أردوغان يلوح بسيف القضاء ضد مرشحي المعارضة
عشية الانتخابات البلدية التي تنطلق غدًا الأحد 31 مارس الجاري، يحبس الأتراك أنفاسهم بسبب الزخم الإعلامي الكبير والحشد المكثف من قبل الأحزاب المتنافسة على الأرض، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما أولى حزب العدالة والتنمية الحاكم هذه الانتخابات زخمًا كبيرًا بسبب التهديد القوي الذي يشكله مرشحو المعارضة.
وقد شهدت تركيا طوال الفترة الماضية أجواء ساخنة؛ حيث استخدم الحزب الحاكم ورقة القضاء لتهديد المرشحين المعارضين، لاسيما من أعضاء التحالف الوطني الذي يتألف من حزب الشعب الجمهوري، وحزب الخير، وهو التحالف الذي يحمل اسم «تحالف الأمة»، وكذلك حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
رفع وزير الداخلية «سليمان صويلو» دعوى قضائية ضد زعيم حزب الشعب الجمهوري، كما تم رفع دعوى أخرى ضد زعيمة حزب الخير، «ميرال أكشينار»، فضلًا عن التحقيقات الجارية مع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي «الكردي سزاي تمللي»، والمطالبات برفع حصانته البرلمانية.
ونال مرشحو المعارضة في الانتخابات البلدية نصيب الأسد من تلك التهديدات، لاسيما في المدن الكبرى.
فقد تعرض «منصور يافاش» مرشح تحالف الشعب لأكثر من تحقيق خلال الفترة الأخيرة، وتلقى تهديدات علنية من أردوغان شخصيًّا في برنامج تليفزيوني على الهواء؛ حيث حذره بأنه سيدفع الثمن أمام القضاء، وأنه إن تمكن من خوض الانتخابات فسيدفع هو وسكان أنقرة الثمن.
فرض الوصاية على البلديات
ويحكم حزب العدالة والتنمية حاليًّا 49 بلدية من أصل 81، ويشتد التنافس بينه وبين تحالف أحزاب من المعارضة على المدن الكبرى، لاسيما إزمير وإسطنبول وأنقرة.
وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن 325 من مرشحي الأحزاب المعارضة بالانتخابات المحلية التي ستنطلق غدًا «على صلة بتنظيمات إرهابية».
وقال صويلو: إن مهمته كوزير للداخلية تكمن في منع وصول هؤلاء الإرهابيين، مـتوعدًا إياهم بالإقالة حتى وإن تم انتخابهم، مُهددًا بفرض الوصاية على البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي في جنوب شرق تركيا كما حدث خلال الفترة الماضية.
وكانت الحكومة التركية عينت عام 2017 وصاة على البلديات التي فاز بإدارتها حزبي الشعوب الديمقراطي الكردي والاتحاد الديمقراطي بزعم «دعم الإرهاب وتمويله»، ويتولى حاليًّا هؤلاء الوصاة المعينون من قبل الحكومة إدارة العديد من البلديات والمدن في شرق وجنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية.
فيما أقالت السلطات التركية 259 عمدة حي وقرية جماعيًّا، بزعم ارتباطهم بكيانات لها ارتباطات مع الإرهاب وسلوكيات لا تتفق مع طبيعة الوظيفة بحسب الاتهامات.
من جهة أخرى واصل أردوغان، هجومه على مرشحي المعارضة، وكانت إحدى أبرز تلك الوقائع مهاجمته للمرشحة عن «الحزب الجيد» -حزب الخير- المعارض، إيلاء أقصوي، بنشر مقطع فيديو عبر تويتر، انتقدت فيه وجود كتابة باللغة العربية على واجهات المحلات في حي «الفاتح».
جاء ذلك في كلمه ألقاها «أردوغان» الجمعة، أمام تجمع شعبي نظمه حزب «العدالة والتنمية»؛ حيث وصف أقصوي بأنها «عديمة التربية»، وتابع مستنكرًا: «لا ينتقدون اللافتات المكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، لكنهم يمتعضون عندما يتعلق الموضوع باللغة العربية».





