سباق تعزيز المواقع.. صراع طهران أردوغان على الكعكة السورية
على الأراضي السورية شرعت الميليشيات الإيرانية في تعزيز مواقعها عقب الإغراء المادي الذي قدمته في الآونة الأخيرة لاستقطاب عناصر جديدة في صفوفها بالتشيع والتجنيد في المحافظات السورية، حيث كان التركيز الأكبر على المناطق التي تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية استعداداً لأي هجوم مرتقب عقب انتهاء الهدنة التركية الروسية.
تطورات تأتي في وقت استغل فيه أردوغان الوضع بتعزيز مواقع قواته من أجل المواجهات المباشرة في
إدلب وحلب.
للمزيد: الإغراء
المادي.. ميليشيات إيران تستقطب الشباب السوري لصفوفها
تعزيز المواقع
برز تعزيز الميلشيات الإيرانية لمواقعها بعد تجنيد العديد إليها من الجنسيات السورية وغير السورية، في محيط مدينة سراقب الواقعة في ريف إدلب الشرقي ومحيط مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى مواقع أخرى في جبل الزاوية؛ إذ انتشرت قوات ما تعرف بـ«313» الممولين والمدعومة من طهران وتحتوي على مقاتلين سوريين وغير سوريين في مدينة «كفرنبل»، وقوات «الرضوان» وهي التابعة بالكامل لحزب الله اللبناني في محيط مدينة سراقب السورية؛ عقب قيام المدعو «أكرم الخضر» الذي عاد من دمشق بعد لقائه مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، كما التقى سليماني قبل مقتله وجند المئات من أبناء عشيرته، بتجنيد العشائريين لصالح الميليشيات الإيرانية، حيث باتت طهران وحزب الله اللبناني، يعتمدان في المقام الأول على العنصر السوري في التجنيد، داخل المناطق الواقعة من الميادين وحتى البوكمال بدير الزور، إذ تدفع إيران ما يقرب من 300 دولار كراتب شهري لعناصرها في الميليشيات الإيرانية.
مناطق خفض التصعيد
لم تكتف طهران بتعزيز مواقعها بالميليشيات العاملة لها في سوريا ونشرها هناك، بل قامت أيضًا باستقدام الميليشيات العراقية الموالية لها إلى سوريا ونشرها في محيط مدينة سراقب، بالإضافة إلى تعزيز نقاط تمركزها في محيط جبل «شحشبو» شمال غرب حماة، كما انتشرت قوات تسُمى بـ«فوج النبي الأكرم» وهي ميليشيات موالية لإيران، وفي جبل «عزان» الواقع في ريف حلب الجنوبي وجلبت تعزيزات عسكرية ضخمة من عتاد ثقيل وعناصر إلى المنطقة وتمركزت ضمن مواقع جديدة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تلك الميليشيات الموالية لإيران ترتكز معسكراتها التدريبية في الوقت الراهن بشكل أساسي في مطار حماة العسكري- بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي- والمعسكر الأكبر ومركز قيادة عمليات قوات «الحرس الثوري الإيراني» في اللواء 47 في ريف حماة الجنوبي -محيط طريق حماة، محردة – قرية تيزين في ريف حماة الشمالي الغربي – منطقة الشيحة في ريف حماة الشمالي.
ويأتي هذا في الوقت الذي استغلت فيه أنقرة وقف إطلاق النار في إدلب فيما يسمى بمناطق «خفض التصعيد» وقامت بإدخال العديد من الآليات والتعزيزات العسكرية إلى إدلب، عبر معبر «كفرلوسين»، الحدودي شمال المدينة؛ حيث عززت تركيا المناطق التي تتواجد فيها قواتها بشمال إدلب، بما يقارب من 50 آلية بين دبابات وناقلات جند وغيرها، إذ ارتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد»، خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير 2020 وحتى الآن، إلى أكثر من 4490 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، بافضافة إلى أن عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة، أكثر 9500 جندي تركي.
أبرز الميليشيات
وعقب تعزيز الميليشيات الإيرانية بالمزيد من القوات والعناصر، مستغلين الوضع في الشمال السوري والهدنة الروسية التركية، باتت تمتلك حضورًا هامًا في سوريا حث توجد ميليشيا «الفهود» في مدين حمص، وقوات ـ«313» الممولة والمدعومة من طهران في مدينة «كفرنبل»، وقوات «الرضوان» وهي تابعة بالكامل لحزب الله اللبناني في محيط مدينة سراقب السورية؛ إذ تحتفظ إيران بوجودها هناك عبر وجود حزب الله اللبناني، إذ لا تزال طهران تحتفظ بشبكات علاقات واسعة على الأرض بنتها خلال سنوات الحرب، ستمكنها من حشد أعداد كبيرة من الارهابيين المرتزقة والموالين لها في أي وقت.
وتمتلك إيران نفوذًا واسعًا في مناطق أخرى يعتمد على الوجود المختلط للميليشيات الأجنبية التابعة لها والحرس الثوري المتمثل بـ«فيلق القدس» وميليشيات محلية، إذ ترتكز في المناطق الواقعة في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية أقصى شرق محافظة دير الزور، التي أصبحت بعد انسحاب القوات الروسية منها خلال شهر مايو 2019 تحت السيطرة الإيرانية المباشرة والتامة، إضافة إلى الوجود الواسع في باقي مدن دير الزور الأساسية وريفها في المنطقة الواقعة جنوب وشرق نهر الفرات، إلا أن هذا النفوذ متداخل في كثير من الحالات مع الوجود العسكري الروسي الذي حافظ على قوته في مدينة دير الزور تحديداً.
للمزيد: المرصد السوري: تركيا تستغل هدنة إدلب وتدعم مواقعها بالآليات والجنود





