انسحاب ترامب وقلق ماكرون.. فرنسا تقرر البقاء في سوريا بعد مغادرة الحليف الأمريكي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، سحب قوات بلاده من سوريا، مبررًا أن تنظيم داعش هُزِمَ نهائيًّا، وأن تركيا ستكمل بعد خروج قواته، لكن على الرغم من قرار «ترامب» فإن فرنسا تعهدت بإبقاء قواتها في سوريا، وتعاونها مع القوات الديمقراطية للجيش السوري في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس 17 يناير 2019، أن مقتل أربعة أمريكيين في سوريا هذا الأسبوع يظهر أن المعركة ضد تنظيم داعش لا تزال مستمرة، مُشيرًا إلى أن فرنسا ستحرص على وجود قواتها في شمال سوريا في الوقت الراهن، كما أكد في كلمة للقوات المسلحة الفرنسية في تولوز: «لا ينبغي أن يحولنا الانسحاب المعلن لحليفنا الأمريكي عن هدفنا الاستراتيجي للقضاء على داعش».
وانتقادًا للقرار الأمريكي، قال مسؤولون فرنسيون: إن باريس ستبقى في ظلِّ عدم القضاء على تنظيم داعش ضد وجهة النظر الأمريكية في الأزمة، مشيرين إلى أن فرنسا بدأت بالفعل محادثات مع واشنطن بشأن ظروف الانسحاب والجدول الزمني لتنفيذه، كما ستتم محادثات مع أعضاء من قوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد، وهي شريك للولايات المتحدة في المنطقة، بشأن الخطوة الجديدة. وأضاف المصدر الذي نقلت عنه رويترز، «أن ترامب يُخفّض النفقات ويخاطر بحدوث أمر خطير... فالعمود الفقري للتحالف هو الولايات المتحدة».
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية «فلورانس بارلي» على تويتر: «داعش لم يمح من على الخريطة ولم تستأصل شأفتها، ومن الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة»، وأكدت وزارة الخارجية في بيان الشهر الماضي، أن باريس وحلفاءها بدأوا محادثات مع واشنطن بشأن الإطار الزمني وظروف سحب القوات الأمريكية.
وأضافت «بارلي»: «يتعين على الولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار حماية السكان في شمال شرق سوريا واستقرار هذه المنطقة لتجنب أي مآسٍ إنسانية جديدة وأي عودة للإرهابيين»؛ مشيرة إلى أن باريس ستحرص على ضمان أمن جميع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، ومنهم قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد الذين يخشون هجومًا من تركيا.
تتعامل فرنسا على وجه التحديد بحساسية مع خطر تنظيم داعش، بعد عدة هجمات كبيرة على أراضيها في السنوات القليلة الماضية، وانضم مئات من الفرنسيين إلى التنظيم في سوريا، ذلك ما يدفعها إلى المشاركة بنحو 1100 جندي ضمن عملية «شمال» لقتال تنظيم داعش وتقديم الدعم اللوجستي والتدريب والدعم الخاص بالمدفعية الثقيلة، وبقية القوات إما تعمل في الأردن؛ حيث تقلع أغلب الطائرات المقاتلة لضرب الأهداف أو من سفن في البحر المتوسط أو في الخليج أو من فرق أصغر حجمًا في الإمارات وقطر والكويت.
ويأتي موقف فرنسا من قرار «ترامب» موافقًا لقول دبلوماسي فرنسي: «أصبحنا معتادين على ذلك مع إدارة ترامب، الشيطان يكمن في التفاصيل».





