لهذه الأسباب سحبت فرنسا جنودها من العراق

لا يزال وباء كورونا يسيطر على العالم؛ خاصة بعد أن تجاوزت الإصابات المليون و200، فيما لم يتم التوصل إلى لقاح فعال مضاد للمرض، وهو ما جعل دولًا مثل فرنسا تلجأ إلى اتخاذ عدد من الإجراءات من أجل حماية قواتها المتمركزة في الشرق الأوسط أبرزها سحب قواتها من العراق.

وفي 25 مارس، أعلنت فرنسا عن خطة لمجابهة فيروس كوورنا داخل البلاد، ورغم أن الخطة تمركزت بالأساس حول دعم القطاع الطبي بالمعدات اللازمة لمواجهة الأزمة، لكنها تضمنت شقًا عسكريًّا يقضي بنشر قوات الجيش من أجل المساعدة والسيطرة على الوباء، وسحب قواتها من العراق والموجودة هناك ضمن قوات التحالف الدولي التي تقاتل داعش، كما أعلنت سحب جنودها والبالغ عددهم 100 حتي إشعار آخر بسبب فيروس كورونا.
هناك عدد من الأسباب دفعت فرنسا تحديدًا لسحب قواتها من العراق، رغم وجود قوات عسكرية أخرى في عدد من دول المنطقة مثل لبنان وسوريا، لعل أهم هذه الأسباب هو الخوف من أن يتحول العراق لبؤرة تفشي الفيروس بسبب علاقته الوثيقة بإيران، وبسبب عدم غلق الحدود بين الطرفين، ما قد يعرض حياة العسكريين الفرنسيين للخطر في حالة ما تم الإبقاء عليهم في العراق.
ولعل السبب الثاني هو الخوف الفرنسي من أن يموت عدد من العكسريين داخل العراق بسبب كورونا، ما قد يمثل ضربة سياسية للرئيس الفرنسي ماكرون بسبب عدم قدرته على إدارة الأمور المتعلقة بالعسكريين الفرنسيين خارج الديار، والسبب الثالث خوف فرنسا من إصابة جنودها قبل رحيلهم، ما قد يساهم في إصابة عدد كبير من زملائهم، داخل مقرات الجيش عند العودة لذلك عجلت برحيلهم.
من المتوقع أن يؤثر هذا القرار على قدرات التحالف الدولي لمواجهة داعش في سوريا و العراق، خاصة إذا ما قررت دول أخرى سحب قواتها على غرار فرنسا، ما قد يمنح داعش فرصة جديدة من أجل النهوض وإعادة ترتيب الصفوف.
ويملك التحالف الدولي الفرصة من أجل إعادة إحلال القوات الفرنسية بأخرى للحفاظ على سير العمليات العسكرية، إلا أنه من المستتبعد أن تقدم أي دولة على إرسال جنودها إلي العراق في الوقت الراهن.
من الجدير الذكر أن التحالف الدولي كان قد أوقف عملياته العسكرية في العراق في يناير 2020 بسبب الهجمات التي شنها عدد من الميليشيات الشيعية على مقار قوات الأمن العراقية التي تستضيف قوات التحالف الدولي. وقد جاء هذا الإيقاف كنوع من الضغط على الحكومة العراقية من أجل كبح جماح الميليشيات الإيرانية داخل العراق.
للمزيد: لماذا رفضت إيران عرضًا أمريكيًّا بمساعدتها في مواجهة كورونا ؟