يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ماذا بعد سماح الولايات المتحدة بوصول المساعدات إلى إيران؟

السبت 18/أبريل/2020 - 03:03 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

أتى سماح الولايات المتحدة بوصول المساعدات الإنسانية إلى إيران في ظل أزمة فيروس كورونا، ليجدد الحديث عن إمكانية تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عام 2018، التي تسببت في خسارة طهران 200 مليار دولار حسبما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني.


وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من أن العقوبات من الأساس لا تشمل الجوانب الإغاثية لكن الإيرانيون دائمًا ما يرددون أن  المساعدات الإنسانية تواجه تعثرا بسبب العقوبات، لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد مؤخرًا أن إرسال المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية إلى إيران من أجل مواجهة فيروس كورونا، لا توجد بها أية مشكلة، كما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نهاية شهر مارس إنه من المحتمل أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات عن إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا المستجد.


للمزيد: مجزرة السجن المركزي.. إيران تقتل الأحواز مجددًا على خلفية «كورونا»


ماذا بعد سماح الولايات
وأعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، استئنافها الصادرات الإنسانية إلى طهران، بعد تلقيها ضوءًا أخضر من الجانب الأمريكي ليؤكد جدية الإدارة الأمريكية في تخفيف أثر العقوبات على الشعب الإيراني بعد تاكيد واشنطن المتكرر أن تلك العقوبات تستهدف الضغط على النظام لا الشعب.


ومن المقرر أن يبدأ الكوريون إرسال صادراتهم الإنسانية التي من المنتظر أن تشمل معدات طبية وأدوية في مايو المقبل حسبما أعلنت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، ولكن يتوجب على المؤسسات المالية التي تشارك في تلك الصفقة أن تتخذ تدابيرها من أجل ضمان وصول الشحنة إلى المواطنين الإيرانيين ، وليس إلى أيدي مسؤولي الحكومة الإيرانية لاستخدامها في أغراض أخرى قد يكون من بينها دعم الميليشيات في الخارج التي تمارس الإرهاب داخل الدول العربية.


وفي ظل هذه الموافقة الأمريكية تُعفى الجهات الخارجية من أية عواقب بسبب تعاملها مع المؤسسات الإيرانية الخاضعة للعقوبات مثل البنك المركزي الإيراني على سبيل المثال الذي تلاحقة اتهامات بتمويل أنشطة الحرس الثوري التخريبية.


وخلال الفترة الماضية، وحتى اليوم، تصر الإدارة الأمريكية على أن رفع العقوبات لن يكون في صالح الشعب الإيراني، بل ستذهب الأموال إلى دعم الإرهاب، كما حدث إبان توقيع الصفقة النووية عام 2015 حين حصلت طهران على 50 مليار دولار من أموالها المجمدة، وبدلاً من توجيهها لدعم التنمية، تم دعم الأذرع العسكرية التي تعيث فسادًا في المنطقة، وبسبب ذلك ترفض واشنطن الطلب الإيراني من صندوق النقد الدولي لقرض بـ 5 مليارات دولار لمكافحة تفشي وباء كورونا المعروف باسم كوفيد-19، إذ تملك الولايات المتحدة، حق الفيتو في صندوق النقد أيضًا ومن صلاحياتها منع توجيه القروض لأي دولة


وقد اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بممارسة ظلم كبير على بلاده بسبب منع حصولها على القرض واصفًا موقفها بـ"غير الإنساني" وأنه "وصمة عار"، لكن الأمريكان بدلًا من ذلك وافقوا الأحد، على تحرير 1,6 مليار دولار خاصة بإيران كانت مجمدة في لوكسمبورج، ووصف روحاني الأمر بانه انتصار إيراني، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية.


وتحاول طهران منذ العام 2017 الحصول على تلك الأموال المجمدة في شركة "كليرستريم" المالية ومقرها في لوكسمبورج دون جدوى.


وقد أصبحت إيران بؤرة نشر المرض، بعدما صارت المصدر الأول له، واستأثرت بتسعة أعشار الإصابات بالفيروس في منطقة الشرق الأوسط، حسبما ذكرت تقارير أبرزتها شبكة "سي ان بي سي"، وسجلت حتى اليوم أكثر من 4400 وفاة وأكثر من 71600 إصابة، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة من قبل وزارة الصحة.


وتهدف الولايات المتحدة إلى تجنب اتهامها بالمسؤولية عن سوء الأوضاع الإنسانية في إيران أثناء اجتياح الفيروس المستجد لها، ويكرر المبعوث الأمريكي برايان هوك دائمًا؛ أن المزاعم الإيرانية بأن العقوبات هي سبب تدهور الوضع غير صحيحة، لأن الجوانب الإنسانية لا تشملها العقوبات من الأساس.

"