولار) لبعض المؤسسات التابعة لحزب العدالة والتنمية في أول خطوة يتخذها ضد أردوغان منذ انتخابه.
وقال إمام أوغلو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، خلال زيارته لديار بكر: "يتعين أن نقف ضد الظلم وعدم الشرعية بغض النظر عمن يتضرر".
أكرم امام أوغلو
أكرم امام أوغلو

هجوم متوقع

لاشك أن حزب العدالة والتنمية وأنصاره سوف يعملون على مهاجمة «أكرم إمام أوغلو» من خلال توجيه اللجان الإلكترونية التابعة للحزب للقيام بمهاجمة "أوغلو" واتهامه بالتضامن مع منظمة إرهابية، دون أن يتطور الأمر لاتهام رسمي، في الوقت الحالي، لأن حزب العدالة والتنمية لا يريد المخاطرة والدخول في صدام جديد مع المعارضة، خاصة بعد أن أثبتت الانتخابات الأخيرة في ولاية إسطنبول شعبية "أوغلو".

ويعد الغرض من هذه الحملات هو النيل من شعبية "أوغلو" على أن يتم توجيه تهم قضائية ضده في المستقبل بغرض تقييد قدرته على استغلال صلاحياته الدستورية كعمدة لولاية إسطنبول.

وتكشف تصريحات وزير الداخلية التركي الوجه البغيض لحزب العدالة والتنمية الذي لا يحترم الخيار الديمقراطي أو رأي الناخب التركي، ويدرك "العدالة والتنمية" أن زيارة "أوغلو" لولاية ديار بكر تؤشر لاحتمالية تشكيل تحالف سياسي غير رسمي بين الطرفين من أجل مواجهة استبداد العدالة والتنمية، ما يعني مزيد من الصدام في الفترة المقبلة بعد أن يصل الاستقطاب السياسي لمراحل غير مسبوقة.

ويعد تهديد وزير الداخلية التركي، لأكرم أوغلو سابقة في الحياة السياسية، فبدلا من أن تعرض الحكومة مساعدتها لأوغلو من أجل إنجاحه بهدف تلبية رغبات الشعب، تقوم بالتهديد بتدمير شخص انتخب من قبل الشعب، ما يؤكد أن "العدالة والتنمية" لا يتسم بقبول الآخر ولا يحترم خيار الشعب. .
الهجوم على أكرم أوغلو يأتي كونه عمدة لأهم وأكبر ولاية في البلاد، حيث تعد إسطنبول شريان الاقتصاد النابض وحلقة للتبادل التجاري والثقافي داخل تركيا، ما يعني أن "أوغلو" كعمدة لها يؤهله لمنافسه "أردوغان" نفسه على منصب رئاسة الجمهورية في 2023، ولذلك يبذل الحزب الحاكم كل جهوده من أجل تعطيله عن أداء مهامه.
"